القاهرة: تم التبليغ عن 15 حالة جديدة من الإصابة بفيروس H5N1 القاتل خلال الأسبوع الماضي في خمس محافظات بمصر، في الوقت الذي أثارت فيه إجراءات الحكومة لتعزيز الاستعدادات القومية لمواجهة أي انتشار وبائي محتمل للمرض ردود فعل متباينة لدى سكان القاهرة.

ووفقاً لوسائل الإعلام المحلية، تم اكتشاف الحالات الأخيرة في محافظات قنا والبحيرة والغربية والمنيا وسوهاج. وقد تم إدخال المصابين إلى المستشفيات للعلاج والمراقبة بعد معاناتهم من درجات حرارة مرتفعة ومشاكل في التنفس.

وقد عقدت اللجنة الوطنية العليا لمكافحة أنفلونزا الطيور اجتماعاً الأسبوع الماضي لمناقشة الانتشار الحالي للمرض واتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاربته.

وأخبر عمرو قنديل، وهو مسؤول بإدارة الأمراض المعدية بوزارة الصحةأن لجنة أنفلونزا الطيور تركز على خمسة تدابير للحد من انتشار الفيروس تتمثل في المراقبة الفعالة وحملات التوعية العامة ودعم فرق الصحة العامة بالمستشفيات وتخزين عقار التاميفلو المستعمل في علاج المرض وغيره من الأدوية والمستلزمات المضادة للفيروسات بالإضافة إلى تخصيص خط ساخن للإجابة على استفسارات الناس.

وأضاف قنديل أن وزارة الزراعة قامت بحظر بيع الطيور الحية في أسواق القاهرة، مؤكداً على أن quot;بائعي الطيور الذين لا يتقيدون بإجراءات الحماية سيعاقبون بإقفال محلاتهمquot;.

رد فعل الشارع

وبالرغم من أن الأقفاص الفارغة في العديد من محلات بيع الطيور تعكس فعالية الإجراءات الحكومية إلا أن العديد من العاملين في تجارة الدواجن يقولون أنهم سيتجاهلون الحظر لأنهم يشعرون أن الحكومة تبالغ في ردة فعلها.

وفي هذا الإطار، قال أحد بائعي الطيور في سوق خان الخليلي، رفض الإفصاح عن اسمه مخافة التعرض للتوقيف، أنه سيواصل بيع الدجاج الحي في الخفية.

أما نبيل خضر، وهو بائع طيور آخر، فقد انتقد سياسة الحكومة في التعامل مع أنفلونزا الطيور قائلاً: quot;لقد سمعت عن أنفلونزا الطيور، فهو مرض مشهور هذه الأيام. ولكن لا شيء هنا، فهذا المرض يأتي من الخارج. أنا لست خائفاً لأن طيورنا سليمة ولكن الحكومة تريد أن ترعبنا. إن الدجاج هو حجر الزاوية بالنسبة لاقتصادنا فهو رخيص ومغذquot;.

وتعتبر الطيور أهم مصدر للغذاء والدخل بالنسبة لحوالي 5 ملايين أسرة في مصر. وتقوم بعض الأسر بتربية الطيور داخل بيوتها مما يزيد من صعوبة القضاء على المرض، حسب الحكومة.

وكانت لجنة أنفلونزا الطيور قد قامت قبل أسبوعين بفرض حظر شامل على تربية الطيور في البيوت وأشرفت على عملية إعدام الطيور المصابة بالفيروس. كما قامت بتأكيد حظر سابق على نقل الدواجن من محافظة إلى أخرى دون الحصول على تفتيش وتصريح رسميين.

استمرار العمل كالمعتاد

وبالرغم من هذه القيود والإجراءات، يقول العاملون في المطاعم أن عملهم مستمر كالمعتاد.

وقال أحمد عرفة، مدير فرع ميدان الحسين في سلسلة مطاعم جاد، وهو يراقب أحد موظفيه أثناء قيامه بتحضير ساندوتش شاورما لأحد الزبائن: quot;ليس هناك أي خطر من أن تضر أنفلونزا الطيور بعملي، فزبائني ليسوا خائفين. أشتري دجاجي من مزارع كبيرة في القرى حيث المقاييس الصحية والمراقبة الطبية أفضلquot;.

ومنذ اكتشاف فيروس H5N1 في مصر في شهر فبراير/شباط 2005، شهدت البلاد أكبر عدد من الضحايا البشرية خارج القارة الآسوية، حيث وصل عدد الضحايا الذين لقوا حتفهم بسبب هذا الفيروس في مصر إلى 19 شخصاً.

المصدر: شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)