خطوة عمرو موسى الثانية أصعب من الأولى
تشكيلة حكومية للبنان تنتظر جواب الطرفين الحذرين

إيلي الحاج من بيروت: حرص الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وأقطاب الموالاة والمعارضة الذين شاركوا في اللقاء الرباعي في مقر مجلس النواب الخميس على التكتم عما حصل في اللقاء ، ولكن عُلم أن موسى شرح رؤية الجامعة إلى حل عقدة تطبيق البند الثاني من المبادرة العربية، وهي تتعلق بتشكيلة الحكومة الأولى في عهد الرئيس التوافقي العتيد العماد ميشال سليمان، وتتضمن إعطاء ما دون نصف المقاعد الوزارية (13 أو 14 مقعدا من أصل 30) للغالبية و 10 مقاعد للمعارضة كرقم ثابت، وما يتبقى من الحكومة لرئيس الجمهورية الذي يكون له في هذه الحال quot;الصوت المرجح أو الوازنquot; وفق قرار وزراء الخارجية العرب . وقد تبنت قوى الغالبية التشكيلة التي اقترحها عمرو موسى ، معتبرة إنها quot;حل منطقي لإنهاء الأزمةquot;، لكنها اكدت انها تقبل بها على مضض وإن هذا آخر تنازل قد تقدمه في سبيل الحل، مذكرة بأنها تنازلت من 19 مقعدا الى 13 او 14 كما انها ستواجه لاحقا مشكلة توزيع الحقائب وquot;حان دور المعارضة لتقديم تنازلات لمصلحة الحلquot;.

وتوقعت قوى الغالبية ان يكون الرفض جواب المعارضة الوحيد، وعزت مشاركة النائب الجنرال ميشال عون في الاجتماع إلى حاجته للإعتراف به مفاوضاً باسم المعارضة يعود اليه الربط والحل وهذا ما حققه من خلال الاجتماع. وأشارت مصادرها إلى أنها لا تعول على مثل هذه الإجتماعات quot;لأن الجواب السوري غير جاهز بعد للقبول بالحل خصوصا ان quot;الطبخة الاقليميةquot; لم تنضج حتى الآن ، بل تنتظر ممارسة ضغوط دولية حقيقية على دمشق لحملها على الرضوخ للحل وعدم الاكتفاء بالمناورات كما يحصل حالياً، وقد يحصل الحل ويتم انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية عشية القمة العربية في آذار/ مارس المقبلquot;.

في المقابل، ذكر مصدر قريب من الجنرال عون ان الحديث دار امس أساساً حول الضمانات في مقابل التخلي عن الثلث المعطل، لافتا الى ان quot;قيمة الضمانات هي في وجود المعارضة في الحكم. اما الضمانات الاخرى فالاخذ بها يتوقف على صدقية فريق الغالبية وأي وعد يعطونه خاضع للمراجعة نظرا الى مواقفهم السابقة وسجلهم المعروف. والضمانات التي ستعطى نظريا قيمتها أكثر بكثير من الثلث الضامن، ولكن عمليا يجب معرفة كيفية ترجمتهاquot;. لكنه أكد ان الجامعة العربية تضع ثقلها ووزنها فعلا لإنجاح الحل.

في أي حال ، ثمة إجماع في لبنان على أن اللقاء بدا اختراقا في الشكل أكثر منه في المضمون، أقله في جولته الأولى باعتبار انه سيستكمل باجتماع ثان يرجح أن يعقد الأحد بعد عودة موسى من دمشق. وإن موسى نجح أقله في افتتاح حوار مباشر بين الغالبية والمعارضة في شأن مجمل وجوه الأزمة على قاعدة quot;المعاييرquot; التي أدرجت في المبادرة العربية. كما أن quot;روح التوازنquot; التي اعتمدت في المبادرة روعيت في الإجتماع. فالجنرال عون حقق ما أراده من خلال اعتراف الغالبية به مفاوضا باسم المعارضة، والرئيس أمين الجميل والنائب سعد الحريري حققا ما أراداه من خلال التأكيد أن هناك ثقلا وازنا آخر للمسيحيين داخل صف الغالبية وليس هناك إي تسليم باعتبار عون الصوت المسيحي الحصري في التفاوض. إلا أن الخطوة الثانية لاستكمال ما أنجز ستكون الأصعب لأنها تقوم على نيل أجوبة واضحة من الجانبين في شأن الضمانات والتطمينات التي يطالبان بها من أجل اعتماد التفسير العربي. وطبيعي أن الانجاز الذي حققه موسى يبقى منقوصا ما لم يتوصل إلى إقناع الفريقين بتبني خطة العمل العربية، والإقناع صعب صعب عندما يفقد كل طرف أدنى درجات الثقة بالطرف الآخر ويعتبره خائناً عميلاً ولا يتعامل معه إلا بأقصى الشك والحذر.