بين المؤيدين السلفيين والمستنكرين الشيعة
معركة القرضاوي تنتقل إلى الكويت
فاخر السلطان من الكويت: انتقلت المعركة التي أثارها الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي حول قيام إيران بتشييع المجتمعات السنية، انتقلت إلى الساحة السياسية الكويتية. إذ رفض الأمين العام للحركة السلفية في الكويت بدر الشبيب مطالبة رجل الدين الشيعي الكويتي سيد محمد باقر المهري ( وكيل مراجع الدين الشيعة ) بعزل quot; الشيخ الجليل quot; القرضاوي، فيما أعتبر تجمع ثوابت الأمة ( سلفي ) أن تصريحات المهري quot; تثير الفتنة quot; وأن ما قاله القرضاوي quot; عن بعض المتطرفين من الشيعة صحيح quot;. وقال الشبيب لصحيفة الراي الكويتية اليوم إن القرضاوي quot; ما قال إلا خيرا وما نطق إلا حقا وان الواقع المعاش اليوم ليؤكد ما قاله الشيخ الجليل، فما على الأمة إلا النظر يمينا وشمالا لترى حقيقة ما وصف القرضاوي ماثلا أمامها، فها هم الصفويون يتآمرون مع النصارى على الأمة في أفغانستان والعراق، وهاهم يحدون أسنانهم للانقضاض على دول الخليج، وما تصريحاتهم الأخيرة بتحويل حربهم مع أميركا إلى كل العواصم الخليجية إلا خير شاهد على ما يضمرون من عداء لنا quot;.
وبين الشبيب أننا quot;لو تركنا كل ما يدور في العالم الإسلامي جانبا واتجهنا إلى التصريح الأخير وحديث صاحبه عن الفتنة... لوجدنا أن من أطلقه قد ظهر علينا قبل فترة زمنية ليخبرنا أن التفجيرات التي وقعت في الكويت في الثمانينات (من القرن الماضي) والأعمال التخريبية في بلادنا عمل وطني من خلال تصريحه في برنامج أوراق خليجية على قناة أوربت، فأي فتنة أكبر من قوله ذاك؟ وعن أي وحدة وطنية يتحدث هذا وأمثاله وهم يرون تفجير بلادنا عملا وطنيا؟quot;.
وأضاف الشبيب quot;إذا كان المهري وأمثاله يظنون أن أسلوب الهجوم على من يفضح مخططهم ويبصر المسلمين بخطورة مشروعهم واتهامه بإثارة الفتنة الطائفية وخدمة الصهيونية، أن هذا الأسلوب سينفعهم ويغطي على مؤامرتهم الخفية والمعلنة، على أساس أن خير وسيلة للدفاع هو الهجوم، إن كانوا يظنون هذا فهم واهمون أشد الوهم، بل غارقون في الغفلةquot;. وأكد أن quot;الواجب على من يعارض القرضاوي أن يرد على الحقائق المذكورة في بيانه وأن يقوموا ببيان عقيدتهم تجاه المسلمين السنة وألا يلجأ هؤلاء إلى التباكي على الوحدة الإسلامية وخطر الصهيونية والماسونية، فهذا الأسلوب لم يعد يجدي نفعا خصوصا ونحن نرى أن الصهاينة لم يمكنوا في العراق ولا أفغانستان ولا غيرها من بلاد الشام إلا بتعاون هؤلاء مع مخططات المشروع الصهيو صليبي في المنطقة وقد شهد العالم كله بذلكquot;.
وقال الشبيب إن quot;تصوير القرضاوي بأنه عدو أهل البيت أمر باطل، وليعلم المهري وغيره أن أهل السنة هم أولى الناس بأهل البيت وأكثر الناس حبا وتقديرا لهم وعلى المهري أن يبتعد، إن كان حريصا على عدم إثارة الفتن كما يدعي عن الخوض في ما يجهل، فقد قال تعالى (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون)quot;.
وشدد الشبيب على أن الحركة السلفية quot;تشد على يد الشيخ القرضاوي وتسأل الله تعالى لنا وله التوفيق وتقف معه في خندق واحد ولن نعلن البراءة كما يظن المهري ويريدquot;. وختم الأمين العام للحركة السلفية بالقول إن quot;وصمة العار الحقيقية هي سكوت أهل الكويت على تخرصات المهري، فكيف يتجرأ بمطالبة دولة خليجية شقيقة بإسقاط جنسية مواطنيها، وماذا ترك المهري بعد هذا التصرف للمسؤولين في الكويت أم تراه أصبح رئيس الوزراء في الكويت دون علم أهل الكويت جميعا؟quot;.
من جهته، وصف تجمع ثوابت الأمة تصريحات المهري عن القرضاوي بأنها quot;تثير الفتنة وما قاله القرضاوي عن بعض المتطرفين الشيعة صحيح وكان على المهري أن يكون عقلانيا في طرحه ويعترف بوجود ذلك عند بعض الشيعة لكنه يريد أن يصنع له تاريخا ومجدا على حساب الوحدة الوطنية، ومع أنه أكثر من ينادي بها لكنه في الوقت نفسه أكثر من يثير الطائفيةquot;.
وأضاف التجمع في بيان له أنه كان على المهري quot;أن يرد على القرضاوي ردا علميا يثبت عكس ما قاله (القرضاوي) ويقنع القارئ بوجهة نظره لكن ليس بهذه الطريقة التحريضية وردة الفعل التي هي في غير محلها فابتعد عن الحقيقةquot;. وأشار إلى أن المهري quot;يحاول دائما أن يصنع لنفسه نمطا وطنيا فريدا سرعان ما يذوب في بحر طائفيته التي يأبى أن يتخلى عنهاquot;.
وكان القرضاوي جدد مؤخرا انتقاده لما وصفه بـquot;محاولات إيران غزو المجتمعات السنية الخالصةquot;. وقال في رسالة وجهها إلى المفكر الإسلامي المصري أحمد كمال أبو المجد ردا على مقالة نشرها في صحيفة الدستور المصرية في 30 سبتمبر الماضي وانتقد فيها موقف القرضاوي ودعا فيها إلى quot;الوحدة الاسلاميةquot;. وقال القرضاوي في رسالته أن quot;الخطر في نشر التشيع وراءه دولة لها أهدافها الاستراتيجيةquot;، في إشارة إلى إيران.
ورد المهري على تصريحات القرضاوي بالقول quot;إن التصريح الأخيرة للقرضاوي يدل على عدائه لأهل البيت عليهم السلام، وحقده وبغضه للشيعة، وبذلك نعلن صراحة انه أصبح ناصبيا، مطالبا الأزهر الشريف بخلع عمامته الدينية ومنعه من الظهور إعلاميا، لأنه يسيء إلى جميع السنة، خصوصا إلى علمائهم الشرفاء ويشوه سمعة علماء الدين، ويفرق جماعة المسلمين ويخدم الصهاينة وأعداء الإسلامquot;. وأضاف المهري quot;إن هذا الشيخ الناصبي أصبح مصداقا واقعيا للآية الشريفة (ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون) فعلى جميع علماء السنة في الكويت من المنتمين إلى السلف والمنتمين إلى حركة إخوان المسلمين، وكذلك علماء السنة المستقلين إدانته وشجبه والبراءة من هذه التصريحات المثيرة للفتنة لهذا الشيخ الذي استغل العمامة والدين لخدمة مصالحه وأغراضه الخاصة، والسكوت في هذا المقام حرام، فإن الساكت عن رد هذا الشيخ الناصبي المثير للفتنة شيطان أخرس، والساكتون شركاء في هذه الجريمة النكراء، التي تخدم التفرقة بين المسلمين وخدمة اعداء الله من الكفار والمنافقينquot;.
وطالب المهري دولة قطر الشقيقة بسحب جنسيته القطرية وإخراجه من البلاد، لأن تصريحاته الحاقدة وصمة عار على جبينه وعلى جبين جميع علماء المسلمين الساكتين عن الحق، كما ان هذا الشيخ قد كذب كذبة كبيرة في ادعائه بأن الشيعة يذبحون من كان اسمه ابو بكر أو عمر أو عائشة، فالواقع الخارجي يكذب هذا الادعاء المزيف، ولا يسعنا في هذا التصريح ان نرد على جميع أكاذيبه واراجيفه وأباطيله.
وكانت تصريحات القرضاوي أثارت بعض الشيعة في الكويت في تصريحات نشرتها صحيفة الدار، حيث قال إمام مسجد القدس الشيخ خالد الفرج إنه فوجئ بالتصريحات المتكررة المنسوبة للقرضاوي وخصوصا رسالته الأخيرة المنشورة والمرسلة للمفكر كمال أبو المجد، والتي تحدث فيها عن غزو شيعي للمجتمعات السنية، والتي كتبت بلغة تنضح بالطائفية وتستثير العواطف لا العقول وتحرض على التعصب لا التعقل، وترتكز فيما تنتهي إليه من اتهامات على أخبار كاذبة وتحليلات خاطئة، في الوقت الذي كان يترقب منه الكثيرون من عقلاء الأمة أن يكون من الشخصيات المعتدلة التي تعالج التطرف لا أن يصبح طرفا في الفتنة التي إذا استغلت لا سمح الله فلن يستفيد منها إلا أعداء الأمة.
واستغرب الفرج أن يحجر القرضاوي على الأفكار، فبدلا من أن يطالب بوحدة الصف في وجه الأعداء ومعالجة القضايا المذهبية بالحوار الهادئ تأتي تصريحاته تعبيرا عن انفعالات لا أساس واقعيا لها وناتجة عن تصورات مشوشة لا تجسد حقيقة الواقع الشيعي على الإطلاق ولا تحترم عقول الناس ممن يثق بعقائده وما يتبناه من أفكار، ومن يشعر بقوة موقفه لا يعالج الأمور بانفعال ولا يثير فزعة قومه، وإنما يعالج الأمور بالحكمة والتعقل.
كذلك أبدى العضو في مجلس الأمة الكويتي النائب سعدون حماد العتيبي استياءه من تصريحات القرضاوي واصفا إياه بأنه يشق صفوف المسلمين في العالم كله وليس في الكويت وحسب، منوها بأننا لم نر مثل هذه الخلافات في الكويت، فالسنة والشيعة يتعايشون في محبة معا، وبينهم احترام متبادل.
وقال مراقبون في الكويت أن أقوال القرضاوي بينت بوضوح أن غالبية أتباع السنة والشيعة لا تؤمن على الإطلاق بصحة عقيدة الطرف الآخر. وقال الناشط السياسي والكاتب في جريدة القبس أحمد الصراف أن quot;الفوارق الفقهية بين الطرفين (الشيعة والسنة) أعمق بكثير مما يحاول البعض تصويره على أنها اختلافات فرعية، فالاختلافات الفرعية لا تؤدي عادة الى مثل هذا التكفير الذي نقرأه في أدبيات الطرفينquot;. وأكد بأن quot;ما نسمعه في القنوات الفضائية لكل طرف بحق الطرف الآخر، وأن الشائع والمتفق عليه بين كبار وخيرة كل طرف أن الآخر ليس على حق، وأن هناك فئة واحدة ستدخل الجنة وهي التي على الحق، وهذا ما قاله القرضاوي في كلمته الأخيرة المثيرة للجدل وما كرره في رده على من تهجم عليه. فإذا كان الشيعة فرقة ضالة بنظر السنة، وإذا كان السنة فرقة ضالة بنظر الشيعة فمن هي إذا الفرقة الناجية؟ وألم يحن الوقت لتتقدم العلمانية وتطرح نفسها كحل وحيد ونهائي لكل معاناتنا النفسية والأخلاقية والدينية؟quot;.
وكان العالم الديني الشيعي اللبناني الشيخ علي الكوراني، أكد ان انزعاج القرضاوي وquot;مواقفه ضد اتباع اهل البيت يعود لتشيع نجله الشاعر الأديب عبد الرحمن القرضاويquot;. لكن مصادر قريبة من القرضاوي نفت ذلك. وافادت وكالة انباء فارس الايرانية ان الشيخ الكوراني اعرب خلال حديث لشبكة اهل البيت التلفزيونية عن ثقته بأن تشيع نجل القرضاوي ادى الى توتره وفقدان اعصابه. وقالت الوكالة أن عبد الرحمن يعتبر من أكبر الشعراء العرب ونظم اشعاراً كثيرة لدعم المقاومة الاسلامية في لبنان والامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله، وزار المناطق التي طالها دمار الحرب الاسرائيلية في حرب يوليو 2006.
التعليقات