بكين: دافعت الصين عن نفسها امام لجنة الامم المتحدة لمكافحة التعذيب ضد التهم القائلة إن بكين تمارس التعذيب بحق المعتقلين في سجونها.
وقال رئيس الوفد الصيني لي باودونغ إن السلطات الصينية لا تتساهل اطلاقا مع الذين ينتهكون حقوق الانسان في مراكز الشرطة والسجون في البلاد.
ووصف لي المخاوف التي اثارتها الجماعات الناشطة حول تعرض المعتقلين في السجون الصينية - بمن فيهم رجال الدين البوذيين الذين القي القبض عليهم على خلفية اعمال الشغب التي شهدها اقليم التبت الصيني في الربيع الماضي - بأنها quot;غير صحيحة ولا اساس لها.quot;
وقال لي إن الحكومة الصينية قد اصدرت قوانين لمنع هذه الممارسات ومعاقبة مرتكبيها.
وقال للجنة المستقلة المكونة من عشرة اعضاء، والمكلفة بمراقبة التزام الدول المختلفة على ميثاق الامم المتحدة لمنع التعذيب، إن بكين quot;لا تتساهل اطلاقا في هذا المجال.quot;
يذكر ان الصين كانت قد وقعت على الميثاق عام 1988.
وكانت اللجنة قد حثت الوفد الصيني يوم الجمعة الماضي على الكشف عن المزيد من التفاصيل المتعلقة بالمعتقلين في سجونها، وعن الادعاءات القائلة إن السلطات الصينية تسيئ معاملة ناشطي حقوق الانسان واتباع مذهب فالون غونغ ومدمني المخدرات ومنتقدي الحكومة.
وعبرت العضو الاميركي في اللجنة فيليس جرير عن قلقها من وجود ما وصفته بـ quot;الفراغ المعلوماتي الكبيرquot; في الصين حيث تصنف الوثائق المتعلقة بالدعاوى الجنائية على انها من اسرار الدولة.
وكانت الجماعات التبتية تأمل في ان يحول اجتماع اللجنة انظار العالم ثانية الى الاقليم الصيني النائي.
الا ان الوفد الصيني دافع بقوة يوم الاثنين عن تصرف قوات الامن الصينية اثناء محاولتها اعادة النظام الى التبت وقمع الشغب الذي انفجر هناك هذا العام.
وقال لي إن السلطات قد اطلقت سراح اكثر من 1200 من الذين اعتقلوا آنذاك بعد ان quot;اعادوا الاعتبار لانفسهمquot;. واضاف ان 69 شخصا قد اودعوا السجن بتهم السرقة والخيانة والشغب ومحاولة تدمير الممتلكات العامة والخاصة وتسريب المعلومات الى جهات اجنبية وغيرها من الجرائم، بينما ما زال 8 متهمين يخضعون للتحقيق.
وكان مركز التبت لحقوق الانسان والديمقراطية - المعارض لبكين - قد قال في مداخلة تحريرية قدمها للجنة إن 120 تبتيا اعزل على الاقل قتلوا اثناء اعمال الشغب التي شهدها الاقليم الصيني في مارس/آذار الماضي.
ومن جانبها، قالت الادارة التبتية المركزية (وهي حكومة المنفى التي يترأسها الزعيم البوذي الدلاي لاما) إن السلطات الصينية قامت بحملات quot;تثقيف وطنيquot; تعسفية داخل الاديرة البوذية اثناء قمعها للشغب في التبت في الفترة التي عزل فيها الاقليم عن العالم الخارجي.