إعتدال سلامه من برلين: خلال ندوة اقيمت في برلين تحت عنوان quot; الجهاد الشامل ndash; اورربا المحورquot; حضرها العديد من خبراء امن من المانيا وخارجها اظهر ارنست اورلاو مدير دائرة المخابرات السرية الالمانية BND مخاوفه من خطر الارهابيين القادمين في شمال افريقيا.

فحسب قوله ما يتم في بلدان في شمال افريقيا سوف يكون له عواقب على اوروبا، فمنذ عام 2007 اتسع نشاط الارهابيين في المحيط الجنوبي من البحر المتوسط لمنطقة شمال افريقيا واخذ منحى جديد.

وحذر اورلاو من التقليل من اهمية هذا التطور فاوروبا حتى الان لم تأخذه على محمل الجد بشكل الكاف وكما يقضيه الوضع والمخاطر الخفية. فتنظيم القاعدة اسس منذ حوالي عامين في شمال افريقيا مجموعة ما يسمى ب quot; القاعدة في المغرب العربي المسلمquot; وهي امتداد لنشاطه ويطلق عليها خبراء الامن والمخابرات في اوروبا الاسم المختصر AQM.

وتضم هذا المجموعة اعضاء سابقين جبهة الانقاذ وهي جبهة اسلامية مقاتلة لشمال افريقيا، ومسؤولة عن عمليات ارهابية في الجزائر وتونس وموريتانيا وبلدان اخرى.

وحذر اورلاو من هذا التجمع الجديد لانه امتداد للقاعدة في شمال افريقيا وينسق معها من اجل تنفيذ مخططاتها الارهابية. وقال ايضا منذ بدء التنسيق بين الطرفين نتجت ديناميكية مختلفة للعمل فتغيير شكل العمليات الارهابية ومسرح اهدافها، كالتخطيط المركز لعمليات انتحارية واستهداف المصالح الاجنبية، لكن ايضا تهديد حياة السياح. واستند الى عدة عمليات ارهابية استهدفت سياح اجانب، كما حدث في تونس في شهر شباط ( فبراير) الماضي، حيث اختطفت مجموعة زوجين نمساويين، بعدها نقلا الى مالي حيث مناطق تواجد مجموعة القاعدة في المغرب العربي المسلم.
وذكر ايضا انه وعبر مهاجرين من المغرب العربي في فرنسا واسبانيا وبلدان اخرى يمكن لهذه المجموعة ان تشكل تهديدا حقيقيا لاوروبا. وبهذا ضرب اورلاو على الوتر الحساس فيما يتعلق بنقطة مهمة وهي كيف يجب تغيير العلاقة بين اوروبا والاسلام بناء على هذا الخطر، في وقت تتشكل فيه جمعيات ومؤسسات بهدف التقارب بين البلدان الاسلامية واوروبا.

الا ان فولكر برتيس مدير مؤسسة السياسة الدولية ومقرها برلين والذي شارك في الندوة حذر من وضع سياسة غربية حيال بلدان العالم الاسلامي في سياق ربط الارهاب بالسياسة الامنية، فبهذه الطريق لا يمكن كسب القلب والعقل، ومن الضروري مساندة الاشخاص اللذين يعملون على نشر السلام في بلدان الاسلامية المتشددة حتى ولو كانوا معارضين من التيارات الاسلامية المحافظة، لكنهم يريدون احداث تغيير ديمقراطي فيها، و يعانون من الاضطهاد من حكوماتهم. والهدف يجب ان يكون تخفيف قدرات الغضب الفائض لديهم، خاصة لدى الشباب بسبب الانظمة الدكتاتورية التي يعانون منها ايضا النزاع الفلسطيني الذي لا يشهد نهاية والحربين في العراق وافغانستان وازمات اجتماعية وسياسية اخرى.

ومن اجل منع الانهيار التدريجي للدولة في باكستان اقترح برتيس ان يفكر الغرب بوضع ما يسمى بخطة مارشال، كما خطة مارشال التي نفذتها الولايات المتحدة في بلدان اوروبية منها المانيا بعد الحرب العالمية الثانية، ويجب ان تطال الخطة بالاخص مناطق البشتون عند الحدود الباكستانية الافغانية وحزمة مساعدات كبيرة بالتحديد لسكان مناطق الاثنيات التي لا تخضع لاي نظام، حيث تمركز المجموعات الارهابية وتنظيم القاعدة ويشكلان تحديا للعالم الغربي.