إتفاق بتسليم الإدارة الأميركية الجديدة ملفًا كاملاً بشأن التفاوض
مصر: إجتماع الرباعية فرصة لبلورة رؤية لتحريك عملية السلام

نبيل شرف الدين من القاهرة: جاء إرجاء مؤتمر الحوار الداخلي الفلسطيني إلى أجل غير مسمى، ليخلي الطريق أمام اجتماع اللجنة الرباعية الدولية للوساطة الذي بدأ أعماله اليوم الأحد في منتجع شرم الشيخ المصري، وفي هذا السياق قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن اجتماعات اللجنة الرباعية تشكل فرصة جيدة للخروج برؤية موحدة حول كيفية تحريك عملية السلام، خاصة في ظل الوجوه الجديدة التي ستتولى المسؤولية بالإدارة الأميركية، ووجود حكومة إسرائيلية جديدة عقب الانتخابات التشريعة المقبلة في إسرائيل .

وأضاف أبو الغيط قائلاً إن أهمية هذا الاجتماع أنه سيضع النقاط الأساسية التي ستحكم التسوية والمفاوضات، مشيرًا إلى أن البيان الصادر عن الاجتماع سيشرح كيفية التحرك في الفترة التالية .

ومضى أبوالغيط قائلاً إن الاجتماع خلص إلى وجود عناصر محددة تتمثل في ضرورة الحاجة لتأكيد الاستمرار في المفاوضات، على أساس ما تم منذ مؤتمر أنابوليس، كما تم التأكيد على الحاجة لأن تتسلم الإدارة الأميركية الجديدة ملفاً كاملاً حول عملية السلام يجري فيه توضيح رؤية الرباعي الدولي حول أهمية استمرارها .

وتابع أبو الغيط أن إجتماع الرباعي الدولي مع وزراء خارجية كل من مصر والأردن والمغرب والإمارات والبحرين ونائب وزير خارجية سورية، إضافة للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، يأتي من أجل البقاء على الاتصال العربي مع الرباعي الدولي، وطرح آراء العرب، لافتًا إلى أن ذلك الاجتماع يعقد كل عام وكان آخر اجتماع عقد في أيلول (سبتمبر) الماضي بنيويورك .

وأشار الوزير المصري إلى أن هناك موقفًا إسرائيليًا بدأ يتطور من المبادرة العربية، في إشارة إلى حديث الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز عن قبول إسرائيل للمبادرة، موضحًا أنه خلال اجتماع الإتحاد من أجل المتوسط في مرسيليا قالت إسرائيل إنها تقبل التفاوض على أساس المبادرة العربية، وليس كما كان الأمر في السابق تقبل بالتفاوض على عناصر المبادرة .

أجندة الرباعية
ولفت أبو الغيط إلى أن المناقشات عكست اقتناعا بأنها لا يجب أن تتوقف خلال الأسابيع المقبلة إلى أن تحدث انفراجة، خاصة وأن هناك انتخابات إسرائيلية وإدارة أميركية جديدة، كما جرى الاتفاق على صياغة موقف يحظى بإجماع المجتمع الدولي، ويقره مجلس الأمن قبل نهاية هذا العام، وبشكل يؤمن العناصر التي تحدثت عنها، وهي استمرار عملية السلام على الاسس التي تم إقرارها في أنابوليس .

وتابع أبوالغيط قائلاً إنه دار خلال الاجتماع نقاش حول مسألتين الأولى هي : الحاجة للحركة على مسارات عملية السلام لأن عملية السلام ليست فلسطينية ـ إسرائيلية فقط، ولكن لها بعد سوري ولبناني، وقد حضر الاجتماع ممثل عن كل منهما .

أما المسألة الثانية فهي عقد مؤتمر في موسكو بداية العام المقبل، يتزامن مع تولي الإدارة الأميركية جديدة والانتخابات الإسرائيلية بحيث نذهب إلى موسكو لتأمين استمرار التزام المجتمع الدولي بتسوية، فضلاً عن تعزيز قدرات السلطة الفلسطينية في المجالات الامنية والاقتصادية، مشيرا إلى أن توني بلير مبعوث الرباعية الدولية له دوره في المساعدة بإعادة تأهيل الاقتصاد الفلسطيني واعادة تعزيز قدرات السلطة الوطنية .

وعن رفع الحصار عن قطاع غزة ، قال وزير الخارجية المصري إن رفع الحصار عن غزة سيتم من خلال تطور الوضع الفلسطيني ، معربا عن أسفه لعدم وجود إرادة سياسية للفلسطينيين لإنهاء المشكلة .

وقال أبوالغيط quot; إنه ليست لديهم القدرة للجلوس معاً على مائدة واحدةquot; في إشارة إلى اجتماعات الحوار الوطني الفلسطيني بالقاهرة التي أعلنت حماس عدم المشاركة فيها ومن ثم تم تأجيلها، وأكد وزير الخارجية المصري أنه طالما لا توجد وحدة للعمل الوطني الفلسطيني، فإن إسرائيل لن تأخذ الفلسطينيين مأخذ الجد .

من جهتها أعربت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشئون العلاقات الخارجية بينتا فيريرو فالدنر، عن أسفها لما يحدث بين الفصائل الفلسطينية، وأكدت أهمية أن تعطي الإدارة الأميركية الجديدة إهتمامًا أكبر للملف الفلسطيني، وأشارت إلى اهتمام الاتحاد الأوروبي بمواصلة دوره في بناء الثقة بين الفلسطينيين وإسرائيل.