الياس توما من براغ: أكد رئيس الحكومة الروسية السابق ميخاييل كاسيانوف أن روسيا تتواجد أيضا في أزمة اقتصادية غير أن الحكومة لا تعترف بهذا الأمر حتى الآن متوقعا أن تنشأ مشاكل جدية في روسيا في حال انخفاض أسعار النفط إلى أقل من 70 دولارا للبرميل الواحد لان ميزانية الدولة انطلقت من هذا المبلغ أثناء إعدادها. وأشار إلى أن روسيا تمتلك احتياطا ماليا كبيرا جمعته من ارتفاع أسعار النفط في الأعوام الأربعة الماضية وبالتالي فان الحكومة تمتلك الوسائل لحل الأزمة القائمة دون أن يمس ذلك المواطنين غير أن الحكومة تستغل الوضع الآن حسب قوله لإعادة توزيع الممتلكات الشخصية باتجاه الأشخاص الذين يميلون إليها.

ورأى في حديث أدلى به اليوم لصحيفة ليدوفي نوفيني التشيكية أثناء مشاركته في فعاليات مؤتمر المنتدى 2000 في براغ بان روسيا عادت على المستوى السياسي إلى نظام الحزب الواحد الذي كان سائدا في الحقبة السوفيتية معتبرا أن جميع الأحزاب السياسية التي تتواجد الآن في البرلمــان الروسي لديها quot; رخصة من الكرملين quot; أما على المستوى الاقتصادي فرأي أن روسيا لم تعد إلى النظام السوفيتي السابق لأنه لم يتم إلغاء الملكية الخاصة أو نظام اقتصاد السوق مؤكدا أن الحكم الحالي في روسيا يستغل وبسعادة ثمار الحضارة الغربية.

واعتبر أن الغرب يتظاهر بان همه هو حقوق الإنسان والديمقراطية بينما اهتمامه الفعلي يتركز على النفط والغاز والتجارة الأمر الذي يعتبر مناسبا جدا للسلطة الروسية الحالية ولذلك لا تريد إجراء أي تغييرات في هذا المجال. ورأى أن العرض الروسي لمساعدة أيسلندا ماليا هو استعراض للقوة وفي نفس الوقت إظهار أنها تساعد دولة متقدمة وعضو في الناتو وأيضا تريد من هذه الخطوة إبعاد الانتباه عن القضايا الإشكالية التي تعرضت لها روسيا مؤخرا وفتح المجال للاتفاق مع الغرب.

وبشان نظرته إلى الحرب الروسية الجورجية اعتبر أن روسيا قد استفزت جورجيا لفترة طويلة الأمر الذي جعل جورجيا تفقد أعصابها ولذلك يبدو أنها بادرت لاستخدام القوة أولا الأمر الذي جعل روسيا ترد بغزو أدى إلى احتلال جزء كبير من جورجيا. ورأى أن العالم لا يمكن له أن يقبل باعتراف روسيا باستقلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية وبان تبقى القوات الروسية في المنطقتين على أساس أنها مدعوة لذلك من قبل حكومتي الإقليمين.

وأكد أن لا احد الآن في روسيا لديه أوهام حول الرئيس ديمتري ميدفيديف بشان إمكانية إشاعة الليبرالية في النظام السياسي الروسي بعد تجاوزه الحدود التي لا رجعة فيها. واعتبر بأن الرئيس الروسي كانت لديه إمكانية الاختيار قبل نشوب الحرب الروسية الجورجية وان كان رئيسا لم ينتخب بشكل شرعي بالنظر لطريقة انتخابه حسب قوله. وأضاف أن ميدفيديف كان بامكانه بناء الشرعية له عن طريق إحياء الحقوق المدنية التي تم تصفيتها مثل حقوق الأحزاب السياسية واستقلالية الصحافة والسلطة القضائية غير انه قرر بطريقة أخرى وتجاوز الحدود التي لا رجعة فيها.