دمشق: قال مندوبون في مؤتمر أمني ان الولايات المتحدة وقفت وحيدة في اتهام سوريا التي تستضيف المؤتمر بايواء متشددين يهاجمون العراق في حين تبنت الدول الاخرى لهجة اكثر تصالحية. واضافوا انه لم تنضم اي دولة اخرى من المشاركين في مؤتمر امن العراق الى واشنطن في انتقادها الصريح وذلك بعد اسابيع من غارة أميركية على سوريا استهدفت اشخاصا يشتبه بانهم متشددون لهم صلة بالقاعدة.
وقالت مورا كونيلي القائمة بالاعمال الأميركية وهي ارفع دبلوماسي أميركي في سوريا في جلسة مغلقة من اجتماع انه يتعين على دمشق أن تكف عن السماح لما وصفتها بالشبكات الارهابية باستخدام أراضيها كقاعدة ضد العراق. واشادت بريطانيا حليفة واشنطن الرئيسية في العالم الغربي بسوريا في الاونة الاخيرة لمنعها مقاتلين اجانب من التسلل الى العراق وزار ديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني دمشق الاسبوع الماضي سعيا الى انفراج مع سوريا.
وقال احد المندوبين ان quot;خطاب الدبلوماسية الأميركية كان حادا وموجزا. وكانت الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في المؤتمر التي انتقدت سوريا صراحة.quot; وتحضر دول غربية وروسيا وايران والعراق ومعظم جيران العراق الاخرين الاجتماع في العاصمة السورية بهدف وضع اجراءات امنية للمساعدة في انهاء العنف في العراق والهجمات على القوات الأميركية والعراقية.
ولكن السعودية التي لها خلافات رئيسية مع سوريا فيما يتعلق بلبنان وايران لم تشارك في المؤتمر. وضغطت الولايات المتحدة لعقد المؤتمر في 2006 لتشرك الدول العربية بصورة أكبر في الشأن العراقي. ووافقت سوريا التي عارضت الغزو الأميركي للعراق عام 2003 على استضافته بشكل منتظم في اطار سياسة جديدة لنزع فتيل التوتر مع بغداد.
وهددت سوريا بالغاء المؤتمر بعد غارة أميركية على سوريا من داخل الاراضي العراقية في 26 اكتوبر تشرين الاول والتي قالت دمشق انها أسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين. وقررت سوريا عقد المؤتمر بعد أن ادانة الحكومة العراقية للغارة وعدولها عن موقف سابق. ونقل المندوبون عن نائب وزير الخارجية السوري أحمد عرنوس قوله ان سوريا كانت ضحية للارهاب وأنها لا تسمح بالاعتداء على أي شخص يعيش على أراضيها.
وقال مندوب مشارك اخر quot;اختار عرنوس ألا يرد مباشرة على القائمة بالاعمال الأميركية لكنه أكد على أن استقرار العراق أمر يصب في صالح سوريا.quot;
وكان المسؤول السوري يشير الى هجوم بسيارة مفخخة في سبتمبر ايلول استهدف مجمع مخابرات عسكريا في دمشق واسفر عن مقتل ما لا يقل عن 17 شخصا. والقت دمشق باللوم في ذلك الهجوم على جماعة فتح الاسلام المتشددة التي قالت انها تنشط في لبنان.
وعرض التلفزيون الرسمي اعترافات اعضاء مزعومين في حركة فتح الاسلام والذين قالوا ان السيارة جاءت من العراق. وقال وزير الداخلية السوري بسام عبد المجيد الذي شارك لفترة وجيزة في المؤتمر ان بلاده لديها ما يكفي من القوات على الحدود مع العراق لوقف ما سماه بالتسلل في الاتجاهين نافيا تقارير اعلامية بأن الحراس السوريين انسحبوا بعيدا عن الحدود بعد الغارة الأميركية.
وقال مندوبون ان ممثلي الصين وروسيا ادانا الولايات المتحدة لاستخدامها العراق quot;قاعدة للعدوان.quot; وقال بيان مشترك اصدره العراق وجيرانه بعد الاجتماع انهم يعارضون اي عمل هجومي ينطلق من العراق ضد جيرانه او العكس. وقال مسؤول أميركي في واشنطن ان غارة سبتمبر ايلول اسفرت عن مقتل quot;أبوغاديةquot; الذي عرفه بأنه مهرب مقاتلين الى تنظيم القاعدة في العراق.
وتسبب الهجوم كذلك في تضرر العلاقات بين دمشق وواشنطن والتي تراجعت بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على سوريا في 2004 بسبب ما يعود اساسا الى دعمها لحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) وحركة (حزب الله) اللبنانية الشيعية. واستدعت واشنطن سفيرها لدى سوريا في العام التالي عندما اغتيل رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري المدعوم من الغرب في بيروت.
التعليقات