طلال سلامة من روما: يطالب حكام الأقاليم الإيطالية محور النفوذ السياسي بروما بإنعاش آلية تبادل الأفكار المؤسساتية من أجل تفعيل ما وقعوا عليه سوية مع برلسكوني، في 2 أكتوبر(تشرين) الأول الماضي. الى جانب الشؤون الطلابية العالقة تواجه الأقاليم الإيطالية مشاكل تمويلية في قطاع الرعاية الصحية. ما يجعل الجميع يعتقد أن حكومة روما تعالج جميع المسائل العالقة اليوم عن طريق أسلوب من الهرطقة الإدارية الذي ينذر بجر حكام الأقاليم الى الشوارع للتظاهر جنباً الى جنب مع الطلاب المدرسيين والجامعيين. ونجد أن حكومة روما متهمة بالتملص باستمرار من سلة من الاتفاقيات المبرمة مع الأقاليم بشأن التعليم والصحة والفيدرالية الضريبية والمناورة الاقتصادية. وهاهي تتهرب من دعوة المؤسسات والدوائر الإقليمية الى الجلوس معاً حول طاولة حوار موسعة. في سياق متصل، يشير quot;فاسكو إيرانيquot;، رئيس حكام الأقاليم، الى أن تصرفات حكوميي روما تعكس عدم احترام إزاء روح الصراحة المؤسساتية. فأكثر من مرة، حاولت الأقاليم تأسيس منصة تعاون بناءة مع حكومة روما وكل ما استلمته من هذه الأخيرة أكاذيب وافتراءات.

ان ما وقع عليه حكام الأقاليم مع سيلفيو برلسكوني، في الشهر الماضي، كان هدفه فتح طاولات الحوار حول برنامج الرعاية الصحية للسنوات الأربع القادمة، وتوسيع المساكن الشعبية التي تأوي أسر فقيرة وغيرها. ولا يعلم أحد بعد كيف يمكن إنعاش طاولات الحوار هذه ان كان ممثلي حكومة روما غائبين عنها.

مما لا شك فيه أن ثورة الطلاب لها كذلك قواعد مالية. فقطع الأموال عن خزينة الجامعات ينعكس آلياً على تعليم الطلاب. في موازاة ذلك، يطال التقشف الحكومي قطاع الرعاية الصحية مما يعني أن أي مناورة لقطع موازنات مؤسسات الرعاية الصحية ستنعكس كذلك على جيب الأسر الفقيرة التي ستجد نفسها مجبورة على دفع الأدوية مثلاً دون إمكان استرجاع المبلغ المدفوع من هذه المؤسسات.

هكذا، بعد الانتهاء من مواجهة المظاهرات الطلابية، سيجد برلسكوني نفسه عالقاً في مطب آخر، سوداوي اللون، هو مظاهرات الأسر الفقيرة والمحتاجة لا سيما في ضوء أزمة مالية تعجز الأقاليم المفلسة عن حلها.