لندن: تصدرت العناوين الرئيسية للصحف البريطانية أنباء خطط الضرائب الجديدة التي ستعلنها حكومة جوردون براون في محاولة لفنقاذ الاقتصاد البريطاني من الركود. كما استمر اهتمام الصحف بمحاولة الكشف عن ملابسات الغارة الأميركية على منطقة شمال وزيرستان بباكستان والتي أسفرت عن مقتل رؤوف رشيد المسلح البريطاني السبت الماضي. فصحيفة الإندبندنت ذكرت ان اجتماعا سريا عقد على متن حاملة الطائرات الأميركية إبراهام لينكولن بين الجنرال ديفيد بترايوس قائد القيادة المركزية الأميركية وقائد الجيش الباكستاني الجنرال إشفاش كياني تم خلاله وضع أسس العمليات العسكرية التي أدت إحداها لمقتل رشيد.

وأوضح التقرير الذي أعده أندرو بونكومبي وكيم سينجوبتا أن الجنرال كياني تعهد في هذا الاجتماع الذي عقد في أغسطس/آب الماضي بتقديم المعلومات عن أهم الأشخاص المطلوبين ومنهم رشيد الذي كان يشتبه في صلته بمؤامرة تفجير طائرات عبر الأطلسي باستخدام مواد متفجرة سائلة. وأكدت الصحيفة أن المعلومات الاستخباراتية التي أدت إلى تحديد مكان رشيد ومطلوب آخر هو أبو زبير المصري قدمتها السلطات الباكستانية تنفيذا للاتفاق بين بترايوس وكياني.

وأضاف التقرير أن الجنرال كياني نقل بمروحية غى الحاملة في بحر العرب وأن المناقشات كانت حامية تم خلالها إطلاع القائد الذي خلف برويز مشرف على مدى الاستياء الأميركي من الدعم الذي تقول واشنطن إن حركة طالبان تحصل عليه من عناصر في الجيش والاستخبارات الباكستانية. ونقلت الإندبدندت عن مصادر امنية بريطانية أن الغارة كانت عملا أميركيا منفردا دون أي مشاركة بريطانية، وأشارت الصحيفة أيضا إلى تأكيدات المصادر الباكستانية بأن الغارة أسفرت عن مقتل رشيد والمصري ولكن ستجرى اختبارات الحامض النووي للتأكيد من هوية الذين قتلوا في الغارة.

أما التايمز فاكدت أن يبدو أن الاستخبارات البريطانية لم تبلغ مسبقا بالعملية التي ستهدفت رشيد الذي يوصف أحيانا بانه الإرهابي المطلوب رقم واحد في بريطانيا. وأشارت التايمز إلى أن تأكيد مقتل رشيد سيستغرق أياما ومع ذلك فهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها القوات الأميركية مطلوبا بريطانيا في منطقة شمال وزير ستان. وقالت الصحيفة إن مقتل رشيد والمصري يعتبر ضربة قوية لتنظيم القاعدة في منطقة القبائل الباكستانية.

العدالة في العراق

وإلى الشأن العراقي مع صحيفة الجارديان التي نشرت تقريرا عن النظام القضائي في العراق وسمتقبله في ضوء التحركات الجارية لإقرار اتفاق أمني سيؤدي لبدء سحب الوحدات الأميركية المقاتلة من معظم المدن والقرى في منتصف العام المقبل. التقرير الذي أعده مراسل الصحيفة في بغداد مارتن كولوف يبدأ برصد واقعة يقول إنها لشابة عراقية تدعى نور الهدى المالكي قتل والدها برصاص مسلحين هددواه بالسجن والضرب إذا أبلغت عنهم.

ولكن الأمر انتهى بنور الهدى عندما لجأت إلى الشرطة إلى دخول السجن ثمانية شهور ببينما عوقبت والدتها بالسجن المؤيبد بتهمة البتآمر لقتل الوالد للحصول على الميراث. وقالت نور الهدى إنها وقعت مكرهة على اعتراف بذلك وعندما وقفت أمام قاضي التحقيق كانت خائفة جدا ولم تتراجع عن الاعتراف متأثرة بتهديدات تعرضت لها وتعذيب شقيقها امامها على حد قولها.

التقرير يقول إن نور الهدى واحدة من عشرات الآلاف من العراقيين الذي يرون العدالة وهما يروج له احتلال سيرحل قريبا. وقال مراسل الجريدة إن مثل هذه الممارسات قد يتكون مرتبطة بانضمام عدد من المسلحين الذين كانوا يقاتلون في صفوف القاعدة وتحولوا إلى القتال إلى جانب القوات الأميركية في إطار ما يسمى بمجالس الصحوة او أبناء العراق.

وأثار التقرير تساؤلا حول إجراء التدقيق الكاف للأنشطة السابقة لـquot;أبناء العراقquot; وما إذا كان بعضهم يستحق بالفعل دخول السجن بدلا من الحصول على مكافآت ثم دمجهم في القوات الأمنية. ويرى المراسل أنه لو أضيف ذلك إلى التهديدات التي يتعرض لها القضاء فذلك يعني أن العدالة لن تخدم أبدا في الدول الناشئة.

ونقل التقرير عن قاض عراقي في المحكمة العليا رفض الكشف عن اسمه إن القضاة يترعضون لتهديدات خطيرة، وقال القاضي لمراسل الجارديان إن منزله تعرض لهجوم وإنه يحتفظ معه بمسدس محشو بالرصاص في غرفة المداولة. وأوضح التقرير انه في يونيو/ حزيران الماضي تعرض ستة من كبار القضاة لهجوم بعبوة ناسفة زرعت في طريق سيارتهم مام أدى إلى مصرع أحدهم وجرح ثلاثة.

هذا القاضي يقول إنهم يعملون في ظروف غير آمية ويعاون من ضغوط نفسية وحالات اكتئاب تدفعهم لاستشارة أطباء نفسيين. قاض آخر قال لمراسل الجاريدان إنه من المتفرض أن يكون النظام القضائي مستقلا ولكن الحقيقة غير ذلك في العراق.

وأضاف أن عددا كبيرا من العاملين في حقل القضاء خائفون من التهديدات ويخضعون لتأثير جماعات مختلفة بأساليب متنوعة. وأضاف أن القاضي لايستطيع استخدام كفاءته ومهاراته لإنه قد يدفع حياته ثمنا لذلك. ويرى التقرير أن معظم العراقيين يائسون من تحقيق الأمن والنظام ومنهم نور الهدى التي قالت إنها لو عادت لحيها او إلى المحكمة او الشرطة فستتعرض للقتل.

مقامرة

ونختتم جولتنا مع تعليقات الصحف البريطانية على الخطة الجديدة التي سيعلنها اليوم أليستر دارلينج وزير المالحية البريطانية بزيادة الضرائب على ذوي الدخل المرتفع من 40 إلى 45 %. فصحيفتا الإندبندنت والديلي تلجراف وصفت الخطة بأنها مقامرة من رئيس الوزراء جوردون براون لمحاولة تفادي الكساد.

الإندبندنت رأت أن هذه الخطة ستمثل قطيعة حاسمة من براون مع سياسات سلفه توني بلير ووصفت الخطة باناه ميزانية مصغرة ستؤدي بالحكومة إلى اقتراض نحو 200 مليار جنيه استرليني على مدى العامين المقبلين في محاولة يائسة لإنقاذ الوضع الاقتصادي المتدهور. وأضافت الصحيفة أن أول اختبار لنتائج قرار آخر بتخفيض ضريبة القيمة المضافة سيكون معدل إنفاق المستهلكين في فترة إجازة عيد الميلاد ورأس السنة.

أما التايمز فتقول إنها أكثر الخطط الاقتصادية أهمية منذ وصول العمال إلى السلطة بقيادة توني بلير عام 1997 وأوضحت أنه كي ترد الحكومة ما ستقترضه ستلجأ إلى زيادات في الضرائب وترشيد في الإنفاق كي تطمئن الأسواق بأن الاقتراض الحكومي سيتراجع بشكل حاد خلال السنوات الثلاث القادمة. واوضحت التايمز أن جوردون براون قاو خلال عشر سنوات قضاها وزيرا للمالية كل إغراءات زيادة الضرائب وأصبح عليه حاليا إن يثبت هو ودارلينج إن معدل الاقتراض الحكومي سيتراجع.

وقالت التايمز إن الزيادات الضريبية ستسري بعد الانتخابات العامة القادمة وستطال نحو 300 ألف شخص يكسبون أكثر من 150 ألف جنيه إسترلني سنويا وستؤدي إلى تحصيل نحو 1.2 مليار جنيه إسترليني إضافية.