أبوظبي: يستعد إسعاف شرطة أبوظبي خلال العام المقبل للعمل بنظام الإبلاغ وربط المصاب إلكترونياً، وذلك من بداية نقله من موقع الحادث، وحتى الوصول به إلى المستشفى، بحيث يمكن متابعة حالته من خلال جهاز الربط الإلكتروني.

والجهاز عبارة عن نظام عصري، يتيح عرض حالة المصاب، منذ نقله من موقع الحادث بوساطة سيارة الإسعاف التي ستزود بجهاز يتصل بشبكة الاتصالات مع المستشفى لمراقبة وضع المريض بكل وضوح، مما يمكّنها من الاستعداد بسرعة لإجراء اللازم له ومراعاته صحياً على أفضل وجه.

وأشار مدير إدارة الطوارئ والسلامة العامة التابعة للإدارة العامة للعمليات المركزية في شرطة أبوظبي العقيد عثمان يوسف التمامي إلى أن الحرص على أهمية الدور الإنساني لشرطة أبوظبي دفع إدارة الطوارئ والسلامة وباقي إدارات القيادة العامة لشرطة أبوظبي للعمل على تقديم خدمات متعددة للجمهور في أنحاء إمارة أبوظبي كافة، بل وتعدت الخدمات للمساهمة في أماكن متعددة داخل الدولة وخارجها، كالمساهمة في حالات الكوارث والإنقاذ والإصابات وغيرها.

وأكد التمامي أن الإدارة تتلقى شهرياً ما يفوق 7 آلاف نداء ، كما بلغت النسبة المئوية للوقت بين البلاغ ووصول المسعفين في أقل من 10 دقائق إلى 76 % خلال الفترة من بداية 2008 وحتى نهاية أكتوبر الماضي، وبلغ عدد النداءات التي تلقاها إسعاف أبوظبي خلال الفترة نفسها 17079 وأعداد المصابين 19334 مصاباً.

وأوضح التمامي أن انخفاض نسب الوفاة الناتجة من الحوادث المرورية في إمارة أبوظبي مقارنة بالأعوام من 2001 وحتى نهاية أكتوبر 2008 لتصل من 7,5% إلى 2,80% خلال أكتوبر الماضي، بفضل تطور دور المسعفين في شرطة أبوظبي واستحداث إدارة الطوارئ والسلامة العامة واعتماد خطط تدريبية وتأهيلية لكوادرها، ممّا أهّلها للوصول بالدور الخدمي لعمليات الإسعاف إلى مراحل متقدمة.

وأرجع التطورات الإيجابية المتسارعة التي يشهدها إسعاف شرطة أبوظبي إلى الدعم اللامحدود الذي يقدّمه وزير الداخلية الشيخ سيف بن زايد آل نهيان إلى إدارة الطوارئ والسلامة العامة، ما مكّنها من تحقيق قفزة نوعية انعكست على مستوى الخدمات المقدمة على أعلى المستويات، وجعلها تحقق في الوقت عينه تميزاً وصدارة.

ولفت إلى أن للملاحظات التي يتلقونها تكون موضع اهتمام وتسهم في تحسين الأداء، لافتاً إلى أن عمل الإنقاذ والإسعاف مبني على منهجية علمية تضع في اعتبارها قيمة الإنسان وضرورة المحافظة على سلامته وصون أرواح الناس، خاصة في ظل التطورات المتسارعة في الإمارة، مما يتطلّب معه الوصول بالخدمات المقدمة إلى تحقيق الرضى.

وأكد حرص الإدارة على التعاون مع المؤسسات الدولية صاحبة التخصص في مجالات تنظيم ورش العمل والمشاركة في الفعاليات ذات الصلة، ومنها الاستعداد لتنظيم اجتماع اللجنة الطبية للكوارث والأزمات التابعة للأمم المتحدة، المزمع تنظيمه خلال يناير المقبل في أبوظبي.

وأشار التمامي إلى المتابعة الدقيقة والمستمرة من قبل مدير عام العمليات المركزية اللواء أحمد ناصر الريسي وتوجيهاته بضرورة صقل خبرات الكوادر المواطنة، من خلال دورات تدريبية متخصصة، والابتعاث المستمر لأرقى الجامعات والمعاهد المتخصصة.

من جانبه، قال نائب مدير إدارة الطوارئ والسلامة العامة المقدم محمد عبدالله النعيمي إن الطفرة العمرانية وما صاحبها من ازدياد في عدد السكان والازدحام وارتفاع أعداد مستخدمي الطرق يتطلب عملا متواصلا من أجل تحقيق أعلى درجات السلامة.

وذكر النعيمي أن الإدارة لديها خبراء وأطباء مؤهّلون لكل حالات الإنقاذ والإسعاف والتدخل السريع وكوادر مواطنة مؤهلة في مجال طب الطوارئ تعمل وفق منهج علمي متخصص وفق خطط ومبادرات مدروسة بعناية بحسب الخطط الاستراتيجية الداعية إلى النهوض بمستوى الأداء.

وشهدت سياسة التدريب ازديادا في أعداد المتدرّبين، وهو ما تظهره الإحصائية التي تشير إلى نمو مضطرد في معدلات الدورات والمتدربين، حيث نُظّمت 20 دورة في العام 2001 شارك فيها 261 متدرباً، بينما قفز العدد العام الماضي لـ121 دورة وبمشاركة 3424 متدرباً.

كما حصل أخيراًً قسم التدريب في إدارة الطوارئ على الاعتماد بتدريس شهادات وإصدارها باسم جمعية القلب الأميركية، وهو ما رشّح شرطة أبوظبي لتكون مركزاً عالمياً لإصدار تلك الشهادة، والحصول على رخص عالمية في التعامل مع الحالات الطبية الطارئة المتقدمة والأزمات والكوارث، إضافة إلى اعتماد منهج تدريبي إسعافي من كندا.