واشنطن: روبرت غيتس (65 عاما) الذي اعلن الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما الاثنين ابقاءه في منصبه وزيرا للدفاع، هو رجل متمرس في العمل الحكومي ومدير سابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، وقد اشرف على تنفيذ استراتيجية عسكرية في العراق اثبتت فاعليتها.

ومنذ وصوله الى الحكم في نهاية 2006، اثار روبرت غيتس اعجاب الكونغرس بصراحته عندما اقر خلال جلسة استماع اليه بان الولايات المتحدة ليست في طور ربح الحرب في العراق.

ومعروف عن غيتس براغماتيته وانفتاحه. وقد خلف دونالد رامفسلد الذي اثار جدلا كثيرا خلال فترة توليه المسؤولية.

عمل غيتس على وضع استراتيجية جديدة اقرها الرئيس الاميركي جورج بوش في العراق عبر ارسال ثلاثين الف جندي اضافي في بداية 2007. وهي استراتيجية ساهمت في تحسين الوضع الامني.

وبعد سنتين من وصوله الى البنتاغون، وبعد سنوات طويلة من العمل خصص الجزء الاكبر منها لمواجهة الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة، سيكون غيتس مسؤولا خلال المرحلة المقبلة عن الاشراف على quot;انهاء الحرب في العراقquot; كما قال اوباما اليوم، وعن تحويل الاولوية الى افغانستان التي اعلنها الرئيس الجديد quot;جبهة حرب ضد الارهابquot;.

ويشاطر غيتس اوباما رأيه في ضرورة ارسال تعزيزات كبيرة الى افغانستان واقفال معتقل غوانتانامو في كوبا، الا انهما لا يتفقان تماما على وتيرة سحب القوات الاميركية من العراق.

فوزير الدفاع يلتزم الحذر في هذا الموضوع، وقد اعلن مرارا معارضته لجدول زمني محدد وغير قابل للتعديل للانسحاب من العراق، بينما اعلن اوباما تأييده لانسحاب من العراق خلال 16 شهرا.

الا ان الخبراء يرون ان روبرت غيتس قد يبقى في ادارة اوباما سنة واحدة فحسب، وهو الوقت اللازم لانهاء العملية الانتقالية.

ورغم اعلان غيتس انه مستعجل للتقاعد في منزله في ولاية واشنطن (شمال غرب)، الا ان بقاءه في منصبه يحظى بتوافق واسع داخل الطبقة السياسية.

واستحق غيتس الكثير من الاطراء خلال عمله في وزارة الدفاع بعد تبنيه قضية وزارة الخارجية ومطالبته بموازنة اكبر للدبلوماسية الاميركية.

وحرص غيتس باستمرار على ان يتحمل كل شخص مسؤوليته داخل البنتاغون. ولم يتردد عام 2008 في طرد قادة سلاح الجو اثر سلسلة اخطاء في ادارة الاجهزة الخاصة بالسلاح النووي.

ولد روبرت غيتس في 25 ايلول/سبتمبر 1943، ولديه ولدان راشدان. يحمل شهادة دكتوراه في التاريخ السوفياتي. وقد تدرج في السي اي ايه وتولى ادراتها من تشرين الثاني/نوفمبر 1991 الى كانون الثاني/يناير 1993 خلال رئاسة الجمهوري جورج بوش الاب والد الرئيس الحالي.

وكان انضم الى السي اي ايه في 1966 كمحلل. وامضى 27 عاما تقريبا في مجال الاستخبارات. وكان كذلك عضوا في مجلس الامن القومي.

الا ان هناك ظلالا تحيط ببعض مراحل حياته المهنية.

في 1991، وخلال جلسات الاستماع في الكونغرس من اجل تثبيت تعيينه، طرحت على غيتس، اسئلة كثيرة تتعلق بدوره ودور وكالة الاستخبارات الاميركية المركزية في فضيحة صفقات الاسلحة السرية الى ايران بهدف تمويل ميليشيات quot;كونتراquot; المعارضة لرئيس نيكارغوا دانيال اورتيغا.

كما ان منتقدي غيتس يتهمونه بانه قدم معلومات استخباراتية مغلوطة في 1980 من اجل تشجيع سياسة رونالد ريغان المناهضة للسوفيات، ما ساهم في تسييس الاستخبارات الاميركية.

قبل تعيينه على راس وزارة الدفاع، كان غيتس لمدة اربع سنوات رئيسا لجامعة quot;اي اند امquot; في تكساس (جنوب). في 2006، كان عضوا في مجموعة دراسة مؤلفة من الحزبين الجمهوري والديموقراطي حول الحرب في العراق برئاسة وزير الخارجية السابق جيمس بيكر وضعت توصيات رفعت الى الحكومة الاميركية حول ضرورة تغيير الاستراتيجية المعمول بها في العراق.