موسى عائد وعضوان في تكتل عون ينتقدان المعارضة
لبنان : الشارع مضبوط ... إلى حد ما!

إيلي الحاج من بيروت: رغم ترجيح استمرار quot; الستاتيكو quot; الحالي في لبنان إلى أمد غير منظور، يسجل تباين في تقدير الخطوة المقبلة لقوى المعارضة في الشارع شكلاً وتوقيتاً وحجماً . فهناك من يتوقع ارتفاع وتيرة التحركات التي ظهرت نماذج منها بأعمال شغب ليلية في الشارع خلال الأيام الأخيرة . ويحدد هذا البعض توقيتاً لذلك قبل الأحد المقبل، موعد الاجتماع العربي في القاهرة لفرض ايقاع معيّن على هذا الاجتماع والتأثير في أجوائه وتوجهاته . وهناك من يتوقع ألا يحصل أي تحرك إلا بعد انتهاء اجتماع القاهرة ومع بدايات الشهر المقبل، أي بعد إعطاء المبادرة العربية كل الحظوظ والفرص والتأكد من فشلها. وهناك من يتوقع استمرار الوضع الراهن على ما هو ، أي أزمة سياسية خانقة وتوتر في الشارع مع حصول مشاكل مضبوطة أمنياً ولا تصل إلى وضع متفجر قريبا. ويذهب آخرون إلى القول إن quot; ورقة الشارع quot; هي في يد quot; حزب الله quot; وإن الحزب ينتظر دخول الولايات المتحدة quot; غيبوبة quot; الانتخابات الرئاسية بدءا من حزيران/ يونيو المقبل، وقبل ذلك لن يحصل تحوّل جذري في مسار الوضع اللبناني لا أمنياً ولا سياسياً.

وفي انتظار الحل ، أبلغ قائد الجيش العماد ميشال سليمان المعنيين خطورة خروج أي طرف يعبّر عن رأيه عن السقوف والنصوص التي يكفلها الدستور. وكرر مصدر قريب من رئيس مجلس النواب نبيه بري ان المرحلة هي لانتظار نتائج الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة بعد اطلاعه على نتائج مهمة موسى في لبنان وسورية. وأشار إلى أن الرئيس بري تلقى اكثر من اتصال من موسى اخيرا، وتركز التشاور بينهما على تهدئة الاجواء في الداخل وعدم السماح بتوتيرها لتبقى تحت سقف الضبط وعدم الانفلات من ضوابطها. وقال موسى لرئيس المجلس ان المهم ليس التفسير العربي لبنود المبادرة ولا سيما منها البند المتعلق بتشكيلة الحكومة، بقدر النية لاتفاق اللبنانيين، خصوصا ان القرار العربي غير ملزم وهو مسعى ومبادرة للمساعدة لا غير.

ولفت الى ان الرئيس بري تبلغ من موسى امكان عودته شخصياً وليس مدير مكتبه هشام يوسف الى بيروت مطلع الاسبوع المقبل للمساهمة في ضبط الامور والتحركات في الشارع ، خصوصا ان قوى المعارضة المتحالفة مع سورية ستجتمع في مقر النائب الجنرال ميشال عون في الرابية خلال الايام المقبلة على مستوى الصف الثاني لوضع خطط تحركها للمرحلة المقبلة.
وقال المصدر إن موسى اذا لم يتمكن ان يوفر اتفاقا على البنود الثلاثة للمبادرة العربية فانه سيسعى الى التأكيد على التهدئة الامنية وتحديدا تحييد الملف الاقتصادي والمعيشي عن الصراع السياسي الدائر.

في هذا الوقت ذكر مصدر في قوى الغالبية لوكالة quot;الأنباء المركزيةquot; المحلية ان quot; المذكرة التي تنوي قوى الموالاة رفعها الى اجتماع وزراء الخارجية العرب في 27 من الشهر الجاري تتضمن وصفا للمصاعب التي واجهت المبادرة العربية وحالت دون تطبيقها، وتشدّد على أهمية انتخاب قائد الجيش العماد سليمان رئيسا للجمهورية. وقال: quot; اننا اليوم في مرحلة انتظار وكل الامور تنتظر تعطيلا، التعطيل السوري لحلحة الازمة في لبنانquot;. وأشار الى ان quot;التحركات الاخيرة التي حصلت في الشارع هي رسالة سورية واضحة الى وزراء الخارجية العرب بأن سوريا ما زالت قادرة على التعطيل وأخذ لبنان كرهينة بهدف التصعيد. وقد تكون سورية اليوم تمارس سياسة حصر الخسائر وليس محاولة جني أرباح وهي تحاول الحفاظ على ما بقي لها من اوراق قديمةquot;.

ولفت الى ان quot;الدولة حسمت خيارها بمواجهة الشغب وكذلك الجيش والقوى الامنية وأي تصرّف خارج الاطار الديمقراطي وخارج اطار القوانين غير مسموح، ونحن ندعم الجيش والقوى الامنية في المسعى لحفظ الامنquot;.
وتوقعت اوساط سياسية في بيروت ان ينحو الموقف العربي المتوقع صدوره الاحد المقبل في اتجاه تبريد الاجواء وليس التصعيد، فلا يسمي معرقلي المبادرة العربية في محاولة لاحتواء مفاعيل الازمة وعدم تفجرها في الشارع .

المر وحماده
ولفت اليوم موقف لحليف الجنرال عون عضو تكتله النيابي ميشال المر أعلن فيه تأييده للمبادرة العربية خلافاً لرأي عون ، مؤكداً ان بنودها واضحة، وقال ان البند الثاني فيها يعني ان لا نصف زائدا واحداً ولا ثلث معطل في تشكيلة الحكومة القادمة. واعتبر ان بعضهم صنع quot;اسطورة من الارقامquot; حول عدد المقاعد الوزارية ما أدى الى ان يقرر الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مغادرة لبنان.

وانتقد المر بشدة quot;الحملة على البطريرك المارونيquot;، واصفاً الكلام الصادر عن الوزير السابق سليمان فرنجية دون ان يسميه في حق البطريرك الماروني نصر الله صفير بأنها quot;عيب، لأن البطريركية هي مرجعية وطنية وليست مسيحية فحسبquot;، وسأل : quot;اذا لم يمش البطريرك بنظريتنا السياسية هل نستعمل لغة الشتائم بحق البطريركية؟quot; .

ورداً على سؤال عن احتمال دعوة الجنرال عون للتظاهر، أكد المر انه ضد التظاهر دون سبب، لكنه أضاف ان أبناء المتن الشمالي ( دائرته الإنتخابية) لن ينزلوا الى الشارع لانهم شعب راقٍquot;.

بدوره رأى العضو الآخر في تكتل عون، النائب نعمة الله أبي نصر إن التحرك الشعبي الذي تلوح به المعارضة quot;لا يطعم خبزاً ولا يؤدي الى أي نتيجة، فالعنف يوصل الى العنف والخراب وأعتقد ان احتلال المعارضة للعاصمة بيروت هو خير تعبير عن احتجاجها على سياسة الحكومة فلماذا إذا التظاهرات الإضافية؟ هذا لا يعني أن هذه الحكومة ليست مسؤولة عن كل ما يحصل ويجب أن تدعو هي أم أحد الفريقين الى الحوار . نحن امام مشكلة كبيرة اليوم، فإذا استقالت الحكومة في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية ومجلس النواب لا يجتمع فإلى اين نصل؟quot;.

وفي الضفة الأخرى ، أكد وزير الاتصالات مروان حمادة ان quot;المبادرة العربية لم تنته وان العرب سيصرّون على تفسيرهم وعلى ضرورة حصرها ببندها الاول وهو انتخاب رئيس الجمهوريةquot;، وتوجه إلى النائب الجنرال عون الذين كان صرّح quot;إما 11 وزيراً للمعارضة أو ننزل إلى الشارعquot;، قال: quot; فليطمئن. الغالبية لن تعطي المعارضة 11 وزيرا ، وهي تدرس كل الاحتمالات في حال أصرّت المعارضة على النزول الى الشارعquot;.