موسكو: صرح غريغوري كاراسين، نائب وزير الخارجية الروسي الذي يتولى مسؤولية ملف العلاقات مع البلدان الكائنة في الساحة السوفيتية سابقا بأن روسيا ستبدأ إجراء جرد لممتلكات أسطولها في البحر الأسود في فبراير أو مارس من عام 2008.
ورأى عدد من المراقبين أن روسيا أعلنت بذلك موافقتها على بدء التحضير لإخلاء قاعدة أسطولها في البحر الأسود التي تقع في مدينة سيفاستوبول، وهي مدينة تقع في الأراضي الأوكرانية، في عام 2017.
وتعهدت أوكرانيا بعدما أصبحت دولة مستقلة قائمة بذاتها في تسعينات القرن الماضي بإيواء القوات البحرية الروسية المتواجدة في البحر الأسود حتى عام 2017 مقابل أن تعترف روسيا بملكية أوكرانيا لشبه جزيرة القرم. وأملوا في روسيا في تمديد الاتفاقية الموقعة مع أوكرانيا. لكن مسؤولين في وزارة الخارجية الأوكرانية ما فتئوا يعلنون أن القيادة الأوكرانية لن تمدد الاتفاقية التي تستأجر روسيا بموجبها المنشآت التابعة للأسطول السوفيتي السابق.
ولعل السبب الرئيسي وراء تخلي الجانب الروسي عن إقناع الجانب الأوكراني بإبقاء قاعدة سيفاستوبول تحت تصرف الأسطول الروسي هو توجه القيادة الأوكرانية في 15 يناير بطلب إلى دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) لضم أوكرانيا إلى خطة الأعمال التي تمهد للانتساب إلى عضوية الحلف.
ومن ثم وافقت روسيا على أن تقوم بجرد تستطيع من خلاله معرفة ما يمكن أن تتركه القوات البحرية الروسية في الأراضي الأوكرانية حين تغادر قاعدتها الرئيسية في البحر الأسود.
ومن المرجح أن تتسلم قوات الناتو ما سيتركه الأسطول الروسي في شبه جزيرة القرم بينما تصبح سيفاستوبول قاعدة الحلف الرئيسية في منطقة البحر الأسود.
وفي رأي المحلل السياسي الفرنسي ارنو دوبيين فإن منطقة البحر الأسود ربما لن تخضع للنفوذ الروسي إذا انضمت أوكرانيا وأيضا جورجيا إلى حلف شمال الأطلسي