موسكو: يزور الزعيم الليبي معمر القذافي العاصمة الروسية بعد مرور نحو ربع قرن على آخر زيارة له لروسيا. فقد زار القذافي موسكو آخر مرة في عام 1985 - أي في عهد الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف. ولا بد من القول إن العلاقات الروسية الليبية مرت خلال تلك الفترة بمراحل صعود وهبوط إلا أن روسيا بذلت بعد مجي فلاديمير بوتين الى الكرملين في عام 2000 جهودا كبيرة لتطوير العلاقات مع ليبيا. ولم يتسن حل كل المشاكل التي تشوب العلاقات بين البلدين إلا بعد زيارة الرئيس الروسي آنذاك بوتين الى طرابلس في أبريل 2008، وشطب الديون المستحقة لروسيا على ليبيا والبالغة 4.6 مليار دولار مقابل عقود مربحة للشركات الروسية. فقد وقعت شركة سكك الحديد الروسية مع ليبيا عقدا بقيمة مليارين و200 مليون يورو لبناء خط جديد في ليبيا بين سرت وبنغازي بطول 500 كلم. كما وُقعت مذكرة للتعاون بين شركتي quot;غازبرومquot; الروسية وشركة النفط والغاز الوطنية الليبية. وبشكل عام وقعت روسيا وليبيا في إطار زيارة بوتين لطرابلس 10 وثائق ثنائية في مجال التعاون الاقتصادي والعسكري.
ويبدو أن مسائل التعاون العسكري التقني بين روسيا وليبيا ستشغل حيزا كبيرا في محادثات الزعيم الليبي مع الرئيس الروسي الجديد دميتري ميدفيديف.
ويتوقع خبراء عسكريون أن تتراوح قيمة العقود التي قد يوقعها الجانبان الروسي والليبي بين 2 و4 مليارات دولار - أي أكثر من جميع العقود المدنية.
ويبدي الليبيون اهتماما بشراء أحدث نماذج الأسلحة والتقنيات العسكرية الروسية، بما فيها أسلحة لم تصل بعد الى القوات المسلحة الروسية كمروحيات quot;كا ـ 52quot; (التمساح) ومقاتلات quot;سو-35quot;.
وذكرت مصادر في مؤسسة quot;روس اوبورون اكسبورتquot; (المصدر الرئيسي للأسلحة في روسيا) أن الجانب الليبي يرغب بشراء أنظمة صواريخ أرض - جو حديثة من طراز quot;س ـ 300 ب م أو 2quot; و quot;تور ـ م 1quot; وكذلك quot;بوك ـ م1 ـ 2quot; وسربين من مقاتلات quot;ميغ ـ 29 س م تquot; وquot;سو ـ 30 م كquot; ودبابات quot;ت- 90 سquot;، وأسلحة وتقنيات روسية أخرى.
نعيد الى الأذهان أن روسيا ليست الدولة الأولى التي توقع معها ليبيا عقودا ضخمة لشراء الأسلحة. فقد زار القذافي في شهر ديسمبر 2007 باريس ونصب خيمته الشهيرة في باحة الإليزيه، وأجرى مباحثات مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أثمرت عن توقيع عدد من العقود العسكرية، ومنها صفقة لتزويد ليبيا بـ14 طائرة عسكرية من طراز quot;رافالquot;، و35 مروحية حربية، و6 سفن حربية بالإضافة الى عدد من المدرعات ووسائل الدفاع الجوي. كما وقع الجانبان اتفاقية لتحديث طائرات quot;ميراج ف -1quot; التي تستخدمها القوة الجوية الليبية. وتقدر قيمة الأسلحة التي اشترتها ليبيا من فرنسا بحوالي 4.5 مليار يورو. كما اشترت ليبيا من فرنسا 21 طائرة مدنية quot;Airbusquot; بما لا يقل عن 1.5 مليار دولار.
وبهذا الشكل أصبحت روسيا وفرنسا أكبر موردين للأسلحة الى ليبيا مما يعد اختراقا كبيرا لأن هذا البلد كان قبل ما يقرب من 5 سنوات في مواجهة مع الغرب وواقعا تحت طائلة عقوبات دولية عرقلت تطور اقتصاده. أما الآن فقد أصبحت المواجهة والعقوبات من مخلفات الماضي.
اندريه مورتازين
التعليقات