اثينا: بعد ثمانية ايام من التظاهرات العنيفة اثر مقتل فتى برصاص الشرطة في اثينا في السادس من كانون الاول/ديسمبر ساد هدوء في العاصمة اليونانية الاحد مع ترقب تجمع كبير الاثنين امام مقر الشرطة.

واجتمع عدد من تلاميذ المدارس وطلبة الجامعات بعد الظهر في المدارس والكليات التي يحتلونها لتقرير تحركاتهم القادمة. وقد اعلنوا من قبل عن تجمع بعيد الظهر في جادة الكساندراس امام مقر الشرطة في اثينا.

وفي بداية المساء توجه اكثر من 200 من سكان حي اكزارخيا الى المكان الذي قتل فيه الفتى اليكسي غريغوروبولوس وهم يحملون باقات الزهور والشموع تكريما لذكراه.

وكان 300 شخص من الفتيان والكبار قد اشعلوا السبت شموعا ووضعوا زهورا واشياء اخرى في ذلك المكان.

وفي سالونيكي طاف مائة من الشبان على دراجاتهم بعد ظهر الاحد في انحاء المدينة ووزعوا منشورات ضد تصرفات الشرطة. وانتهت التظاهرة دون حوادث.

وياتي هذا اليوم الهادىء في اعقاب ليلة شهدت اضطرابات في وسط اثينا وسالونيكي حيث وقعت مصادمات الليلة الماضية بين عدد من الشبان والشرطة.

وبدأت المواجهات في اثينا في ساعة متأخرة مساء السبت عندما القى نحو مئة شاب ملثمين زجاجات حارقة على مركز الشرطة في حي اكزارخيا حيث قتل الفتى الكسيس غريغوروبولوس.

واستخدمت قوات الامن الغاز المسيل للدموع لتفريق الشبان وطاردوهم في الشوارع المجاورة.

واستمرت المواجهات حتى الساعة 2,30 صباحا (00,30 تغ) بين عشرات الشبان وعناصر الشرطة قرب معهد البوليتكنيك الذي احتله متظاهرون منذ مقتل الفتى في السادس من كانون الاول/ديسمبر.

وتكرر هذا المشهد منذ ذلك التاريخ، اذ يضرم الشبان النار في مستوعبات النفايات ويلقون زجاجات حارقة ويقيمون حواجز سرعان ما تفككها الشرطة.

والقى مجهولون زجاجات حارقة كذلك على فرع مصرف يوروبنك اليوناني في حي بانورمو، ما الحق اضرارا في مدخله وفي احدى الات الصرف الالي.

واحرقت سيارتان فخمتان.

كما استهدف مجهولون مساء السبت بزجاجات حارقة فرعين لبنك اليونان الوطني، التابع ليوروبنك، واحد مكاتب وزارة البيئة والاشغال العامة في حي باتيسيون، ما الحق اضرارا مادية.

وافادت الشرطة توقيف 86 شخصا في اثينا السبت.

وفي سالونيكي ثاني مدن اليونان (شمال) كسر نحو مئة شاب زجاج قاعة رياضية قبل اللجوء الى مقار الجامعة.

وانفجرت شحنتان متفجرتان من صنع يدوي ليلة السبت/الاحد امام مقر للحزب الشيوعي اليوناني مما ادى الى اضرار مادية محدودة.

وقبل وقوع الصدامات، نفذ التلاميذ تجمعا سلميا على ضوء الشموع في المدينتين في ذكرى اليكسي الذي قضى وهو في الخامسة عشرة من العمر.

وفي سالونيكي تجمع حوالى 300 شاب قرب البرج الابيض.

وفي اثينا رفع شباب كان البعض منهم يحمل زهورا، لافتتين امام مقر البرلمان كتب عليهما quot;ندين العنف. انزعوا سلاح عناصر الشرطةquot; وquot;6-12-2008 لن ننسى الكسيس غريغوروبولوسquot;.

وفي ساعات الفجر الاولى، تفرق طلاب كانوا نظموا تجمعا سلميا واضاءوا الشموع مساء السبت في ساحة سينتاغما المركزية قبالة البرلمان.

ودعت لجنة تنسيق طلابية في منشورات وزعت السبت في اثينا الى مظاهرات جديدة الاثنين امام مركز قيادة الشرطة والى مظاهرة كبرى للقطاع التربوي الخميس امام البرلمان.

وافاد استطلاع للراي نشرت نتائجه الاحد صحيفة كاثيميريني اليونانية ان ستة من كل عشرة يونانيين يرون ان الحوادث الاخيرة كانت اشبه بquot;انتفاضة شعبيةquot;.

واعرب 69 في المئة من الذين استطلعت اراؤهم عن اعتقادهم ان الحكومة المحافظة quot;اساءت ادارةquot; الازمة. بينما يعتقد 20 في المئة فقط ان رئيس الوزراء كوستاس كرمنليس انتهج quot;موقفا صائباquot;.

واستبعد رئيس الوزراء اليوناني كوستاس كرمنليس رغم وطاة هذه الازمة الجمعة الاستقالة او تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة.

ولم يغير كرمنليس برنامجه ويتوقع ان يشارك الاثنين في جنازة الرئيس القبرصي السابق تاسوس بابادوبولوس الذي توفي الجمعة من جراء مرض السرطان.