مسؤول إسرائيلي رفيع: بشار الأسد هو السادات القادم
جهاز الاستخبارات العسكرية: سوريا جادة في مساعيها
نضال وتد- تل أبيب:
في توقيت غريب ولافت أعلن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية أن الرئيس السوري، بشار الأسد، سيكون السادات القادم. فقد نقل موقع يديعوت أحرونوت، ووسائل إعلام إسرائيلية أخرى، الخميس، عن رئيس مركز الدراسات السياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، نمرود بركان، قوله خلال مؤتمر استراتيجي لتحديد السياسة الخارجية الإسرائيلية، عقد في تل أبيب مؤخرا: quot;إنه يعتقد أن بشار الأسد هو أنور السادات القادمquot; . وقال موقع يديعوت أحرونوت نقلا عن مسؤولين كبار في الخارجية الإسرائيلية إن التصريحات التي أوردها نمرود لا تعكس موقف وزيرة الخارجية تسيبي ليفني المكلفة رسميا بتشكيل حكومة جديدة في إسرائيل وبحسب المصادر الرفيعة فإن رئيس مركز الدراسات السياسية في الخارجية الإسرائيلية عنى بقوله هذا أن سوريا قد تفاجئ الجميع تماما مثلما فعل الرئيس المصري السابق، وأن تكسر الجليد مع إسرائيل. فقد كان السادات هو من فاجأ ووصل على الكنيست بعد سلسلة من الاتصالات مع حكومة بيغن.
وأوضح مسؤول آخر للموقع المذكور، ان الحوار الذي أطلقته سوريا وإسرائيل بوساطة تركية منذ شباط الماضي قد غير المفهوم الأساسي السائد في وزارة الخارجية الإسرائيلية، الذي كان وضع سوريا في محور الشر، وأن السد كان يراوغ ويقوم بمناورات سياسية دون أن يكون معنيا بدفع الثمن المقرون باتفاقية سلام مع إسرائيل. وطبقا لهذا المسؤول فإنه quot;: توجد اليوم أصوات مغايرة في وزارة الخارجية، والتي تدعي أن سوريا معنية بالسلام، وأقوال رئيس مركز الدراسات السياسية تثبت ذلكquot; ووفقا لأقوال هذا المسؤول فإنه من المحتمل أن تكون فرص التوصل إلى سلام مع سوريا أكبر من تلك المتعلقة بسلام على المسار الفلسطيني.
في المقابل قال مسؤول آخر في الخارجية الإسرائيلية، لم تذكر هويته إن تصريحات نمرود لا تمثل وزارة الخارجية، وأنه لم يطرأ أي تغيير على موقف وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، فالخيرة لا تزال تعتقد أن على الأسد أن يثبت جدية نواياه عبر اعتزال محور الشر ووقف التدخل في السياسة الداخلية للبنان، ومنع تهريب الأسلحة من إيران على حزب الله، وطرد منظمات الإرهاب من دمشق. فليفني مستعدة لمواصلة الحوار مع سوريا لكنها تدعي quot;بأن على الأسد أن يدرك أن الحديث يدور عن سلام حقيقي وليس عن سلام يتمثل بتناول أطباق الحمص في دمشقquot;
جهاز الاستخبارات العسكرية: سوريا جادة في نواياها السلمية
وعلى غرار تصريحات رئيس مركز الدراسات السياسية في الخارجية الإسرائيلية، فإن جهاز الاستخبارات العسكرية quot;أمانquot; يعتقد هو الآخر ان سوريا جادة في مساعيها للتوصل على اتفق سلام مع إسرائيل. وفي هذا السياق نقل موقع معاريف اليوم أنه وفق التقديرات الأخيرة في الجهاز فإن السوريين جادين ، بعد انتخاب الإدارة الأمريكية الجديدة، وتشكيل حكومة في إسرائيل بالتوصل على سلام، وأن هذا هو الاستنتاج الرئيسي للتقديرات الأخيرة في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية للعام 2009 والتي ستعرض اليوم للنقاش على طاولة وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود براك وكبار مسؤولي أجهزة الأمن الإسرائيلية.
وكان التساؤل الخاص بمدى جدية السوريين في تصريحاتهم بشأن السلام مع سوريا، وهل هي تصريحات حقيقية ام مجرد مناورات دبلوماسية وإعلامية لتحسين مكانة سوريا على الساحة الدولية قد أشغل بال الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على مر السنوات الأخيرة، وتحديدا منذ مؤتمر مدريد عام 1991.
وبحسب موقع معاريف فإن رئيس الموساد ، مئير دغان، تزعم التوجه القائل بأن نوايا السوريين في التوصل على سلام مع إسرائيل هي غير جادة وغير حقيقية، فيما تبنى جهاز الاستخبارات العسكرية توجها مغايرا. ولفت الموقع إلى أنه في ظل التباين في مواقف بعض الأقسام داخل جهاز الاستخبارات العسكرية، quot;أمانquot; فإن موقف رئيس الجهاز، الجنرال عاموس يدلين كان الأكثر تشككا بشان صدق التصريحات السورية لكن مع وعشية العام 2009 فإن هناك تحول في موقف الجهاز، الذي يعتبر كمن يقيم الموقف العام للدولة ، باتجاه اعتماد الموقف القائل بجدية التصريحات والنوايا السورية.
ووفقا للتوجه السائد اليوم في جهاز الاستخبارات العسكرية quot;امانquot; فإن السوريين سيكونون على استعداد للتوقيع على اتفاق سلام، لكنهم يديرون المفاوضات دون أن يكونوا في عجلة من أمرهم، أو أن يعملوا تحت ضغط جدول زمني. ومن المنطقي القول إنهم لن يوافقوا إذا لم يحصلوا على تعهد بالعودة إلى خطوط ما قبل الرابع من حزيران( وهو الشرط الأساسي الذي أصر عليه الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، في الماضي). إلى ذلك فإنه من غير المعقول أن يوقعوا دون ضمان مظلة أمريكية للاتفاقية، تشمل أيضا مساعدات اقتصادية كبيرة، على غرار تلك التي تحصل عليها مصر منذ وقعت على معاهدة سلام مع إسرائيل.
ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن السوريين ينوون فتح quot;صفحة جديدةquot; مع الإدارة الأمريكية القادمة، دون علاقة بهوية المنتصر في الانتخابات، وأنهم يترقبون نجاح ليفني في تشكيل حكومة مستقرة في إسرائيل.
ووفقا لتقديرات الجهاز الإسرائيلي فقد حقق السوريون إنجازات وقطفوا ثمار تحويل المفاوضات والحوار مع إسرائيل على حوار علني، فبفضل علنية الاتصالات والحوار بين الطرفين، تم رفع المقاطعة المفروضة على سوريا، وسيكون السوريون على استعداد لتجميد وخفض حرارة علاقاتهم مع إيران إذا ما عرض عليهم اتفاق سلام مرض لهم.