إقبال ضعيف واتهامات بين الداعين إلى الإقليم ومفوضية الانتخابات
انطلاق حملة الثلاثين يومًا للمطالبة بجعل البصرة اقليمًا
|
أسامة مهدي من لندن: في وقت إنطلقت فيه حملة تستمر شهرًا لجمع توقيعات تطالب بجعل محافظة البصرة العراقية الجنوبية اقليمًا مستقلاً فقد لاحظ مراقبون اقبالاً ضعيفًا على التسجيل في اليوم الاول منه وسط تراشق اتهامات بين قادة الحملة المروجة لإقامة الإقليم ومفوضية الانتخابات العليا التي يتهمونها بالوقوف ضد إقامة إقليم البصرة الذي اعتبر استباقًا لإقليم جنوب العراق الذي يضم تسع محافظات ويدعو إليه المجلس الاعلى الاسلامي.
فقد أعلنت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق انطلاق حملة تسعى لجعل محافظة البصرة (550 كلم جنوب بغداد) الغنية بالنفط إقليمًا مستقلاً من اجل استغلال هذه الثروة لاعمار المنطقة التي تشكل محافظتها حاليًا ثاني اكبر مناطق العراق سكانًا بعد العاصمة بغداد حيث يقطنها حوالى ثلاثة ملايين مواطن. وقالت البعثة ان حملة لجمع تواقيع المواطنين على عريضة تطالب بالاقليم قد انطلقت لتستمر شهرا حيث سيكون أمام سكان المحافظة حتى منتصف الشهر المقبل للإدلاء بأصواتهم في 34 موقع محدد فيما يعتبر تسجيل 10 في المائة من حوالى مليون ونصف المليون عراقي في المحافظة ممن يحق لهم التصويت نسبة كافية لإجراء الاستفتاء على الاقليم. واذا ما تحققت هذه النسبة من المطالبين فإن استفتاءً سيجرى بعد شهرين أو ثلاثة بعد أن يتأكد مسؤولون في لجان مراقبة الانتخابات بأن العدد المطلوب للتواقيع قد جمع فعلاً.
وتعتبر مدينة البصرة مركز المحافظة هي المنفذ البحري الوحيد للعراق الذي تخرج منه أغلب الصادرات العراقية من النفط ويتم عبره استيراد نسبة كبيرة من واردات البلاد ومن مدنها الأخرى الزبير وأم قصر وفيها أيضًا أكبر حقول النفط العراقية مثل حقل الرميلة الذي يعتبر من أكبر وأهم الحقول النفطية في العالم. كما تقع المحافظة على شط العرب ملتقى نهري الفرات ودجلة عند بلدة القرنة شمالي البصرة وتتاخم حدودها مع كل من الكويت وإيران.
وبموجب الدستور العراقي فإن محافظة أو اثنين من المحافظات الثمانية عشر في العراق يمكنها تشكيل إقليم فيدرالي حيث ان هناك حاليًا إقليمًا واحد يتمتع بحكم ذاتي هو إقليم كردستان العراق شمالي البلاد ويضم محافظات اربيل والسليمانية ودهوك. كما يحق للأقاليم صياغة دستورها الخاص وتشكيل سلطات تشريعية وتنفيذية مستقلة عن الحكومة المركزية ويمكنها ايضًا تشكيل قوات أمن خاصة تعمل تحت سلطاتها.
ويقود حملة المطالبة باقليم البصرة محافظها السابق النائب المستقل وائل عبد اللطيف وذلك بدعم من حزب الفضيلة الاسلامية الذي يسيطر على مجلس المحافظة ويحتل احد قياديه وهو محمد مصبح الوائلي منصب المحافظ حاليًا والذي كانت قوى سياسية قد اتهمته وشقيق له هارب الى خارج العراق بالمسؤولية عن عمليات تهريب النفط يؤكد عدم صحتها.
وقد اعلن القاضي قاسم العبودي رئيس الادارة الانتخابية في المفوضية العليا للانتخابات ان المفوضية لن تكون قادرة على اجراء استفتاء البصرة في حال حصول نسبة العشرة بالمائة تزامنًا مع اجراء الانتخابات المجليو بنهاية الشهر المقبل.
وقال في تصريح صحافي quot;إن المفوضية ليس بامكانها اجراء أي تصويت يرافق التصويت على الانتخابات. واشار الى انه في حال جمع نسبة العشرة في المئة وتدقيقها، فإن المفوضية ستحيل الامر الى رئاسة الوزراء ليقرر اجراء استفتاء في البصرة. واضاف quot;ان المدة التي ستستغرق لاجراء الاستفتاء هي ثلاثة اشهرquot;. واوضح ان المفوضية ستطلب ميزانية اضافية في حال وجود استفتاء اخر غير انتخابات مجالس المحافظات.
ومن جهته اتهم القاضي وائل عبد اللطيف المفوضية العليا للانتخابات بالوقوف ضد إقليم البصرة مبينا أن هناك العديد من الأشخاص في المكتب الوطني للمفوضية في بغداد نزولا الى مكتب البصرة يقفون ضد إقامة الإقليم. وأوضح أن المفوضية ldquo;تعاملت مع حملة جمع التواقيع ليس كما ينبغي فهي لم تروج للحملة فضلا عن تحديدها لـ34 مركزًا فقط هي قضية يجب الوقوف عندها فمدينة كبيرة ومترامية الأطراف كالبصرة و يسكنها نحو ثلاثة ملايين نسمة فهل يكفيها 34 مركزًا..؟rdquo;.
وأضاف في تصرح بثته quot;اصوات العراقquot; اليوم أن المراكز quot;ليست كافية بل قليلة جدًا وليس ثمة ما يشير الى أمكنة هذه المراكز أو الإعلان عنها بل علقت أوراق خجولة صغيرة الحجم في مراكز غير مبرزةquot;. مشددًا: quot;وهو مايشير إلى سعي البعض لعرقلة جهودناquot;. واشار الى ان الحملة الإعلامية quot;ليست بمستوى الطموح وهناك العديد من المناطق لم نصلها كالفاو وشط العرب ومناطق الاهوار لصعوبة الوصول وأينما ذهبquot; شبابنا quot;يمطرهم الناس بالأسئلة عن ما يعنيه إقليم البصرة فضلا عن أن المواطن أصبح مترددا فير كل شيءquot;.
وعن سير الآليات اللاحقة بعد حملة جمع التواقيع قال عبد اللطيف إذا تم quot;الحصول على10 % من المؤيدين للمشروع أي نحو 142 ألف ناخب يعلن في 31/ 3 / 2009 يوم الاستفتاء والذهاب الى مراكز الاقتراع ويجب الحصول حينها على واحد زائدا النصف من المصوتين تعلن بعدها المفوضية حصول النصاب القانوني وإعلان البصرة كإقليمquot;.
وعما اذا كان السعي لإقامة إقليم البصرة هو خطوة استباقية للإطاحة بالمشاريع الأخرى كإقليم الجنوب أو إقليم الجنوب والوسط المفترض ان يضم تسع محافظات ويروج له المجلس الاعلى الاسلامي بقيادة زعيم الائتلاف الشيعي عبد العزيز الحكيم قال عبد اللطيف quot;لا.. فإن إقليم الجنوب لا يمكن أن يرى النور على اعتبار أن محافظة ميسان تهيمن عليها جهة سياسية محددة وكذلك الحال بالنسبة إلى محافظة ذي قارquot;. وأضاف ولهذا إن السعي لإقامة إقليم البصرة هو quot;في الاتجاه المغاير لإقامة مشروع إقليم الجنوب ومشروع إقليم التسع محافظات، فضلاً عن كونه نوعًا من الدعم لمحافظة كركوك بحد ذاتها، إذ ضمن منطويات هذه المشروع هو إيقاف الزحف الكردي على الكثير من المناطق العربية من العراقrdquo;. وكان عبد اللطيف قام قبل نحو شهرين بتقديم أكثر من 30 ألف اسم لمقر المفوضية في البصرة للمطالبة بإجراء استفتاء على إقامة إقليم البصرةquot;.
لكن مدير المفوضية العليا المستقلة للانتخابات فرج الحيدري رد على اتهامات عبد اللطيف للموفوضية قائلاً ان هذه الاتهامات غير دقيقة وعارية عن الصحة. وأضاف ان المفوضية المفوضية quot;خصصت ميزانية مأخوذة من ميزانية انتخابت مجالس المحافظات المقبلة لمراكز جمع التواقيع في محافظة البصرة بلغت نحو 18 ألف دولار (20 مليون دينار عراقي)quot;. وأوضح أن quot;المدة الزمنية التي تم فيها فرز أسماء المصوتين في المحافظة كانت وجيزة جدا قياسا لمحافظة كبيرة مثل البصرةquot;. واشار الى أن quot;الوقت المتبقي أمام المفوضية لانتخابات مجلس المحافظات قصير جدًا مما جعلها من أولويات عمل المفوضية في الوقت الحاليquot;.
وذكر مراقبون للحملة ان الاقبال على حملة التوقيع للمطالبة بأقليم البصرة بدا ضعيفًا خلال الساعات الاولى لبدئها، لكن المروجين للاقليم يعزون ذلك الى طول الفترة التي يمكن التسجيل فيها والتي تستمر شهرًا مؤكدين ان الاقبال سيتزايد بمرور الايام مشيرين الى ان الدعوة إلى إقامة الاقليم تحظى بتأييد نسبة كبيرة من سكان محافظة البصرة.
التعليقات