واشنطن: كشف مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـCNN أن إدارة الرئيس جورج بوش تخطط لإخطار الكونغرس عن صفقة أسلحة للسعودية تبلغ قيمتها 20 مليار دولار، للتزامن مع زيارته للملكة الاثنين.
وكانت الخارجية قد وافقت على تأجيل إخطار الكونغرس عن الصفقة الشهر الماضي، وحتى عودة المجلس من عطلته لمنح النواب وقتاً كافياً لدراستها.
وتم تأخير إعلان الإخطار ليتصادف وبدء الرئيس الأميركي مباحثاته مع القيادات السعودية الاثنين.
وذكر المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن الإدارة ارتأت الإعلان عن صفقة الأسلحة أثناء تواجد بوش في الرياض لما تحمله من دلالة رمزية هامة.
وسيتيح الإخطار لأعضاء الكونغرس فترة 30 يوماً لمراجعة الصفقة التي قد يعترضها بعض النواب.
وفي وقت سابق، أعرب بعض النواب عن قلقهم إزاء بيع تقنية quot;ذخائر الهجوم المباشر المشتركquot; البالغة الدقة في إصابة الهدف، إلى الرياض لما قد يمثله النظام التقني من تهديد على إسرائيل.
وستوزان الإدارة الأميركية تلك التهديدات بمنح إسرائيل مساعدات عسكرية تصل إلى 30 مليار دولار على مدى عشر سنوات.
وكان مسؤولون إسرائيليون قد أبدوا في السابق عدم ممانعتهم، نظرياً، على الصفقة التسليحية للسعودية.
وتدخل صفقة الإسلحة في إطار إستراتيجية أميركية لتعزيز الدفاعات العسكرية لحلفائها في الخليج لمواجهة تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة.
وستقدم الإدارة الأميركية عقوداً تسلحية إلى دول الخليج الأخرى، بجانب مساعدات عسكرية إلى مصر تصل إلى 13 مليار دولار على مدى العقد القادم.
وسيعمل الرئيس بوش خلال جولته شرق الأوسطية على تطمين قادة الخليج أن أمن المنطقة مهم للمصالح الأميركية.
وكان نحو 185 عضواً في مجلس النواب الأميركي قد بعثوا برسالة احتجاج، الخريف الفائت، أعربوا فيها عن قلقهم من الصفقات التسليحية.
وقالت مصادر من الخارجية الأميركية إن الوزارة تتوقع تميرر الصفقة دون عقبات، بعد المشاورات التي أجرتها مع عدد من أعضاء الكونغرس، خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وكان مصدراً مسؤولاً رفيع المستوى في إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش قد أكد لـCNN في يوليو/تموز الماضي أن الولايات المتحدة تعد مشروع صفقة لتزويد المملكة العربية السعودية بأسلحة متطورة وتحديث قدراتها الحالية لمواجهة أي اعتداء إيراني في منطقة الخليج.
وأشار المسؤول، الذي فضل عدم الافصاح عن هويته، إلى أن قيمة الأسلحة ومتعلقاتها المقترحة ستصل إلى 20 مليار دولار، على أن تصل مدته إلى عشر سنوات.
غير أن المسؤول أوضح قائلاً: quot;الأمر كله يتعلق بإيرانquot; مشيراً إلى أن إدارة بوش تراعي في الوقت نفسه ضرورة quot;التفوق النوعيquot; لإسرائيل في المنطقة.
ومن المتوقع أن تشمل الصفقة، إلى جانب السعودية، كلاً من الإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان.
ومن بين الأسلحة التي يتوقع أن تشتمل عليها الصفقة، تزويد السعودية، وللمرة الأولى بالقذائف الموجهة بواسطة الأقمار الصناعية والمعروفة اختصاراً بـJDAM، وهي نوع من الذخائر المندرجة تحت مسمى الأسلحة الذكية، وتشمل نوعين من القنابل الأول زنة 500 باوند والثاني 2000 باوند.
وقال إسرائيليون إنهم يشعرون بالقلق جراء امتلاك السعودية لقدرات تسليحية ذات دقة إصابة عالية جداً، ولذلك فإن الولايات ستجري محادثات بشأن ضمان أمن إسرائيل وبقاء الأسلحة في مكان بعيد عنها.
ومن الأسلحة الأخرى التي قد تشتمل عليها الصفقة، زوارق بحرية جديدة وطرز متطورة من صواريخ جو-جو، من النوع المستخدم حالياً في القوات الأميركية، وكذلك منظومة متطورة من صواريخ باتريوت.