هل ستكون زيارة بوش الخطوة الأخيرة قبل حرب إيرانية محتلمة
الأعلام الأميركية في الرياض لأول مرة منذ حرب الخليج الثانية
سعدون السعدون من الرياض: في أكثر طرق العاصمة السعودية إزدحاماً والمسمى بطريق (خريص) تفاجئك أعلام الولايات المتحدة الأميركية إلى جانب بعضها البعض يفصل بين كل علمين أعلام دولة فرنسا وقبلها المملكة العربية السعودية، وهي المرة الأولى منذ حرب تحرير الكويت عام 1990م التي يرى فيها السعوديون أعلام أميركا quot;العظمىquot; ترفرف في شوارع العاصمة,بعد أن كانت ترفرف معلقة بأطراف الدبابات المتجهة لخوض معركة أو للدفاع عن منطقة.
الأعلام الأميركية تثير التساؤلات,لماذا آمن الرئيس بوش الإبن بالشرق الأوسط في هذا الوقت بالذات,وهل هو الوقت الذي سيكون فيه مبعوث سلام بعد أن كانت الأنفة هي السمة الرئيسية للرئيس المتكبر والذي حلق فوق أجواء الخليج قبل قرابة العامين متجهاً صوب العراق ليشارك حاكم العراق السابق بول بريمر فرحة القبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسين,دون أن يلقي التحية والسلام على دول المنطقة,بل يعتبر من الرئيس الأميركي الوحيد من رؤساء الفترات الأخيرة الذي لم يزر السعودية إبان توليه الرئاسة، لكن بعد أن اقترب العد التنازلي لتخليه وهجرانه البيت الأبيض,بدأ يشعر أن أرض النفط الخليجية من السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة والبحرين.
زيارة بوش,تنقسم في مجملها خليجياً إلى قسمين، مباحثات مع دولتين وزيارة وتفقد لأسطول القوات الأميركية في دولتين. المباحثات في السعودية والإمارات,والمباحثات وزيارة القواعد الأميركية ستكون في كل من الكويت حيث معسكر القوات الأميركية في عرفجان وكذلك في مملكة البحرين حيث قيادة الأسطول الخامس الأميركي. وحسب محللين فإن جولة بوش هذه هي المرحلة ما قبل الأخيرة لإطلاق مفاجئة عالمية تجاه إيران,قد تكون آخر عهود المندفع بوش بالحرب، وقد تكون الحظر الإقتصادي الشامل الذي يأمل الرئيس الأميركي بوش من زعماء دول الخليج مساعدته للتوصل إليه من خلالهم.
ولم يذكر المحللون ولا وسائل الإعلام الخليجية أو الأميركية أية حديث أو نبأ عن مكافحة الإرهاب العالمي في زيارة بوش المقبلة,بل إيران وإيران الهاجس الأكبر له,ولم يعد التطرف الديني هاجساً لدى الرئيس الأميركي بقدر ماهو الخوف من ثورة إيرانية تخفي ملامح إسرائيل,أو هجوم أميركي عليها يفتح أبواب إستنزاف مادي وبشري لأمير كا,وتكون النتيجة في دول الخليج نشوء عصابات قتال متطرفة تحت ألوية إسلامية هدفها الأول إحياء تواجد تنظيم القاعدة من جديد في الخليج والثاني محاولة إقامة أمارة الإسلام وهي الحلم الأكبر لزعيم التنظيم أسامة بن لادن ومعاونيه. الجميع يترقب الزيارة الأولى والمفاجئة للرئيس الأميركي,والإيرانيون لا يأبهون بأية تحرك في ظل وجود الرئيس المبتسم في وجه القرارات الدولية أحمدي نجاد,والخليجيون يتسائلون: لماذا هذا الوقت بالذات؟.
التعليقات