الخرطوم: وصلت جثث ثلاثة عمال نفط صينيين كانوا قد خطفوا في السودان، كما وصل ثلاثة من زملائهم الذين اصيبوا بجروح، الى الخرطوم الثلاثاء وسط مراسم تكريم عسكرية رسمية قبل اعادتهم الى بلادهم.

وكان في استقبال النعوش الثلاثة 12 جنديا صينيا يعملون في قوات حفظ السلام في السودان. وغطيت النعوش بالعلم الصيني وانزلت من طائرة شحن سودانية على اكتاف عمال في قطاع النفط.

وتسبب مقتل الثلاثة في الحرج للحكومة التي تعهدت بتعزيز الامن حول منشات قطاع النفط الهام في البلاد.

ولا تزال الظروف المحيطة بمقتل العمال الصينيين في جنوب كردفان الاثنين غير واضحة. ونفت حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور المزاعم السودانية بانها مسؤولة عن عملية الخطف والقتل، كما تناقضت تقارير الصين والسودان حول عدد القتلى من المخطوفين.

وقالت الحكومة السودانية في البداية ان خمسة من بين عمال النفط التسعة المختطفين قتلوا الاثنين، وان اثنين quot;فراquot; بعد اصابتهما بجروح طفيفة، بينما لا يزال اثنان لدى الخاطفين.

والثلاثاء صرحت وزارة الخارجية الصينية ان اربعة عمال قتلوا وتم quot;انقاذquot; اربعة فيما لا يزال واحد في عداد المفقودين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية علي الصديق للصحافيين ان مكان الرهائن الصينيين الثلاثة المتقبين لا يزال مجهولا، وانه لا يعرف ما اذا كانوا احياء ام اموات.

كما انه من غير الواضح ما اذا كان الجرحى الصينيون الثلاثة تمكنوا من الهرب ام انه تم تحريرهم بطريقة ما. واحدهم مصاب بجرح نتيجة ضربة فأس.

وتنفي السودان حدوث اية مواجهة بين قوات الامن والخاطفين. وقال الصديق ان الخاطفين فتحوا النار بعد ان شاهدوا مروحية سودانية تحلق فوقهم.

الا ان احد الزعماء المحليين قالوا ان العامل الصيني توفي في القتال بين الجيش السوداني والخاطفين.

ونددت الصين بشدة بمقتل الرهائن، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جيانغ يو quot;نعبر عن استنكارنا الشديد وادانتنا لهذا العمل الارهابي الوحشي من جانب الخاطفين الذين قتلوا موظفين عزلquot;.

وصرح السفير الصيني في الخرطوم الذي رافق الجثث في طريق عودتها الى العاصمة للصحافيين انه لا يزال يتم جمع المعلومات وان الصين ستنتظر نتائج التحقيق الذي تجريه الحكومة السودانية.

وصرح مسؤولون انه يتم وضع التحضيرات لاعادة الجثث بعد التعرف عليها رسميا في مستشفى عسكري.

وخطف الصينيون التسعة وهم ثلاثة مهندسين وستة عمال من المؤسسة الوطنية الصينية للنفط في 18 تشرين الاول/اكتوبر قرب منطقة ابيي النفطية المتنازع عليها في ولاية جنوب كردفان.

واكدت مصادر دبلوماسية ان الخاطفين ينتمون الى احدى القبائل، لكن السودان اتهم متمردي حركة العدل والمساواة في اقليم دافور، غرب السودان، حيث تدور حرب اهلية مستمرة منذ 2003.

ورد الطاهر الفقي المسؤول الكبير في حركة العدل والمساواة في اتصال هاتفي من لندن quot;هل حركة العدل والمساواة هي المسؤولة عن العمل؟ الجواب كلا. نحن لا نقوم بعمليات خطف. لا نحتجز رهائن. حركة العدل والمساواة لا شأن لها بذلكquot;.

ووعدت الخرطوم بتعزيز التدابير الامنية لحماية الموظفين الاجانب في القطاع النفطي، وهو حيوي لنمو البلاد.

وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية علي الصديق ان quot;اعمالا شائنة مثل هذا العمل تتنافى وقيم الشعب السوداني. ان السلطات السودانية لن توفر جهودها لحماية العمال في حقول النفط وكل الاستثمارات في السودانquot;.

وسبق ان قام متمردون في دارفور بعمليات خطف اجانب يعملون في قطاع النفط، استهدفت غالبا شركات صينية بسبب العلاقات الوثيقة بين بكين والخرطوم. لكن لم يحدث ان تعرض اي من الرهائن للقتل.

وتعتبر حكومة الخرطوم حركة العدل والمساواة بمثابة منظمة quot;ارهابيةquot;. وكانت الحركة شنت هجوما على الخرطوم في ايار/مايو لكن تم احباطه.