القاهرة: أفادت اللجنة العليا لمكافحة أنفلونزا الطيور في 19 يناير/كانون الثاني أن نسبة إصابة الطيور في المزارع والبيوت قد انخفضت بشكل كبير خلال الأسبوع الثاني من شهر يناير/كانون الثاني.

وأوضحت اللجنة الحكومية أن هذا الانخفاض نتج بشكل كبير عن حملة التوعية الشعبية التي نظمتها الحكومة وعن تكثيف مبادرات التطعيم.

وكان الناطق باسم الحكومة -مجدي راضي- قد صرح في الأسبوع الماضي أنه تم تلقيح 60 بالمائة من الطيور التي تُربَّى في البيوت، وأن الحكومة تكثِّف جهودها، خصوصاً في المناطق القروية، لإتمام تلقيح الأربعين بالمائة المتبقية.

وأضاف راضي أن المراقبة الوبائية قد اكتملت في محافظات الدقهلية والبحيرة والجيزة والفيوم والغربية.

وفي نفس الوقت، أفاد نصر السيد -مستشار بوزارة الصحة- أن المستشفيات استقبلت عدداً أقل من الحالات البشرية المشكوك في إصابتها بأنفلونزا الطيور منذ بداية شهر يناير/كانون الثاني 2008.

من جهتها، حذرت أماني نخلة -مساعدة التخطيط الإقليمي لأنفلونزا الطيور في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالقاهرة- من أي تهاون في حملات التوعية. و أشارت إلى أن هناك 15 شخصا الذين يحتمل إصابتهم بأنفلونزا الطيور من منطقة الدلتا يخضعون للمراقبة الطبية منذ 16 يناير/كانون الثاني.

تتعاون الحكومة مع منظمة الصحة العالمية بهدف تعزيز حملة التوعية التي تنظمها. وفي هذا الإطار، أفاد زهير الحاج -ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر- أنه بالرغم من بطء الحملة الإعلامية خلال العام الماضي، إلا أنه تم اتخاذ خطوات إيجابية خلال الأيام القليلة الماضية لتحسين استراتيجيات التواصل. وأضاف أن quot;الجهود الآن تركز على إقناع الناس بعدم التعامل مع الطيور الحية وبالإسراع بالتوجه إلى المستشفى [عند الشك في الإصابة بأنفلونزا الطيور] لتخفيض احتمال وقوع أية وفيات في المستقبلquot;.

من جهته، أفاد عبد الغفار عبد الناصر -مدير وحدة مراقبة الأمراض بوزارة الصحة- أنه راض عن سير الحملة الراهنة وأن الحكومة نجحت في التعامل مع الانتشار الأخير لأنفلونزا الطيور في مصر.

وبالرغم مما تم تحقيقه في هذا المجال، لا زالت الكثافة السكانية الكبيرة واعتماد السكان على الطيور في قوتهم ودخلهم ومحدودية قدرة المذابح وارتفاع عدد الأسر التي تقوم بتربية الدواجن داخل بيوتها تشكل تحديات كبرى أمام محاولة القضاء على الفيروس.

وقال نصر، على سبيل المثال، أنه من الصعب إقناع الناس لإخضاع دواجنهم للتطعيم، إذ أن quot;العديد من الناس لا زالوا يرفضون تطعيم أو إعدام طيورهم، وهذا ما يجعلنا نحتاج إلى الكثير من الموارد البشرية القادرة على التنقل من بيت إلى بيت للبحث عن الطيور [التي تتم تربيتها داخل البيوت]quot;.

ووفقا للإجراءات الحكومية الحالية، يتم إقفال كل المزارع التي تثبت إصابتها بأنفلونزا الطيور لمدة ستة أشهر، كما يتم إعدام كل الطيور الموجودة فيها وتدمير نفاياتها. وتمنع الحكومة نقل الدواجن من محافظة إلى أخرى دون الحصول على تصريح بذلك. وفي حال عدم مراعاة ملاك المزارع لهذه القوانين فإنهم يخضعون للعقوبة.

بدوره، قال إبراهيم الكرداني، الناطق باسم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أن الحملات الإعلامية تمت عبر وسائل الإعلام التقليدية (الصحف والتلفزيون والراديو) في المحافظات المصابة أو التي تواجه خطر الإصابة، وخصوصاً عبر المراكز الإعلامية التابعة لقطاع الإعلام الحكومي.

ووفقاً لقطاع الإعلام الحكومي، أصدرت الحكومة إلى الآن حوالي 250,000 نشرة حول أنفلونزا الطيور وكيفية الوقاية منها. كما قامت بتوزيع نصف مليون ورقة حقائق على الطلاب لرفع الوعي حول موضوع أنفلونزا الطيور وأسباب الإصابة بها وطرق الوقاية منها. وأشار الكرداني إلى أن حملة مماثلة تم إطلاقها في السعودية.

ومنذ اكتشاف فيروس H5N1 لدى البشر في مصر في شهر فبراير/شباط 2006، أُصيب 43 شخصاً من مختلف أنحاء البلاد وتوفي منهم 19 شخصاً.

المصدر: شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)