مدينة الفاتيكان: بدأ علماء بارزون من الفاتيكان والمسلمين أول منتدى كاثوليكي اسلامي يوم الثلاثاء لتحسين العلاقات بين أكبر عقيدتين في العالم.
ويأتي الاجتماع الذي يستمر ثلاثة أيام بعد عامين من اغضاب البابا بنديكت العالم الاسلامي بخطاب تضمن أن المسلمين يتسمون بالعنف والافتقار للعقلانية. وردا على ذلك دعا 138 من علماء الاسلام الكنائس المسيحية الى حوار جديد لتعزيز الاحترام المتبادل عبر فهم أفضل من جانب كل عقيدة للاخرى.
وقال المسلمون في بيانهم quot;كلمة سواءquot; ان العقديتين تشتركان في المباديء الاساسية المتعلقة بحب الله والجار. وتركزت المحادثات عن معنى ذلك في العقيدتين وكيفية تعزيز التناغم بينهما.
وهذا الاجتماع الذي يشمل مقابلة مع البابا هو ثالث مؤتمر للمجموعة مع مسيحيين بعد الحديث مع بروتستانت في الولايات المتحدة في يوليو تموز ومع انجليكيين الشهر الماضي.
وبدأت الجلسة بلحظة صمت ليتمكن الكاثوليك والمسلمون وكل ممثل بثمانية وعشرين مندوب من تلاوة صلواتهم.
وقال احد المندوبين quot;كان مناخا وديا جدا.quot; وطلب عدم نشر اسمه لان الاجتماع مغلق.
وبعد الكلمات الافتتاحية من جانب زعيمي الوفدين الكاردينال جان لويس توران والمفتي الاكبر مصطفي سيريتشي القى عالم كاثوليكي وعالم مسلم كل محاضرة عن فهم عقيدته لمفهوم حب الله.
وقال توران رئيس المجلس البابوي للحوار بين الاديان لصحيفة لا كروا الفرنسية الكاثوليكية يوم الاثنين ان المنتدى quot;يمثل فصلا جديدا في تاريخ طويلquot; من العلاقات التي غالبا ما تتوتر.
وكتب المندوب المسلم والمفكر السويسري طارق رمضان في صحيفة جارديان البريطانية يقول ان الحوار quot;أكثر أهمية وحتمية من تنافسنا على عدد المؤمنين وأقوالنا المتناقضة عن الهداية والمنافسة العقيمة على الامتلاك الحصري للحقيقة.quot;
والمسيحية هي أكبر دين في العالم ويبلغ عدد اتباعها مليارين أكثر بقليل من نصفهم من الكاثوليك. والاسلام هو ثاني أكبر دين ويبلغ عدد اتباعه 1.3 مليار.
ويعقد اجتماع quot;كلمة سواءquot; قبل اسبوع من زيارة العاهل السعودي الملك عبد الله للامم المتحدة للترويج لحوار مواز بين الاديان بدأه الصيف الماضي.
وتعكس هذه الاجتماعات وغيرها اهتماما جديدا بين المسلمين منذ أن أظهرت هجمات 11 سبتمبر أيلول ونظرية quot;صدام الحضاراتquot; وخطاب البابا في ريجنسبرج اتساع الفجوة بين العقيدتين.
واستقبلت الفاتيكان مبادرة quot;كلمة سواءquot; بفتور في باديء الامر قائلة ان الحوار بين رجال الدين لا معنى له اذا لم يؤدي الى احترام أكبر لحرية العقيدة في الدول الاسلامية حيث تتعرض بعض الاقليات المسيحية للاضطهاد.
وقال مندوب كاثوليكي طلب عدم نشر اسمه quot;لا يمكن ان نجري حوارا حقيقيا الا اذا كان كل اصحاب الاديان يتمتعون بحقوق متساوية في كل مكان وهو ليس الحال في بعض الدول الاسلامية.quot;
ويعكس جدول اعمال الاجتماع المغلق وجهات النظر المختلفة لاصحاب العقيدتين. فتركزت محادثات اليوم على القضايا الدينية التي عرضها المسلمون في حين ستركز محادثات الغد على قضايا حرية العقيدة التي ترغب الفاتيكان في اثارتها.
ويضم وفد الفاتيكان اساقفة من الاقليات المسيحية في العراق وسوريا وباكستان. ومن بين المسلمين من تحولوا الى الاسلام في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا. وهناك ثلاث نساء كاثوليكيات ومسلمتان تشاركن في الاجتماع.
وسيحضر المندوبون مقابلة مع البابا يوم الخميس ويجرون نقاشا عاما بعد ظهر ذلك اليوم في الجلسة الوحيدة المفتوحة أمام الصحفيين.
ومن المقرر ان يجتمع المنتدي الكاثوليكي الاسلامي مرة كل عامين ويعقد الاجتماع مرة في روما ومرة في دولة اسلامية.