مؤكدا على الدور الجوهريّ للمجتمع المدني
بن علي يحذر من الخلط بين المشاركة السياسية والإرهاب

إسماعيل دبارة من تونس: قال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اليوم في خطاب له لدى انطلاق أشغال الندوة الدولية العشرين للتجمع الدستوري الديمقراطي (الحزب الحاكم) حول quot;المشاركة السياسية في عالم متغيرquot; إنّquot; عالمنا اليوم يتغيّر باستمرار، وعلينا أن نكون حذرين من الخلط بين المشاركة السياسية الشرعية التي هي من حق كل مواطن وبين نزعات التطرف والعنصرية والإرهابquot;.

وأشار بن علي إلى أنّ قضيّة الشفافية تعتبر من التحديات الكبيرة التي تطرحها الأشكال الجديدة للمشاركة السياسية في عالم اليوم بحكم اعتمادها التعامل عن بعد عبر القنوات اللامادية للاتصال.

وقال quot; تظلّ المشاركة السياسية في حاجة إلى آليات للتقييم والرقابة على أساس مبادئ الدساتير وأحكام القوانين التي تقرّها الشعوبquot;.

و شهدت الضاحية الشمالية للعاصمة اليوم انطلاق أشغال الندوة الدولية العشرين للتجمع الدستوري الديمقراطي التي تنتظم يومي 3 و4 نوفمبر / تشرين الثاني الجاري تحت إشراف الرئيس بن علي و موضوعها quot;المشاركة السياسية في عالم متغيرquot;.

و تأتي الندوة ضمن فعاليات الاحتفال بالذكرى 21 للتحول، تاريخ تولّي الرئيس بن علي السلطة في البلاد.

وأكد بن علي في خطابه الذي تلاه نيابة عنه محمد الغنوشي الوزير الأول أن المشاركة السياسية في عالم اليوم تعد من المواضيع الأساسية في حياة المجتمعات لما لها من ارتباط وثيق بالديمقراطية وحقوق الإنسان وبالتنمية بمفهومها الشامل.

و قال :quot; على هذا الأساس كان انخراط تونس في الخيار الديمقراطي التعددي وضمان حقوق الإنسان وكان سعيها إلى توسيع دائرة المشاركة السياسية بما مكن من انجاز الإصلاحات السياسية المتلاحقة واعتماد الأسلوب الاستشاري في كل القضايا البارزة المتعلقة بالمسيرة الوطنية.

و أشار بن علي في خطابه إلى أنّ تونس تراهن على المجتمع المدني وعلى تفعيل دور هياكله تكاملا مع دور الأحزاب السياسية التي ما فتئت البلاد توفر لها أسباب الفاعلية حتى تنهض بالمهام الموكولة إليها على صعيد تأطير المجتمع وتوفير أوسع المجالات للمشاركة السياسية على حدّ تعبيره.

و أضاف: quot;إنّ نجاح المشاريع السياسية لا يكون إلا بمشاركة الجميع ولفائدة الجميع على أساس احترام المرجعيات الوطنية والمصالح العليا للبلدانquot;.

وشدد بن علي على دور الأحزاب السياسية الجوهريّ سواء تعلق الأمر بتجديد طرق عملها وتنويع برامجها وتطوير خطابها أو بتوسيعه مجال إشعاعها وتأثيرها حتى تستقطب اكبر قدر ممكن من مكونات المجتمع وشرائحه وفئاته فتجنبهم السقوط في الهامشية والانكماش أو الوقوع في مزالق التطرف والإرهاب.

ويحضر الندوة التي دعا إليها الحزب الحاكم في تونس ما يزيد عن الـ130 ضيفا من 46 دولة عربية و أجنبيّة يمثلون حوالي 60 حزبا فضلا عن عدد كبير من المنظمات والجمعيات ومن الشخصيات الأجنبية.

ومن المنتظر أن تتطرّق الندوة إلى ثلاثة محاور أساسية تتمثل في quot; تطور مفهوم المشاركة السياسيةquot; وquot;أي مستقبل للمشاركة السياسية المؤسساتية في عالم متغيرquot; وquot;الأنماط الجديدة للمشاركة السياسية في عالم اليوم quot;.