روما: اشاد الرئيس الاميركي جورج بوش الخميس بالعلاقات بين اوروبا والولايات المتحدة التي تشهد quot;ديناميةquot; غير مسبوقة والتي سيورثها لخليفته في البيت الابيض، وذلك خلال زيارته لايطاليا في اطار جولته الاوروبية. وقال بوش في خطاب سيلقيه الجمعة في باريس ونشرت مقاطع منه الخميس quot;عندما يحين وقت استقبال رئيس اميركي جديد في كانون الثاني/يناير، ساكون مسرورا بان اظهر له ان العلاقات بين الولايات المتحدة واوروبا تشهد دينامية غير مسبوقةquot;، وذلك رغم الخلافات بين الجانبين حول التبدل المناخي والحرب على الارهاب.

ووزعت مقتطفات من هذا الخطاب الذي سيلقيه الرئيس الاميركي في الذكرى الستين لخطة مارشال قبيل محادثات بدأها مع quot;صديقهquot; سيلفيو برلوسكوني ويطغى عليها ملفا ايران وافغانستان، حيث تأمل واشنطن التزاما اكبر من جانب ايطاليا. وسيعرض برلوسكوني العائد قبل شهر الى الحكم، على الرئيس الاميركي قواعد اشتباك اكثر مرونة للكتيبة الايطالية المنتشرة في افغانستان ونهجا متصلبا مع ايران، في ما يشكل قطيعة واضحة مع السياسة التي تبناها سلفه اليساري رومانو برودي.

واستهل بوش مشاوراته السياسية ظهرا بلقاء نظيره الايطالي جورجيو نابوليتانو قبل اجتماعه ببرلوسكوني. ومن المقرر ان يعقد الرجلان مؤتمرا صحافيا مشتركا قرابة الساعة 19:30 (17:30 ت غ). وكتبت صحيفة quot;ايل سولي-24 اوريquot; الاقتصادية الخميس quot;من كابول الى طهران، تعيد ايطاليا تموضعها كحليف رئيسي لواشنطنquot;.

واضافت الصحيفة quot;سواء دخل باراك اوباما او جون ماكين البيت الابيض، تريد ايطاليا ترتيب امورها لتقيم مع الرئيس الجديد تلك العلاقة الخاصة التي اقامهاquot; برلوسكوني مع بوش quot;بين 2001 و2006quot;. ويأمل برلوسكوني العائد الى الحكم قبل شهر والذي سبق ان دعم اجتياح العراق الذي قادته الولايات المتحدة في اذار/مارس 2003، ان يحظى بدعم واشنطن للانضمام الى القوى الست الكبرى المكلفة التفاوض مع ايران حول ملفها النووي.

وتضم هذه المجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والولايات المتحدة) اضافة الى المانيا.
لكن مستشار بوش للامن القومي ستيفان هادلي قال ان quot;الرئيس لم يتخذ قراره بعدquot;. واضاف quot;اذا انضم (الى المجموعة) بلد اضافي فان اي بلد اخر سيطلب الدخول. وستطرح بعد ذلك قضية شكل هذه الهيئةquot;.

وتابع هادلي ان بوش بحث هذه المسألة الاربعاء مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي ترفض انضمام ايطاليا الى المجموعة، لافتا الى ان الرئيس يستمع عموما الى quot;حججquot; كل الاطراف. وفي حين كان رومانو برودي يدعو الى محاورة طهران، اعلن سيلفيو برلوسكوني موقفا متصلبا رافضا لقاء الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد خلال زيارته لروما الاسبوع الفائت للمشاركة في قمة منظمة الاغذية والزراعة (الفاو).

وتعزيزا لطلبها دخول نادي القوى الست الكبرى، تؤكد ايطاليا انها الشريك الاوروبي التجاري الاول لايران. وفي ما يتصل بملف افغانستان، التزمت روما مؤخرا تقليص مهلة الرد على تحرك محتمل لجنودها خارج مناطق عملياتهم من 72 ساعة الى ما بين خمس وست ساعات كحد اقصى. في المقابل، يبدو من غير المرجح ان تزيد ايطاليا عناصر كتيبتها البالغ عددهم حاليا 2500 جندي وينتشرون خصوصا في كابول وفي منطقة هراة (غرب) الهادئة نسبيا. والجمعة، يستقبل البابا بنديكتوس السادس عشر الرئيس الاميركي قبل ان يتوجه الاخير الى باريس.

بوش سيطبق قرار المحكمة العليا حول غوانتانامو

الى ذلك اعلن بوش من روما حيث يقوم بزيارة رسمية اليوم الخميس، انه سيطبق القرار الذي اصدرته المحكمة العليا الاميركية والذي اعطى معتقلي غوانتانامو الحق باللجوء الى القضاء الفدرالي بموجب الدستور، ولو انه غير موافق عليه. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني quot;سنطبق قرار المحكمة. هذا لا يعني انني موافق عليهquot;.

واضاف quot;انا موافق تماما على منتقدي هذا القرارquot;. واعتبرت المحكمة العليا الخميس، بغالبية خمسة اصوات مقابل اربعة، ان قاعدة غوانتانامو تعمل وكانها على الاراضي الاميركية وبالتالي يفترض ان تطبق فيها نصوص الدستور ولو انها تقع على الاراضي الكوبية رسميا.

ومن شأن هذا القرار ان يتيح للمعتقلين اجبار الحكومة على تقديم مجمل العناصر التي تبرر احتجازهم، وهو امر ترفض الادارة الاميركية حتى الآن القيام به متذرعة بالامن القومي. كما يسمح القرار للمعتقلين بمراجعة المحاكم الفدرالية في قضايا تتعلق باحتمال تعرضهم لسوء معاملة وخصوصا من اجل نقض قانونية المحاكم العسكرية.