طلال سلامة من روما: بات الجميع على يقين تام، بما فيهم اليساريين المخضرمين كما ماسيمو داليما وزير الخارجية السابق، بأن برلسكوني سيحكم ايطاليا براحة لغاية العام 2012، على الأقل! ويسود جو من القلق والترقب في الأوساط اليسارية إزاء الخطوات quot;الثورويةquot; التي ينبغي التخطيط لها ثم خوضها لضمان فوز جديد وساحق في الانتخابات السياسية القادمة. كما نعلم جميعاً، فان أي خطة ومهما كان نوعها ونوعيتها تتطلب سنتين على الأقل كي تتبلور ملامحها التمهيدية أم الأولية. في خضم أحداث وحوادث لا تهدأ أبداً، في أزقة روما السياسية، يميل جان فرانكو فيني، رئيس البرلمان الإيطالي، الى مغازلة ماسيمو داليما من أجل استقطابه الى طاولة حوار موسعة تتعلق بالإصلاحات. وقد تكون هذه المغازلة محصورة على تيار داليما السياسي، الذي يبتعد كثيراً عن منهج فالتر فلتروني، رئيس الحزب الديموقراطي اليساري.

هذا ويأمل فيني أن يؤدي استعداده للحوار مع داليما الذكي(الثعلب اليساري) الى إحياء بصيص أمل يجمع برلسكوني وربما فلتروني تحت سقف واحد. على الصعيد الأوروبي، تشتهر ايطاليا بتضامن هش يجمع طبقاتها السياسية في عش واحد يراقبه عن كثب رئيس الجمهورية. إنما يبدو أن فيني عازم على الفوز بنقاط ائتمانية جديدة أمام برلسكوني، لا سيما في ملف الإصلاحات السياسية التي يعجز برلسكوني عن التدخل بها براحة، وفق برنامجه الخاص.

من جانبهم، يؤمن المراقبون السياسيون بأن ايطاليا تتمتع ببنية فيدرالية موجودة منذ زمن سحيق. اعتماداً على النظام الألماني، يعتقد فيني أن التقارب بين اليساريين واليمينيين ممكن وإلا فان الطرفين يهدران طاقاتهم لأجل لا شيء. كما يتمسك فيني بضرورة تخفيض عدد البرلمانيين قبل التطرق الى الإصلاحات السياسية والفيدرالية أين يريد برلسكوني ورابطة الشمال الاستئثار بحصة الأسد فيها.