تل ابيب: اقرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الخميس باستحالة التوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين هذا العام، داعية الى توثيق التقدم الذي احرز قبل تسليم الملف الى ادارة الرئيس باراك اوباما. وقالت رايس للصحافيين الذين رافقوها في طائرتها التي حطت في تل ابيب المحطة الاولى من جولتها الاقليمية، quot;نأمل ان يكون مؤتمر انابوليس (حول الشرق الاوسط الذي عقد في نهاية 2007 في الولايات المتحدة) ارسى اسس قيام دولة فلسطينية عندما تكون الظروف السياسية سانحةquot;.

واضافت quot;اعتقد انه بغض النظر عما سيحصل حتى نهاية السنة سيكون لنا قاعدة متينة للتوصل الى نتيجةquot;. وتابعت quot;في وقت من الاوقات سيكون من المهم توثيق كل ما تم انجازهquot; منذ اطلاق هذه العملية بايعاز من الرئيس الاميركي المنتهية ولايته جورج بوش. وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان رايس قد تترك للادارة الاميركية المقبلة وثيقة تحدد الخطوط الكبرى للتوصل الى تسوية.

وقالت صحيفة quot;جيروزاليم بوستquot; نقلا عن مصادر دبلوماسية ان هذه الوثيقة quot;ستختصر تقدم المفاوضات وتحدد ما ينبغي انجازه بهدف التوصل الى اتفاقquot;. ولم تحقق المفاوضات اي تقدم وخصوصا بسبب استمرار الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية والانقسامات الفلسطينية وعدم الاستقرار السياسي في اسرائيل.

واكدت رايس انها ستواصل العمل على تسوية النزاع في الشرق الاوسط حتى quot;اليوم الاخيرquot; من توليها حقيبة الخارجية. وقالت ان quot;اسرائيل في خضم فترة انتخابية، الامر الذي يحد من قدرات الحكومة على حل ما يشكل عقدة النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين، لكنني اعتقد انه يمكننا المضي في هذا النهجquot;.

ومن المقرر ان يلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الذي يترأس حكومة انتقالية بعدما استقال في ايلول/سبتمبر على خلفية ضلوعه في قضايا فساد، الرئيس بوش في البيت الابيض خلال الاسابيع المقبلة. وستلتقي رايس في تل ابيب اولمرت ونظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليفني قبل التوجه الجمعة الى رام الله (الضفة الغربية) للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وخلال جولتها وهي التاسعة عشرة في المنطقة في عامين، ستزور رايس ايضا الاردن ومصر حيث تشارك الاحد في اجتماع اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة. وقبيل وصول رايس، اعلنت اسرائيل تأييدها تمديد التهدئة مع الفلسطينيين في قطاع غزة رغم تجدد العنف الذي اسفر عن مقتل سبعة فلسطينيين اضافة الى اطلاق صواريخ على الاراضي الاسرائيلية مساء الثلاثاء والاربعاء.

وقال نائب وزير الدفاع ماتان فيلناي لاذاعة الجيش الاسرائيلي quot;نأمل ان تمدد التهدئة لاننا نؤمن بها ويبدو ان الامور تتجه نحو التهدئةquot;. ودخلت هذه التهدئة حيز التنفيذ في 19 حزيران/يونيو لمدة ستة اشهر، وكانت ثمرة اتفاق بين حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة واسرائيل عبر وساطة مصرية.

وفي غزة، اكد المتحدث باسم حماس فوزي برهوم في بيان ان استمرار التهدئة quot;يحتاج الى التواصل مع فصائل المقاومة التي شاركت في هذا الاتفاق لاعادة النظر في التهدئة من جديدquot;. لكنه نبه الى ان احتمال تمديد التهدئة الى ما بعد 19 كانون الاول/ديسمبر quot;لن يمنع المقاومة من الرد على خروق الاحتلال وجرائمه بحق ابناء شعبناquot;.