علاقات مستمرة في حالتي الرئيس الجمهوري أو الديمقراطي
أوباما يكسب القلوب لا العقول في الخليج

الانتخابات الامريكية
دبي: أعرب مسؤولون في دول الخليج عن ثقتهم بان العلاقات المتينة بين بلادهم والولايات المتحدة ستستمر سواء كان الفائز في الانتخابات الاميركية هو الجمهوري جون ماكين ام الديمقراطي باراك اوباما. لكن العديد من المواطنين العاديين الذين لا تهمهم المجاملات الدبلوماسية، لا يخفون اعجابهم بالمرشح الديمقراطي الذي يمكن ان يصبح اول رئيس اسود لاقوى دولة في العالم. وقال عبد العزيز محمد ( 50 عاما ) مقدم البرامج في الاذاعة القطرية quot; الكل دون استثناء يفضلون اوباما quot; في اشارة الى عائلته الكبيرة. واضاف عبد العزيز الذي تستضيف بلاده قاعدتين عسكريتين اميركيتين ان quot;الغالبية العظمى من المواطنين القطريين يفضلون اوباما. نشعر انه قريب منا لانه ملون ومن اصل افريقي فهو يعرف مفاهيم العدالة والمساواة بين البشر quot;.

واعربت طاهرة شريف محللة نظم كمبيوتر عن اعتقادها انه اذا فاز اوباما quot;فربما يراعي الجوانب الانسانية حيال الشعب الفلسطينيquot;، مضيفة quot;اذا كان ضد العنصرية اتوقع ان يؤثر ذلك في نظرته للصراعات في العالمquot;. وقالت شريف quot;اشعر انه قريب من الشعب والفقراءquot;. اما رجل الاعمال السعودي احمد راشد فقال quot;بالطبع آمل في ان يفوز اوباما. نريد التغيير بعد الادارة الاميركية الحالية التي جلبت الكوارث بدأت باحتلال العراق وانتهت بازمة اقتصادية عالميةquot;.

وطلب المسؤولون الخليجيون الذين تحدثوا عدم الكشف عن هوياتهم لانهم يعتقدون ان التعليق على السباق الى البيت الابيض يمكن ان يفهم على انه تدخل في الشؤون الاميركية الداخلية. وقال احد المسؤولين ان الحكومات الخليجية quot;تعرف الطريقة التي تعمل بها السياسة الاميركية وتعتقد ان العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة ستستمر بغض النظر عمن سيكون الرئيس المقبلquot;. وصرح المسؤول لفرانس برس quot;بالاضافة الى العلاقات الاقتصادية والسياسية الوثيقة، هناك كذلك ترتيبات عسكرية وامنية قوية بين دول الخليج والولايات المتحدةquot;.

واضاف ان هذه الترتيبات سواء كانت على شكل قواعد عسكرية او استخدام منشآت في الدول الخليجية ستبقى كما هي لانها تخدم quot;مصالح متبادلةquot; من بينها مواجهة تهديد الارهاب والابقاء على طرق شحن النفط مفتوحة. وذكر مسؤول في السعودية اكبر الدول المصدرة للنفط في منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك)، ان العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة هي علاقات quot;تاريخيةquot; واستمرت طوال إدارات اميركية متعاقبة سواء كانت جمهورية ام ديمقراطية.

وقال quot;نحن نعتقد ان المصالح المشتركة بين البلدين ستدفع اي ادارة اميركية مقبلة على الحفاظ على العلاقاتquot;. وقد يصبح العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز اول زعيم خليجي يلتقي الرئيس الاميركي المنتخب عند زيارته واشنطن للمشاركة في قمة مجموعة العشرين لاغنى الدول واكبر الاقتصاديات الناشئة والتي ستعقد في 15 تشرين الثاني/نوفمبر لمناقشة الازمة المالية.

واعلن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الثلاثاء ان العاهل السعودي يرحب بلقاء اي من المرشحين الاميركيين الذي سيفوز في الانتخابات الاميركية خلال زيارته لواشنطن في منتصف الشهر المقبل. واعرب مسؤول في البحرين التي تستضيف الاسطول البحري الاميركي الخامس عن ثقته بان اي رئيس اميركي مستقبلي سيظل ملتزما باستقرار الخليج quot;لان ذلك يخدم المصالح الاميركية في المقام الاولquot;.

وصرح ان quot;العلاقات بين البحرين وسائر دول الخليج والولايات المتحدة محكومة بالمصالح المتبادلة اكثر من برامج المرشحين للرئاسة في الولايات المتحدةquot;. لكن هذا المسؤول الذي فضل عدم الافصاح عن هويته، اوضح ان quot;دول الخليج عموما تفضل الجمهوريين ربما باعتبارها دولا محافظةquot; لكن ايضا quot;لان الخليجيين يعرفون تماما سياسات الجمهوريين .. بينما يمثل لهم اوباما خيارا مجهولا وجديدا عليهمquot;.

وتابع quot;اذا جاء ماكين للرئاسة مثلا فهو سيمثل امتدادا لسياسات سلفه التي يعرفها الخليجيون تماما .. اما اذا جاء اوباما فسيتعين عليهم الانتظار لمعرفة سياساته لانه مجهول بالنسبة إليمquot;. لكن هذا المسؤول اكد ان quot;استقرار منطقة الخليج الذي يمثل اولوية قصوى لدول المنطقة سيدفع اي رئيس ايا كان للالتزام به لانه يخدم المصالح الاميركية بالدرجة الاولىquot;.

وفي تصريح لفرانس برس قال استاذ علم الاجتماع في جامعة البحرين باقر النجار ان quot;الخليجيين يفضلون اي شخص يبدي مواقف قوية في الدفاع عن السلامة الاقليميةquot; مضيفا quot;ان جورج بوش ابدى هذا بدرجة كبيرة لربما يراها البعض تفوق ما يبديه المرشحون الاخرونquot; وفق تعبيره. وقال النجار quot;لا يتعلق الامر بالضرورة بالحزب الذي ينتمي اليه الرئيس بقدر ما يتعلق الامر بشخص الرئيس نفسه .. الولايات المتحدة لديها سياسات واضحة في هذا الصدد لا تتأثر بشخص من يشغل البيت الابيض او حزبه .. الان ومع تراجع احتمالات حرب جديدة في المنطقة فان مواقف المرشحين ستكون متماثلة والمفاضلة بين مرشح وآخر غير واردةquot;.

ومن ناحيته قال المحلل السياسي الكويتي عايد المناع انه رغم ان اوباما كسب قلوب الخليجيين الا انه من المرجح ان ادارة جمهورية ستبقي اعينها مفتوحة على ايران والاصوليين الاسلاميين. وقال المناع quot;قد تكون مشاعرنا وقلوبنا مع اوباما، ولكن عقولنا ومصالحنا مع الجمهوريينquot;. واضاف ان دول الخليج حريصة على ان تكون علاقاتها جيدة جدا مع جارتها الايرانية الا ان العراق الضعيف حوّل الجمهورية الاسلامية الى quot;نمرquot; يسعى الى نشر نفوذه في كافة انحاء المنطقة.

واشار الى ان الجمهوريين quot;المتشددينquot; اكثر ميلا الى كبح محاولات ايران على ممارسة quot;هيمنةquot; على المنطقة. كما ان quot;ضعف القوة الاميركية بشكلها المتشدد سيشجع حركات اصوليةquot;. وقال المحلل السعودي انور عشقي ان دول الخليج العربي تشعر تقليديا بانها اقرب الى الجمهوريين، الا ان ظنهم خاب في ادارة بوش وquot;المحافظين الجددquot;. واضاف ان المحافظين الجدد quot;حركوا الكراهية ضد الاسلام والمسلمينquot;. واشار الى ان quot;الحكومات والنخبة المتعلمة في الخليج تفضل اوباما لانه يعارض العنصرية والعنفquot;. وقال ان quot;اوباما يطرح طريقة تفكير جديدة. ونامل في ان يفوزquot;.