واشنطن وكالات: إعتبر خبراء أن باراك أوباما الذي أعلن خلال حملته الإنتخابية عزمه على بدء حوار مع النظام الإيراني، قد يقع في فخ إذا رد على رسالة التهنئة التي وجهها إليه الرئيس محمود أحمدي نجاد بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الاميركية. ويرى الخبراء انه في حال رد اوباما على الرسالة، فسوف يضر ذلك بشعبيته في بلاده ويحسن في المقابل صورة احمدي نجاد في ايران، كما ان ذلك قد يجعله يحيد عن الشخصية المحورية التي تمسك فعليا بزمام السلطة في النظام الايراني، المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي.

وقال اوباما في اول مؤتمر صحافي عقده بعد انتخابه انه quot;سيرد بالشكل المناسبquot; على رسالة التهنئة التي وجهها اليه احمدي نجاد غداة فوزه ودعاه فيها الى تغيير جذري في السياسة الاميركية. ورأى غاري سامور خبير الشؤون الايرانية في مجلس العلاقات الخارجية ان quot;على ادارة اوباما ان تتجاهل قدر الامكان احمدي نجاد لانه ليس محاورا مفيدا ويبدو ان نجمه السياسي في أفولquot;. وتابع quot;اعتقد انه من المنطقي اكثر بدء الحوار مع المرشد الاعلى الذي يسيطر فعليا على الملف النووي والملفات المهمة الاخرى في السياسة الخارجيةquot;.

وتعتبر الولايات المتحدة ايران مسؤولة عن عدد من المشكلات الخطيرة التي تواجهها في الشرق الاوسط، ليس فقط بسبب نشاطاتها النووية المثيرة للجدل، بل ايضا بسبب دعمها للحركات المناهضة للولايات المتحدة في العراق ولبنان والاراضي الفلسطينية وافغانستان.

وكان اوباما اعلن في بدء الحملة استعداده للتحاور بدون شروط مسبقة مع النظام الايراني، غير انه عاد بعد ذلك وشدد لهجته معلنا ان على ايران quot;التوقفquot; عن دعم منظمات ارهابية وان انتاج طهران اسلحة نووية امر quot;غير مقبولquot;.

ويشير الخبراء الى ان ادارة الرئيس الحالي جورج بوش مهدت الطريق لاوباما اذ ارسلت المسؤول الثالث في وزارة الخارجية وليام بيرنز للمشاركة في اجتماع حول ايران عقد في تموز/يوليو في جنيف، متخلية في الواقع عن شرطها المسبق بتجميد ايران انشطة تخصيب اليورانيوم.

كما تدرس ادارة بوش امكانية فتح قسم لرعاية مصالحها في طهران، ما سيشكل اول بعثة دبلوماسية اميركية في ايران منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين اثر عملية احتجاز الدبلوماسيين الاميركيين رهائن في العاصمة الايرانية عام 1979. وقالت سوزان مالوني من معهد بروكينغز ان الادارةالمنتهية ولايتها quot;تعمل على وضع قاعدة جيدة لاوباماquot;.

غير ان هذه الخبيرة السابقة في الشأن الايراني في وزارة الخارجية اعتبرت ان الرئيس المنتخب سيجازف بمكانته لدى الرأي العام الاميركي ان رد على رسالة احمدي نجاد المعروف في الولايات المتحدة بتهديداته بquot;ازالة اسرائيل عن الخارطةquot; وانكاره لواقع محرقة اليهود وحجمها والاشتباه بدعمه الارهاب.

وتابعت ان في وسع اوباما توجيه quot;اشارة ايجابيةquot; لايران بعد توليه السلطة في 20 كانون الثاني/يناير، مقترحة على سبيل المثال تعيين دبلوماسي رفيع المستوى يكلف الملف الايراني حصرا. واعتبر تريتا بارسي مدير المجلس الوطني الايراني الاميركي، مجموعة الضغط الايرانية الرئيسية، ان رسالة احمدي نجاد quot;تطرح ما يشبه مشكلة سياسيةquot; على اوباما. واوضح quot;انها وسيلة اتبعها احمدي نجاد ليفرض نفسه على اوباما ويقول له: لا يمكنك الالتفاف علي، في وقت يفكر اوباما على الارجح في كيفية القيام بذلكquot;.

إمكانية اجراء إتصالات مع إيران

بدوره قال خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي اليوم الجمعة انه من الممكن ان تجرى قريبا اتصالات جديدة مع ايران في مسعى لحسم الخلاف حول برنامجها النووي. وقال لرويترز قبل قمة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا في نيس quot;قد تحدث فيما بعد بعض الاتصالات مثل تلك الاتصالات التي أجريناها في الصيف بين نائبي ونائبه (نائب سعيد جليلي المفاوض الايراني) لاستئناف الاتصالات قريبا.quot;

وقاد سولانا مفاوضات غير مثمرة حتى الآن مع ايران باسم القوى الكبرى. وصرح بأن مثل هذا الاجتماع سيمهد الطريق حينها امام مزيد من المناقشات بينه وبين جليلي quot;اذا وفر ذلك تفسيرات كافيةquot;.

وأدلى سولانا بتصريحاته يوم الجمعة بعد ان اجتمعت الدول الخمس دائمة العضوية وهي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين مع المانيا في فرنسا يوم الخميس لمناقشة البرنامج النووي الايراني المثير للجدل. ولم تظهر اي مؤشرات على حدوث أي انفراجة وصدر بعد الاجتماع بيان مقتضب من الخارجية الفرنسية لم يشر الى اي مبادرات او خطوات جديدة في الافق.وقال سولانا quot;لم يتخذ اي قرار محدد.quot;