الدوحة: جدد الداعية الاسلامي يوسف القرضاوي ادانته لمحاولات ايران quot;غزو المجتمعات السنية الخالصةquot; بالفكر الشيعي وذلك في رسالة مطولة نشرتها الصحف القطرية اليوم الخميس. ووجه القرضاوي رسالته الى المفكر المصري أحمد كمال أبو المجد بعد مقالة لهذا الاخير في صحيفة الدستور القاهرية يوم 30 ايلول/سبتمبر الماضي انتقد فيها موقف القرضاوي ودعا فيها الى الوحدة الاسلامية.

وقال القرضاوي في رسالته ان quot;الخطر في نشر التشيع أن وراءه دولة لها أهدافها الاستراتيجية، وهي تسعى إلى توظيف الدين والمذهب لتحقيق أهداف التوسع ومد مناطق النفوذ، حيث تصبح الأقليات التي تأسَّست عبر السنين أذرعا وقواعد إيرانية فاعلة لتوتير العلاقات بين العرب وإيران، وصالحة لخدمة استراتيجية التوسع القومي لإيرانquot;. وبعد ان سرد محاولاته من اجل التقريب بين المذاهب الاسلامية قال القرضاوي quot;لكني وجدت ان المخطط مستمر وان القوم (الايرانيون) مصممون على بلوغ غاية رسموا لها الخطط ورصدوا لها الاموال واعدوا لها الرجال وانشأوا لها المؤسسات، ولهذا كان لا بد ان ادق ناقوس الخطرquot;.

ومضى الداعية السني الشهير يقول في رده على ابو المجد quot;فالغزو الشيعي للمجتمعات السنية اقر به الشيعة انفسهم (..) لقد اقر بهذا الرئيس السابق رفسنجاني والذي يعدونه الرجل الثاني في النظام الايراني في لقائي معه على شاشة (قناة) الجزيرة في 21 شباط/فبراير 2007quot;. واوضح quot;فقد رفض ان يقول اي كلمة في ايقاف هذا النشاط الشيعي المبيت وقال : انسان عنده خير كيف نمنعه ان يبلغه؟quot;.

واضاف quot;ان وكالة الانباء الايرانية (مهر) اعتبرت انتشار المذهب الشيعي في اهل السنة من معجزات آل البيتquot;. وتابع القرضاوي ان quot;آية الله التسخيري لم ينكر ذلك، ولكنه اعترض على تسميتي التبليغ الشيعي تبشيرا، وهو المصطلح المستعمل في نشر النصرانية، وكأنه يشير بكلمة تبليغ إلى أن الشيعي مأمور بتبليغ مذهبه وعقيدتهquot;. واستطرد قائلا ان quot;اية الله الشيخ محمد حسين فضل الله، أنكر عليَّ أني لم أغضب من أجل نشر التبشير المسيحي، كما غضبت من أجل نشر التبشير الشيعيquot;.

وسرد القرضاوي امثلة عن الغزو الشيعي للمجتمعات السنية وقال quot;فها نحن نرى مجتمعات سنية خالصة، لم يكن فيها من عشرين سنة شيعي واحد، ولم يكن فيها أيَّ مشكلة تؤذن بصراع ديني فِرَقِي (طائفي) قد أمسى فيها شيعة يتحدثون وينشطون ويتحرَّكون، ولهم صوت مسموع، ويطمعون أن يزدادوا ويكثروا، ويسعون إلى أن ينمو ويتوسَّعواquot;.

ومضى قائلا quot;من يستريب في قولي، فلينظر إلى مصر والسودان وتونس والجزائر والمغرب وغيرها، فضلا عن البلاد الإسلامية في أفريقيا وآسيا، ناهيك بالأقليَّات الإسلامية في أنحاء العالمquot;. وذكر القرضاوي الى ذلك quot;ارض الإسراء والمعراج فلسطين، التي حاول الشيعة في إيران اختراقها، وفتن قليل منهم بذلك، كما حدَّثني بعض رؤساء الفصائل، وهذه جريمة لا تغتفر، لضرورة الفلسطينيين إلى التوحد لا إلى مزيد من الانقسامquot;.

وحذر القرضاوي من quot;الخطر في ذلك نراه بأعيننا، ونلمسه بأيدينا، في بلاد الصراع المذهبي (العراق) و مليشيات الموت، وتحريق المساجد والمصاحف، والقتل على الهُويَّة، قتل كل من اسمه عمر أو عثمان أو عائشةquot;.

ولفت الى quot;ما شهدناه في لبنان، وفي اجتياح حزب الله أخيرا لبيروت، وما صاحبه من جرائم لا تكاد تصدَّقquot;. وقال القرضاوي quot; كان (العراق) ذا أغلبية سنية كبيرة إلى القرن الثامن عشر، ثم بدأ الزحف المخطَّط في غفلة من الدولة العثمانية. بل كانت (إيران) نفسها سنية،(...) ثم أصابها ما أصابها، وغدت اليوم دولة التشيع الكبرى في العالم.quot;

وكان الداعية يوسف القرضاوي وجه في منتصف الشهر الماضي انتقادات حادة لمراجع دينية شيعية انتقدت تصريحات كان ادلى بها عن المذهب الشيعي، واتهم وكالة الانباء الايرانية مهر التي نشرت اراء هذه المراجع quot;بالاسفاف البالغquot;. وانتقد الشيخ القرضاوي مرات عدة quot;الغزو الشيعي للمجتمعات السنيةquot;. ويتوقع ان يتصدر هذا الموضوع اجتماعا للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يراسه القرضاوي وذلك على هامش مؤتمر quot;نصرة القدسquot; الذي تستضيفه الدوحة ابتداء من مساء السبت المقبل.