أبو الغيط: قبول إيران عربيًا لن يتحقق إلا باسبتعاد المذهبية
20 وكيل وزارة عراقي في القاهرة لتدشين حزمة الإتفاقيات

نبيل شرف الدين من القاهرة: قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، إن القاهرة سوف تستقبل خلال الأسابيع المقبلة عشرين وكيل وزارة عراقي، للإجتماع بنظرائهم المصريين في كافة المجالات، بهدف دعم التعاون في البلدين، تعقبها زيارات أخرى على المستوى الوزاري، بغرض التشاور، وتوقيع اتفاقيات التعاون المشتركة والتنفيذ على الأرض بالعراق ومصر أيضًا، وتطرق الوزير المصري إلى العلاقات العربية ـ الإيرانية قائلاً إن إيران quot; تسعى إلى تحقيق مصالحها، حتى ولو كان ذلك على حساب تعرض الإقليم ( الشرق الأوسط ) لأزمات هو في غنى عنها quot;، على حد تعبيره .

وأوضح أبو الغيط أن انخفاض معدلات العنف يشير لاقتراب العراق من التخلص من الاحتلال، فضلاً عن أن هناك مفاوضات جارية بين العراق وأميركا ما يؤشر إلى احتمال الوصول إلى انسحاب القوات الأميركية إلى خارج المدن، ومع نهاية 2011 يخرجون من العراق .

وأضاف أبوالغيط قائلاً أن هناك تفاهمًا مصريًا ـ عراقيًا على الانطلاق في كل المجالات التي يمكن للطرفين أن يتعاونا بها، أما عن اختيار توقيت زيارته للعراق، قال إن ثمة أسبابًا عدة دفعت لاختيار التوقيت، ومن بينها انخفاض معدلات العنف، وبالتالي فإن هناك مساحة من حرية الحركة .

وفي سياق تعليقه عن تحول العراق إلى ساحة للصراع الإيراني الأميركي، قال أبو الغيط quot;إن هذا الكلام يتضمن جزءًا كبيرًا من الحقيقة، لكن من الصعبتبنيها أو نضع أيدينا عليها لأن الإيرانيين لن يكشفوا ذلك، والشيء نفسه بالنسبة إلى الجانب الأميركيquot; .

تأتي هذه التصريحات التي أدلى بها أبو الغيط للتلفزيون المصري، بعد زيارة مفاجئة قام بها إلى العراق، وإعلانه من هناك قرب إعادة افتتاح السفارة المصرية في بغداد، كما وصل إلى بغداد أيضاً السفير هاني خلاف، حيث تسلم مهام عمله كرئيس لبعثة الجامعة العربية في العراق .

وتابع الوزير المصري قائلاً إن الحقيقة المؤكدة الآن هي أن الولايات المتحدة قوة رئيسة عالمية، وهناك قوة إيرانية تخشى تواجدها وبالتالي تسعى لوضع ما يقيد حركتها، وأنه يتفهم إعلان الولايات المتحدة ترحيبها بالزيارة التي قام بها إلى العراق، لافتًا إلى أن واشنطن quot;كثيرًا ما طلبت من الدول العربية عدم ترك الساحة العراقية لإيران، غير أننا نرد عليهم بالقول إن الغزو الأميركي هو الذي فتح الباب للتدخلquot; .
ومضى أبوالغيط قائلاً quot;إن ما ينتظر من العراقيين الآن أن يصلوا إلى توليفة تستطيع أن تحافظ على وحدة البلد ويأخذوا العراق لمرحلة جديدة والأهم أن يشعروا بانتمائهم لهذا الأقليم العربيquot;، وأضاف أن الحكمة المستمرة التي يتحدث بها أي مصري هي أن العراق أغنى بلدان الأمة إذ يوجد به نهران ونهر بترول وآخر للغاز، ولديه ما لا يقل أهمية عن هذا وهو quot;العقل العراقيquot; .

الأداء الإيراني
وفي سياق استعراضه لرؤية بلاده لدور إيران، قال وزير الخارجية المصري إن بلاده ترى إيران قوة إسلامية بغض النظر عن كونها شيعية أو سنية، لأن هذا الأمر لا يجب أن يشغلنا كثيرًا، ولكن يتعين علينا في الوقت نفسه التأكد أن الجانب المذهبي لا يشغل أيضًا الجانب الإيرانيquot; .

وأضاف أنه في حال دخول إيران إلى العالم العربي بمفهوم إسلامي بعيدا عن المذهبية quot;فبالتأكيد ستحظى باستقبال جيدquot;، موضحًا أن إيران تاريخيًا تمثل قوة تأثير رئيسة في المنطقة وينظر إليها اليوم باعتبارها قوة اسلامية، كما أنها ترفع شعارات إسلامية .

وقال أبو الغيط إن مصر لديها تساؤلات كثيرة في تلك اللحظة حول الأداء الإيراني في الإقليم، ولا سيما في العراق ولبنان، وكذلك تجاه القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن إيران quot;تسعى إلى تحقيق مصالح حتى وإن تم ذلك على حساب تعرض الإقليم لما لا يرغب فيهquot; .

وعن القراءة المصرية للملف النووي الإيراني، قال إن إيران دولة موقعة على معاهدة منع الانتشار وهذه المعاهدة تعطي أي طرف الحق في عملية تخصيب اليورانيوم، وهناك اتهامات لإيران بأنها كانت تدير بعض البرامج التي تتناقض مع هذا التوقيع، وإيران منذ خمس سنوات اعترفت، وقالت إن لديها بعض النشاطات التي لم تعد موجودة، ودعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتفتيش على منشآتها، وأشار إلى أن quot;ما تريده مصر هو إقليم خالي من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية بمعنى أن الجميع يتخلى عن السلاح النوويquot; .

ومضى وزير الخارجية المصري قائلاً quot;لو تحقق أن البرنامج النووي الإيراني أصبح عسكرياً، وتدخل إيران ببرنامج نووي عسكري بالإضافة إلى الكثير من المؤشرات التي تقترب من التأكيد - رغم أنه لا يوجد دليل لأنه لم يحدث تفجير أو حتى تفجير بالكمبيوتر - في إسرائيل، وبالتالي ستكون إسرائيل من ناحية وإيران من الناحية الأخرى، أي أن هناك احتمالات لظهور قوتين نوويتين في الإقليم والتجربة مع الاتحاد السوفيتي (السابق) والولايات المتحدة والعالم الغربي أثبتت أن القدرة النووية العسكرية لا قيمة لها على صعيد الواقع السياسيquot; .

ولفت الوزير المصري إلى quot;أن الدخول في هذا المجال يعني تخصيص من 10 إلى 25 مليار دولار أميركي للبحوث، ومحاولات التوصل لجهاز التفجير وحمايته، والخوف من القيام بضربة إجهاضية ضده، وندخل في سباق التسلح وفي نهاية المطاف ستستنزف مواردناquot; .

وفي سياق رده على سؤال حول رؤيته لتوازن القوى في الشرق الأوسط، قال إن وجهة النظر المصرية هي أن هذا الإقليم quot;هو إقليم عربي والعمود الفقري فيه هو التجمع العربي الممثل في الجامعة العربية، كما يوجد وحدات إسلامية كبيرة في الإقليم، فإيران بعدد سكان يقرب من 75 مليونًا وتركيا بعدد السكان نفسه، ومصر 80 مليونًا ثم القوة الاقتصادية العربية الممثلة في الجزيرة بإمكانياتها السيادية الهائلةquot; .

اختتم أبوالغيط تصريحاته بالقول إنه في ذات الوقت نرى أن هذا الإقليم إسلامي لأن 90% من سكانه من المسلمين وبه وحدات رئيسة يجب عليها التعاون في ما بينها ولكن عندما يستقر الأمر وننهي القضية الفلسطينية وإقامة دولته، نستطيع أن ندخل في التعاون الذي يتم الحديث عنه، فهناك وحدات رئيسية يجب التعاون معها والتعايش معهاquot;، على حد تعبيره .