أسامة مهدي من لندن، وكالات: رفضت الحكومة العراقية اتهامات لقائد القوات المتعددة الجنسيات الجديد في العراق الجنرال الاميركي ريمند أوديرنو بتلقي نواب عراقيين رشاوى من ايران لرفض الاتفاقية الامنية طويلة الامد المنتظر ان توقعها بلادهم مع الولايات المتحدة قريبا.
وقال الناطق بأسم الحكومة العراقية علي الدباغ في تصريح صحافي الى quot;ايلافquot; اليوم quot;تلقت الحكومة العراقية بقلقٍ بالغ التصريحات المنسوبة للجنرال ريموند أوديرنو قائد القوات المتعددة الجنسية والتي تشكل إشارة غير مناسبة إتجاه أعضاء منتخبون في مجلس النواب العراقي يمارسون صلاحياتهم ومسؤولياتهم في التعبير عن مواقفهم بطريقة ديمقراطية وأن هذا النوع من التصريحات تسئ للعلاقة الطيبة مع القوات المتعددة الجنسيةquot;.
ومن جهتهم نفى عدد من النواب العراقيين الاربعاء اتهامات الجنرال اوديرنو واعتبروها ابتزازا لنيل موافقتهم عليها. ووصف النائب المستقل حسين الفلوجي تصريحات اوديرنو بانها quot;محاولة مدانة لابتزاز المواقف الوطنية لغالبية النواب الذين يقاومون الضغوط والاغراءات وبشتى الوسائل لتثنيهم عن مواقفهم الصحيحةquot; واضاف في بيان ان هدف التصريحات ذر الرماد في العيون والايحاء للراي العامquot; بان النواب الذين يرفضون التوقيع عملاء لايرانquot;.
واشار الى ان هذه التصريحات تثبت مرة اخرى ان اميركا وكل ما تمتلك من جيش ومراكز ابحاث وماكينة اعلامية عاجزة عن تغيير الواقع الذي رسمته كما انها اعتراف صريح بحجم النفوذ الايراني في العراقquot; وقال ان واشنطن هي التي مكنت ايران من هذا الدور الذي اصبحت عاجزة عن تغير مساره . واكد quot;رفض اساليب القصد منها ارهاب اعضاء الملجس وابتزازهم واذا كانت اميركا عاجزة عن مواجهة النفوذ الايراني في العراق فعليها الاعتراف بذلكquot;. بدوره، نفى النائب عن التحالف الكردستاني عاجل برواري quot;تورط النواب برشىquot; . وقال ان هذا الكلام عار عن الصحة يراد به اثارة المشاكل ضد البرلمانquot;.
ومن جهته نفى النائب حسن السنيد عن الاتئلاف الشيعي الموحد الحاكم وجود ضغوط اقليمية تمارس على المفاوضين في الاتفاقية الامنية وما تسرب بشان هذه الضغوط عار عن الصحةquot;. وكان اوديرنو صرح لصحيفة واشنطن بوست مطلع الاسبوع الحالي ان الايرانيين quot;يبذلون اقصى الجهود لكي لا يتم التوصل الى اتفاق ثنائي بين الولايات المتحدة والعراقquot; مشيرا الى quot;تقارير استخباراتيةquot; تلمح الى ان الايرانيين quot;يدفعون للناس من اجل التصويت ضد الاتفاقيةquot;.
مصدر أميركي: دليل جديد على quot;تورطquot; إيراني في العراق
من جهة ثانية كشف مسؤول أميركي رفيع عما وصفه quot;دليلاً جديداًquot; على quot;الدور الإيرانيquot; في أعمال العنف التي يشهدها العراق، معتبراً أن طهران تعيد تنظيم جهودها لتعزير نفوذها في الدولة العربية المجاورة، متهماً الجمهورية الإسلامية بأنها ربما تكون وراء العديد من الهجمات الأخيرة.
وقال المسؤول الأميركي لشبكة CNN الأربعاء، إن المعلومات الأخيرة التي تلقتها واشنطن، تؤكد ما كان قد ذهب إليه كل من الجنرال ديفيد بيتريوس، الذي سيتولى قيادة القوات المركزية في وقت لاحق هذا الشهر، والجنرال ريموند أوديرنو، من أن التقدم في العراق سيظل هشاً، وأنه من المبكر تنفيذ انسحاب جوهري لعناصر القوات الأميركية.
وأضاف المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته بسبب حساسية المعلومات الاستخبارية، أن القوات الأميركية اعتقلت مؤخراً عميداً في الجيش العراقي قال إنه تلقى أموالاً من إيران، بهدف تعطيل الاتفاقية الأمنية المعلقة بين الحكومتين الأميركية والعراقية، والتي من شأنها السماح ببقاء قوات أميركية في العراق بعد نهاية العام الحالي.
وكانت السلطات قد اعتقلت العميد العراقي قبل أسابيع قليلة على الحدود العراقية الإيرانية، وصادرت مبالغ كبيرة من الأموال النقدية كانت بحوزته، وفقاً للمصدر.
وبحسب المصدر ذاته، فإن للعميد علاقات مع قوات الحرس الثوري الإيراني، الذي تعتقد الولايات المتحدة أنه متورط في quot;عمليات إرهابية، وبرنامج إيراني لتطوير أسلحة بيولوجية وكيماوية.quot;
وكان أوديرنو، الذي تولى قيادة القوات الأميركية في العراق خلفاً لبيتريوس، قد صرح الأحد لصحيفة quot;واشنطن بوستquot; بأن التقارير الاستخباراتية تشير إلى أن إيران كانت تقوم برشوة المسؤولين العراقيين في محاولة لتقويض اتفاقية quot;وضع القوات الأميركية في العراقquot; بين بغداد وواشنطن، غير أن الجنرال الأميركي قال إنه لا يملك أدلة حول ذلك.
وكان الكثير من المقاتلين العراقيين المدعومين من طهران قد فروا إلى إيران في أعقاب زيادة عدد القوات الأميركية وتنفيذها عدداً من العمليات العسكرية في محافظات عراقية مختلفة، أدت في النهاية إلى تحسن الظروف الأمنية في تلك المحافظات، ومن بينها محافظة العاصمة.
وبحسب آخر تقييم صادر عن الاستخبارات الأميركية، فإن الجهد الإيراني يتوزع على ثلاث جهات، هي: عصائب الحق، وكتائب حزب الله وquot;الجماعات الخاصة.quot;
وكشف المسؤول أن الجماعتين الأولين تمثلان مقاتلين تم تنظيمهم وتنسيق عملياتهم بواسطة عناصر إيرانية، أصبحوا بديلاً عن جيش المهدي الذي كان يقوده رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، المعارض للوجود الأميركي.
وقال المسؤول إن التنظيمات الثلاثة quot;غيرت من تكتيكاتها وأساليبها، وتركز بشكل أساسي على الاغتيالات والاختطاف، إلى جانب الهجمات المنظمة بالقنابل والعبوات الناسفة، وذلك بدل الأسلوب السابق الذي تلخص بشن هجمات بأعداد كبيرة ضد مدنيين عراقيين.
التعليقات