طهران: أعلنت مصادر إيرانية الأحد أن الرئيس محمود أحمدي نجاد أصيب بتوعك صحي جراء الإرهاق، وأن مرضه ليس بالخطورة التي صورها معارضوه السياسيون.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية quot;إرناquot; عن النائب في البرلمان، محمد إسماعيل كوثري، من المقربين لنجاد قوله: quot;الرئيس سيتعافى تماماً وسيعود لمزاولة مهامه..quot;
وتابع قوله: quot;الشائعات بأن أحمدي نجاد مريض للغاية، مؤامرة قديمة تهدف للتأثير على الانتخاباتquot; المقررة في يونيو/ حزيران المقبل.
ووصف المصدر تلك الشائعات quot;بالحرب النفسيةquot; الرامية لإحداث الإنقسام بين المتشددين الذين يكونون القاعدة السياسية لنجاد.
وتناول تقرير آخر لـquot;إرناquot; مرض الرئيس وتغييبه عن المشاركة في العديد من المناسبات خلال الأيام القليلة الماضية، وأوردت على لسان منصور برغوي، من مكتب نجاد قوله إن نجاد quot;يشعر بتوعك جراء إفراطه في العمل.quot;
تأتي التصريحات الصادرة من طهران بعد أن أثار تغيب الرئيس الإيراني حملة تكهنات واسعة، وفق تقارير مختلفة.
ونقلت صحيفة quot;هآرتسquot; الإسرائيلية عن الموقع الإخباري الإيراني quot;شهاب نيوزquot; الأسبوع الماضي قوله إن إلغاء نجاد لكلمة مقررة في اللحظة الأخيرة وانعقاد المجلس الوزاري بتغيبه ليس سوى استمرار لإلغاءات سابقة استدعتها إصابة الرئيس بالإرهاق جراء هبوط في ضغط الدم.
وأوردت الصحيفة العبرية أن أحمدي نجاد تغيب في مايو/ أيار الماضي لمدة ثلاثة أسابيع متتالية عن مناسبات رسمية، من بينها لقاء مباشر مع الناخبين.
وعزت quot;شهاب نيوزquot; التغيب إلى توصيات طبيب نجاد بالتخفيف من كم العمل، وفق quot;هآرتس.quot;
ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي الإيراني، عيسى شاركيتز، قوله إن quot;الشائعات حول صحة الرئيس من فبركة خصومه السياسيين، الذين ينظرون في إيجاد وسائل لإزاحة نجاد عن الانتخابات الرئاسية العام المقبل.quot;
من جانبها نقلت صحيفة quot;تليغرافquot; البريطانية أن سلسلة التغيب التي بدأت في مطلع العام الحالي، قد تعد مؤشراً لإصابة الرئيس الإيراني، الذي اشتهر بإدمانه العمل لدرجة الإفراط، بإجهاد الرئاسة.
ويضيف التهاوي السريع لأسعار النفط إلى إجهاد نجاد، حيث أن إيران، التي تنتج قرابة 4.2 مليون برميل في اليوم، يعتمد اقتصادها كلياً على المادة الحيوية.
وبلغت أسعار النفط في تداولات الجمعة عند نحو 66 دولاراً للبرميل، من 145 دولاراً التي بلغها في يوليو/ تموز الماضي.
وتفقد الجمهورية الإسلامية عائدات تصل إلى قرابة مليار دولار مع كل تراجع بواقع دولار لبرميل النفط، وفق الصحيفة.
ويتزامن التراجع مع استعداد أحمدي نجاد لتأمين ولاية رئاسية ثانية لمدة أربع سنوات في الانتخابات الرئاسية المقبلة في يونيو/ حزيران المقبل.
وطبقاً لما أوردت الصحيفة، تدنت شعبية الرئيس الإيراني quot;المتهمquot; شعبياً برفع معدلات التضخم، والمساهمة في تدني المستوي المعيشي للشعب الإيراني، وتبديد أموال النفط في برامج غير ذات جدوى.
وتقول quot;تليغرافquot; إن فريق خصوم أحمدي نجاد، ومنهم رئيس البرلمان علي لاريجاني، ومحمد باقر عمدة طهران، يحبذون ذريعة الصحة للحفاظ على ماء وجه الرئيس الإيراني وإبقائه بعيداً عن الانتخابات المقبلة.

وأضافت: quot;لا يمكن لتلك الفئة الإعلان رسمياً أن نجاد غير كفء كرئيس، وقد يعد ذلك المخرج الدبلوماسي.quot;
وتتمسك حكومة نجاد بأحقية إيران في تخصيب اليورانيوم وامتلاك التقنية النووية لأغراض مدنية، فيما يتخوف الغرب من تطوير الجمهورية الإسلامية لأسلحة البرنامج لإنتاج أسلحة نووية.