واشنطن: انتشرت مجموعة كبيرة من الشائعات مؤخراً على الإنترنت التي تتناول مرشحي الرئاسة، الديمقراطي باراك أوباما، والجمهوري، جون ماكين، وكذلك المرشحين لمنصب نائبيهما، جو بايدن وسارة بالين. فباراك أوباما ليس مسلماً وجون ماكين لم يقل في البرنامج الحواري quot;60 دقيقةquot; إنه كان مجرم حرب قام بقصف النساء والأطفال خلال حرب فيتنام، وجو بايدن لا يخطط للتنحي لمصلحة هيلاري كلينتون لمنصب نائب الرئيس، كما أن سارة بالين لم تأمر بحظر دخول بعض الكتب إلى المكتبة عندما كانت عمدة مدينة وسيلا في ألاسكا.

ولكن إذا قضيت بعض الوقت في تصفح الإنترنت هذا العام، فربما قرأت تلك الشائعات، كما أنك قد تقرأ شائعات مناقضة لها. الغريب في الأمر أن هذه الشائعات باتت مادة خصبة في الرسائل الإلكترونية بين الأصدقاء وأفراد الأسر، كما يتم تثبيتها ونشرها في المدونات، رغم أنها كلها مجرد أكاذيب. فالبعض يقول في تلك الشائعات إن أوباما ولد في كينيا بالفعل وبالتالي فإنه غير مخول لأن يصبح رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، وهذه بالتأكيد مسألة غير حقيقية ولا تمت للواقع بصلة. البعض يقول أيضاً إن سارة بالين كانت عضواً في حزب استقلال ألاسكا، رغم أنها ليست كذلك.

ومهما يكن الأمر فإن هذه الشائعات تلحق الضرر البالغ بمرشحي الرئاسة ونائبيهما، وفق تحذير الخبير في مجال الاتصالات رون بونجين. وقال بونجين: quot;إن مكافحة الشائعات تحتاج إلى الكثير من الحيطة والحذر والكثير أيضاً من الكافيين.. وفي حال تجاهلها، فإنها قد تخرج عن السيطرة، لأن تلقي المعلومة أمر واقع وحقيقي.quot;

ويعتبر كل من أوباما وبالين محور الكم الأكبر من هذه الشائعات المرسلة عبر البريد الإلكتروني، كما يقول مؤسس موقع التحقق من الحقائق truthorfiction.com، ريتش بولر. ويكشف بولر أن الدورتين الانتخابيتين السابقتين شهدتا الكثير من الشائعات عبر الإنترنت، غير الدورة الحالية تفوق تلك بكثير، بل ليس لها مثيل.

ويضيف بولر قائلاً: quot;إن عدد الشائعات في الرسائل الإلكترونية المتعلقة بأوباما كبير جداً، ويتمحور معظمها حول كونه مسلماً، وهناك على الأرجح ما بين 15 و20 شائعة حوله يتم تداولها بصورة أكثر من غيرها.quot; ويعزو بولر شعبية الشائعات المتعلقة بأوباما إلى حقيقة أنه يشكل ظاهرة بحد ذاته.

وبالنسبة للبعض، فأوباما quot;شخص جديد ويشكل تهديداً.. وعندما أعلن ماكين عن سارة بالين، أصبحت تشكل ظاهرة، وبالتالي انتشرت الشائعات فوراً عنها، والآن باتت العملية حملة 'أوباما-بالين.'quot; ولهذا السبب خصصت حملتا الجانبين قسماً لمواجهة الشائعات، ففي حملة أوباما ثمة قسم يطلق عليه quot;مكافحة الافتراءاتquot;، ويديره فريق للرد السريع، ويتميز بالحذر والسرعة والقوة، ويستخدم شبكة لنشر الحقائق المضادة للافتراءات، وفقاً لهاري سيفوغان، المتحدث باسم الفريق.

وعلى الجانب الآخر، ثمة فريق لمواجهة الافتراءات والأكاذيب المتعلقة بجون ماكين وسارة بالين، وفقاً لما ذكره المتحدث باسم الحملة الجمهورية، مايكل غولدفراب، الذي أوضح أنه من الضروري توافر جهد مضاعف لمواجهة كل تلك الشائعات. وقال: quot;إننا نواجه تلك الشائعات، لكن ثمة شريحة من الناس لن تصدق أبداً أن أوباما مسيحي، تماماً كما توجد شريحة أخرى من الناس لن تصدق أن 'تريغ بالين' هو ابن سارة بالين.quot; وأوضح أن الضرر الأكبر عندما تنتقل مثل هذه الشائعات إلى صدارة الصحف والمجلات، مثل quot;نيويورك تايمز.quot;