لندن:
ما زالت تداعيات رامي الاحذية العراقي مسيطرة على اهتمامات الصحف البريطانية الصادرة الثلاثاء، وواصلت صحيفة الاندبندنت، مثل غيرها، تغطيتها للحدث وانعكاساته في العراق وخارجه. فقد خرجت الصحيفة بعنوان بارز يقول: رامي الاحذية في بغداد يُخرج آلاف العراقيين الى الشوارع، وتقول انه بينما يبقى منتظر الزيدي رهن الاحتجاز، خرج مواطنوه العراقيون لاظهار دعمهم لاحتجاجه على بوش.
وتشير الصحيفة الى خروج آلاف العراقيين الى شوارع بغداد دعما للصحفي العراقي، الذي انطلق من المجهول الى الشهرة العالمية بقذفه حذائه على الرئيس الاميركي جورج بوش.
وتقول الاندبندنت انه بينما تصف السلطات العراقية تصرف الزيدي بانه quot;عمل بربري وهمجيquot; كان الناس في بغداد يرمون الجنود الاميركيين بالاحذية ، تأييدا لما قام به الصحفي العراقي.
وتنقل الصحيفة عن شقيق منتظر، واسمه عدي، قوله انه يحمد الله ان ما قام بيه اخوه ملأ قلب العراقيين بالفخر والاعتزاز، وانه متأكد من ان العديد من العراقيين ارادوا لمنتظر ان يفعل ما فعل.
كما تنقل الصحيفة عن اخيه الآخر، ضرغام، قوله ان منتظر (29 عاما) وهو شيعي، والذي يعمل في قناة البغدادية الفضائية العراقية منذ ثلاثة اعوام، تعرض للضربات من كل جهات الحرب في العراق.
ويقول انه quot;كان يكره الغزو الاميركي للعراق، بقدر كراهيته للاحتلال المعنوي الايراني لبلادهquot;.
وتقول الصحيفة ان منتظر كان قد اختطف من قبل مليشيات سنية غربي بغداد العام الماضي، واحتجز لثلاثة ايام تعرض خلالها الى ضرب مبرح قبل الافراج عنه.
وفي يناير/ كانون الثاني من هذا العام اعتقلته القوات الاميركية في احدى غاراتها، حيث فتش الجنود الامريكيون شقته، واحتجز لليلة كاملة وافرج عنه من دون اعتذار.
ويقول اصدقاؤه انه غطى الغارات الاميركية على مدينة الصدر في وقت سابق من العام الحالي، وشاهد بعينيه التدمير الذي تعرض له هذا الحي الفقير والكبير من احياء بغداد، وتأثر كثيرا بذلك.
وتقول الصحيفة ان رمي الرئيس الامريكي بالاحذية ربما يعتبر رمزا لنقطة تحول حاسمة في الاحتلال الاميركي للعراق والمستمر منذ نحو خمسة اعوام ونصف العام، من خلال تحفيز وتشجيع وتنشيط الحس القومي المعارض للوجود الامريكي.
دعم من كل الخنادق
فالدعم الذي يحظى به منتظر يأتي من كل الخنادق والتقسيمات الطائفية في العراق، حسب الصحيفة، والمظاهرات المؤيدة له خرجت من مدينة النجف الشيعية، ومن تكريت السنية حيث طالب الجميع بالافراج عنه.
وتقول الصحيفة انه على الرغم من ان منتظر الزيدي ما زال رهن الاعتقال، وان المسؤولين العراقيين يقولون ان حذائيه صودرا، وانه قد يواجه عقوبة السجن لعدة سنوات لاهانته رئيس دولة زائر.
كما ان محامي صدام حسين السابق تبرع للدفاع عنه، الا انه من الصعب على الحكومة العراقية عمل شئ ضد شخص ينظر اليه على انه بطل قومي وشخصية وطنية.
وتشير الاندبندنت الى انه مع اقتراب انتخابات مجالس المحافظات نهاية الشهر المقبل، ومع التوقيع على الاتفاقية الامنية والمصادقة عليها من قبل البرلمان، والتي تنص على سحب القوات الامريكية من المدن والبلدان والقرى والمناطق المأهولة في العراق في غضون منتصف العام المقبل.
ومع تلميحات القائد العسكري الاميركي في العراق الجنرال ري اوديرنو باستمرار الدعم الامريكي للقوات العراقية حتى بعد هذا الموعد، بات من الصعب التلاعب بالاتفاقية، او التحايل عليها مع تصاعد الحماسة التي اشعلها تصرف منتظر الزيدي، من دون المخاطرة باستفزاز المشاعر الوطنية العراقية بين اعداد كبيرة من العراقيين.
اختلاف الثقافات والاهانات
صحيفة التايمز تخرج بتعليق تقول فيه انه في الثقافة والتقاليد العربية يعتبر رمي الحذاء على احد اهانة كبيرة جدا.
وهذا هو حال العبث بالانف عند اليابانيين، وكما هو حال ترك عصي الاكل الصينية في الصحن بعد الانتهاء من الاكل.
وفي الفلبين يمكن ان تعتقل اذا تلاعبت باصابعك مقلدا المشي، فهذا يعني انك تقصد ان من توجه اليه الاشارة هو كلب.
وتستمر الصحيفة في تفاصيل حول اختلاف طريقة توجيه الاهانات بين الشعوب والمجتمعات والثقافات المختلفة في انحاء العالم.
وترى ان محاولة توجيه اهانة معينة لشخص من مجتمع تحتاج من موجه الاهانة ان يعرف قليلا عن اساليب توجيه الشتيمة او الاهانة قبل القيام بها، لانه يمكن ان يوجه اهانة لشخص من ثقافة مختلفة قد لا يرى فيها اي اهانة.
شرطي المرور الراقص
ومن العراق الى الضفة الغربية، حيث تتابع التايمز تغطياتها للتطورات في المناطق الفلسطينية.
فتحت عنوان: وجه جديد لفرض القانون وتطبيق النظام في الضفة الغربية، والحديث هنا عن شرطي مرور في مدينة رام الله ينظم حركة السيارات لكن على طريقة رقص مايكل جاكسون، والذي بات محط اهتمام وانتباه الكثيرين.
وتقول الصحيفة ان منظر شرطي بالملابس الرسمية صار منظرا نادرا في الضفة الغربية.
اما شرطي المرور الراقص فيعتبر الوجه الجديد للنظام والقانون هناك، فقد تدرب في الاردن برعاية امريكية واوروبية.
وتذكر الصحيفة بأن رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون يجتمع اليوم مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الذي يزور لندن، عقب محادثات مماثلة اجراها براون مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض قبلها بيوم.
وتقول الصحيفة ان جنودا بريطانيين ذوي رتب عالية ورجال شرطة، وسياسيين مثل توني بلير، يعملون بعيدا عن الاضواء للمساعدة على اقامة الدولة الفلسطينية المنشودة، وقد بدأوا من القاع باتجاه القمة.
وتشير الى ان الجنرال كيث ديتون، المنسق الامني الامريكي، يقود فريقا دوليا يشتمل على عدد لا بأس به من البريطانيين المختصين لتدريب وتجهيز قوة الامن الفلسطينية الجديدة في الضفة الغربية.
وربما الاهم من شرطة المرور بملابسهم الزرقاء، هناك مهمة تدريب الشرطة التي تتولى المهام الامنية الرئيسية، والتي ترتدي الزي الاخضر، وهي قوة مكونة من نحو 900 عنصر يتدربون حاليا في الاردن ليتوزعون لاحقا على مدن جنين ونابلس والخليل.
كما تنقل الصحيفة عن السلطات الاسرائيلية تأكيدها على ان هذه القوة ستتولى مهام الامن في مدينة بيت لحم بحلول اعياد الميلاد.
والهدف هو مكافحة الانفلات الامني والسيطرة على سلطة العشائر او العائلات المسلحة، على ان يظل الجيش الاسرائيلي مسيطرا على مهام الاشراف العام.
مهزلة لجوء جديدة
وفي الجادريان نطالع تغطية عن ما وصفته الصحيفة مهزلة جديدة لردود الحكومة البريطانية على طالب لجوء من الاكراد العراقيين.
فتحت عنوان: لاجئ كردي يخيط فمه لكنه يفشل في محاولة منع ترحيله، كتبت الصحيفة قائلة ان الحكومة البريطانية رحلت 49 لاجئا كرديا من العراق الى كردستان رغم ارادتهم، ورغم محاولاتهم اليائسة لدفع الحكومة لتغيير رأيها.
وتشير الصحيفة الى ان هذا اللاجئ الذي خاط فمه وضع مع لاجئين آخرين على طائرة خاصة نقلتهم الى كردستان العراق، لكن السلطات هناك منعت هبوط الطائرة، مما اضطر طاقمها الى اعادتها الى لندن من حيث جاءت.
ونقلت الصحيفة عن دونكان سميث من مركز العدالة الاجتماعية قوله ان quot;سياسة دفع طالبي اللجوء الى حافة اليأس سياسة منحطة ووحشية، ولم تجدي نفعاquot;.
ويقدر تقرير صدر عن هذه الجمعية ان هناك ما يقرب من 20 ألفا من طالبي اللجؤ في بريطانيا يعيشون على مساعدات تقدمها لهم جمعية الصليب الاحمر.