الجيش الأميركي يفكر في طريقة للقتال دون ارتكاب جرائم حرب
تفاصيل مخطط البنتاغون لتصميم روبوتات تحارب بـ quot;الأخلاقquot; !

أشرف أبوجلالة من القاهرة: أزاحت تقارير صحافية بريطانية النقاب عن تفاصيل واحد من أخطر وأحدث المخططات العسكرية الذي يسعي الجيش الأميركي لتطبيقه خلال المرحلة المقبلة، وقالت صحيفة التلغراف البريطانية أن مسؤولو وكبار قادة المؤسسة العسكرية الأميركية يخططون لتصميم جنود على شكل روبوتات، لا تكون قادرة على اقتراف جرائم الحرب مثل تلك التي يقدم على فعلها نظرائهم البشريين. وكشفت الصحيفة في ذات الوقت عن أن الأسطول والجيش الأميركيين قاما كليهما بالاستعانة بخبراء في الأخلاق لتصميم هذه الجنود الآلية كي لا يقوموا بتصنيع معدات تقوم بالقتل المنهي عنه أخلاقيا ً دون تمييز.

وأشارت الصحيفة إلي أنه وقبل عام 2010، ستكون الولايات المتحدة قد قامت باستثمار 4 مليار دولار في برنامج بحثي عن quot; الأنظمة الحكم الذاتي quot; اللغة الاصطلاحية العسكرية للروبوتات، على أساس أنهم لن يستسلموا بسبب الخوف أو رغبة ً في الانتقام الذي يصيب الجنود على خط المواجهة. هذا وقد استعان أسطول البحرية الأميركي بخبير بريطاني متخصص في الروبوتات لتقديم المشورة لهم في بناء الروبوتات التي لا تمثل خرقا ً لمعاهدة جينيف. وقالت الصحيفة أن كولين ألين، أستاذ الفيلسوف العلمي بجامعة انديانا نشر مؤخرا ً كتاب يلخص رؤاه تحت عنوان quot;الآلات الأخلاقية: تعليم الروبوتات الصح والخطأ quot;.

وفي حديثه مع الصحيفة، قال ألين :quot; السؤال الذي يبحثون عن إجابة له هو إذا ما كان بمقدورنا تصميم أسلحة ذاتية التي من شأنها أن تتفق مع قوانين الحرب. وهل بامكاننا استخدام النظرية الأخلاقية للمساعدة في تصميم تلك الآلات ؟ quot;. وأوضحت الصحيفة أن كبار قادة البنتاغون قلقون بشأن الدراسات الخاصة بضغوط القتال في العراق التي أظهرت وجود نسب عالية من القوات الأمامية التي تدعم التعذيب والانتقام من قوات العدو.

وكتب رونالد أركين، عالم الكومبيوتر بجامعة جورجيا التقنية، الذي يعمل على تصميم البرمجيات للجيش الأميركي، تقريرا ً يخلص فيه إلى أن الروبوتات التي لا تقوم بأداء أخلاقي تام في ساحات القتال، يمكنها أن تظهر أداء أخلاقي أفضل من الجنود البشريين. وأضاف أن الروبوتات لا تحتاج لحماية أنفسها وأنه من الممكن تصميمها بدون مشاعر التي قد تغير حكمها على الأمور أو تؤدي إلي نشوب حالة من الغضب والإحباط مع الأحداث الجارية في ساحة المعركة.

وقالت الصحيفة أن الطائرات التي تعمل بدون طيار تستخدم بالفعل في العراق وأفغانستان لشن ضربات جوية ضد معاقل الميليشيات المسلحة كما يتم استخدام المركبات الروبوتية quot;الآليةquot; لتعطيل القنابل التي يتم زرعها على جوانب الطرق وغيرها من الأجهزة المتفجرة المرتجلة. لكن هذا الجيل من الروبوتات يتم تشغيله عن بعد بواسطة الإنسان. ويعمل الباحثون الآن على تصميم ما أطلقوا علىه quot;جنود المشاة الآليين quot; التي تكون قادرة على تحديد الأهداف والأسلحة والتمييز ما بين معدات العدو مثل الدبابات أو الرجال المسلحين وكذلك الأهداف السهلة مثل سيارات الإسعاف أو المدنيين.

وكشفت الصحيفة عن أن النظام البرمجي الخاص بالروبوتات الجديدة سوف يتم إضافته بالتماشي مع قواعد الاشتباك التي تتفق مع اتفاقيات جنيف، لإخبار الروبوت بالتوقيت الذي يمكنه فيه إطلاق النار. هذا وقد وافق دكتور ألين على هذا القرار لمواجهة المشكلات الأخلاقية في مرحلة مبكرة، وقال :quot; لقد حان وقت أن نبدأ بالتفكير في الموضوعات المتعلقة بالطريقة التي يمكننا من خلالها تطبيق النظرية الأخلاقية وتصميمها في النظام البرمجي الذي يضمن تصرف الروبوتات على نحو صحيح بدلا من الانتظار بعد فوات الآوان. بالفعل نحن نمتلك حواسيب هناك تتخذ القرارات التي تؤثر على حياة الأشخاص لكنها تقوم بذلك بطريقة أخلاقية عمياء quot;.

وواصل دكتور ألين حديثه بالتأكيد على أن الجيش الأميركي يريد امتلاك روبوتات ذاتية الحكم تماما ً لأنهم يستخدمون الآن قوي عاملة عالية التدريب لتشغيلهم. وقال:quot; تدار الروبوتات باهظة الثمن بواسطة العنصر البشري لكن مسؤولو الجيش لا يمكنهم تحمل خسارة هذه الروبوتات quot;. في المقابل، أبدي البعض مخاوفه من أن تصميم روبوتات تتفادي ارتكاب الأخطاء، سوف يكون أمراً مستحيلا ً. كما وجه نويل شاركي، عالم الكمبيوتر بجامعة شيفيلد البريطانية، انتقاداته لهذا المشروع الأميركي. وقال :quot; لقد أرسلت تلك الفكرة رجفة باردة في عمودي الفقري. لقد سبق لي وأن عملت في مجال الاستخبارات الاصطناعية على مدار عشرات السنين، وفكرة تصنيع روبوت يتخذ القرارات دون الرجوع للانسان، فكرة مرعبة quot;.