الياس توما من براغ: جدد وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسينبيرغ رفض بلاده بشكل قاطع للوجود العسكري الروسي الدائم في قاعدة الرادار الذي تريد الولايات المتحدة وضعه في منطقة بردي العسكرية التشيكية غير انه أكد أن وزارته مستعدة لاستمرار التفاوض مع موسكو حول هذه المسالة. وأشار أثناء مناقشة البرلمان التشيكي اليوم للاتفاقية الخاصة بوضع الرادار إلى أن روسيا رفضت حتى الآن العرض الذي قدم لها للمشاركة في مشروع الدرع الصاروخي الاميركي.

ورأى شفارتسينبيرغ أن التحفظات الروسية على وضع الرادار الاميركي في تشيكيا لها طابع سياسي أكثر منها مبررات أمنية مشيرا إلى أن روسيا لا تحتج على وضع قواعد في دول الحلف التقليدية بينما تحتج على وضعها في تشيكيا وبولندا. وارجع ذلك إلى المحاولات الطويلة الأمد حسب قوله لموسكو لخلق منطقة محايدة في أوروبا الشرقية تكون فيها الضمانات الأمنية للتجمعات الدفاعية الغربية موجودة فقط على الورق.

واعتبر أن هذا الأمر يمثل مجرد استمرار للفكر السياسي الذي كان سائدا في تصنيفات القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين. واعتبر أن التوازن القائم بين الغرب وروسيا قائم على أساس مختلف غير مشروع الدفاع الصاروخي المضاد مشددا على أن الاستقرار متوقف على التعاون عبر الأطلسي. وأضاف أن روسيا بالطبع تعرف بان نظام الدفاع الصاروخي المضاد ليس موجها ضدها واصفا روسيا بأنها شريك جدي يحظى بالاحترام من قبل الطرف التشيكي

من جهته دعا رئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب المعارضة في البرلمان التشيكي ييبرجي باروبيك إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار نظرة روسيا معتبرا أن مشروع الدرع الصاروخي يمكن له أن يثير حفيظة موسكو إلى درجة يمكن أن تدفعها إلى توجيه صواريخها الحاملة للروس النووية نحو تشيكيا.

وكان البرلمان التشيكي قد بدأ صباح اليوم مناقشة موضوع المصادقة على الاتفاقيتين الخاصتين بوضع القاعدة ونشر قوة اميركية فيها وسط خلافات حادة بين نواب المعارضة والائتلاف الحاكم، وسيعود النواب لمناقشة الاتفاقيتين غدا فيما قرر مجلس الشيوخ تأجيل مناقشة الاتفاقيتين حتى كانون الأول ديسمبر القادم ريثما يتم الانتهاء من إعادة تشكيل المجلس على ضوء نتائج الانتخابات الجزئية الأخيرة التي تم فيها انتخاب 27 عضوا جديدا من اصل العدد الكامل للمجلس وهو 81 عضوا.