أثينا: كان لاسبوع من العنف في اليونان تأثيره السلبي الكبير على الحكومة المحافظة الهشة حيث اظهرت استطلاعات الرأي يوم الاحد ان كثيرين يعتقدون ان السلطات اساءت التعامل مع اسوأ احداث شغب خلال عقود.
واطلق قتل صبي في الخامسة عشرة من عمره على يد الشرطة في السادس من ديسمبر كانون الاول موجة من الاضطرابات من قبل الاف الطلبة والفوضويين في انحاء البلاد يؤججها السخط المتزايد بسبب فضائح سياسية وتأثير الركود العالمي على اقتصاد اليونان.
وبينما هدأ العنف بصفة عامة خلال الايام القليلة الماضية الا ان جماعات صغيرة من الشبان الملثمين يلقون بالقنابل الحارقة ما زالوا يعيثون فسادا في العاصمة ليلا ويخوضون معارك مع شرطة مكافحة الشغب ويحطمون المتاجر.
وتعهد رئيس الوزراء اليوناني كوستاس كرامنليس بضمان الامن ورفض دعوات لاجراء انتخابات مبكرة غير انه اثار انتقادات واسعة بسبب عدم العمل بسرعة وبحزم لمعالجة الاضطرابات.
وأظهر استطلاع للرأي نشر في صحيفة (اثنوس) يوم الاحد ان 83.3 في المئة من اليونانيين غير سعداء برد فعل الحكومة على العنف.
وكانت نسبة السخط عالية - حيث بلغت 65.5 - حتى بين مؤيدي حزب الديمقراطية الجديدة الذي يقوده كرامنليس الذي يتمتع باغلبية مقعد واحد في البرلمان.
واشار استطلاع اخر نشر في صحيفة (كاثيمريني) اليومية الى ان نسبة السخط من الحكومة تبلغ 68 في المئة كما قال 60 في المئة ممن استطلعت اراؤهم ان احداث الشغب هي انتفاضة اجتماعية وليست انفجارا منفصلا من قبل فئة هامشية صغيرة من المحتجين العنيفين.
وتسببت ثمانية ايام من الاشتباكات في اضرار تقدر بمئتي مليون يورو في اثينا وحدها. وكانت المدينة هادئة يوم الاحد غير ان واجهات المتاجر المحطمة كانت شاهدا على اخر احداث الشغب المتفرقة اثناء الليل عندما هاجم مئات من الشبان يرتدون اقنعة الغاز مبنى حكوميا واربعة متاجر وبنكين.
وقالت أنا بافليدو وهي مديرة متجر للهاتف المحمول في وسط اثنيا تعرض للهجوم والنهب مرارا quot;مللت القدوم الى المتجر كل ليلة لتفقد الاضرار. تعتقد انها هدأت ولكنها لا تلبث تبدأ ثانيةquot;.
وقالت quot;على الحكومة ان تنهض بمسؤولياتها وتستقيل. انها لم تتعامل مع الامر على نحو طيب. ولو كانت فعلت لما اصيب لدينا 355 متجرا بأضرار في اثينا. اعني اننا لن نتمكن من فتح المتاجر حتى عيد الميلادquot;.
واضافت quot;على المرء ان يفهم الاسباب الاعمق لذلك - الفقر وارتفاع البطالة - ويحلها بصورة جذريةquot;.
ودعا كرامنليس الذي هزته سلسلة من فضائح الفساد الى الهدوء وتعهد بحماية الناس والاملاك.
وسجن الشرطي المتهم بقتل الصبي الكساندروس جريجوروبولوس الى حين محاكمته مع زميل اخر له فيما احتجز اكثر من 400 شخص.
وفي وسط اثينا حيث لايمر اسبوع في ايام الهدوء دون مظاهرة تقوم شرطة مكافحة الشغب بالتوقف في اركان الشوارع بالليل ولاسيما في منطقة اكسارشيا اليسارية.
ولكن في دولة يعد فيها كثيرون لديهم عدم احترام غريزي للسلطة وما زالت الذكريات حية على ثقل وطأة الشرطة اثناء الحكم العسكري بين عامي 1967 و1974 لم تتخذ الشرطة اجراءات طواريء امنية.
ولم يحاول احد التطرق الى معالجة مظالم المحتجين الاعمق بشأن بطء الاقتصاد وانعدام الكفاءة السياسية.
وقال كوستاس افانتيس رئيس المركز الهيليني للدراسات الاوروبية quot; رد فعل الحكومة على القتل اتسم بالعصبية. كانت في موقف صعب للغاية قبل احداث الشغب وهذا الموقف لايمكن الا ان يجعل الامور اسوأquot;.
التعليقات