أبوظبي: أشادت أوساط رسمية وشعبية في الجمهورية اليمنية بتبرّع رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لتشييد 1000 مسكن وتأهيله للمتضررين من كارثة السيول، التي تعرضت لها مناطق متفرقة في كل من محافظة حضرموت والمهرة، موضحين أن المبادرات الإماراتية لتقديم العون والحد من آثار الكارثة الأخيرة ونتائجها كانت خير تتويج لحصيلة من المواقف النبيلة التي سطرت تاريخاً من المواقف الثمينة التي تعبّر عن عمق الروابط المتينة بين البلدين.

وأكّد نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون المحلية في الجمهورية اليمنية صادق أمين أبو راس أن المساعدات الإماراتية حقّقت السبق في الوصول بالعون للمتضررين في المناطق المنكوبة، في ظل توجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والتجاوب الملحوظ من الجهات المعنية كافة في الدولة والمبادرات الرسمية والأهلية لتقديم العون للمنكوبين، مثمّناً جهود هيئة الهلال الأحمر في الميدان لمؤازرة المتضررين.

وأعرب عن الشكر والتقدير الرسمي والشعبي لمبادرة رئيس الدولة ببناء ألف مسكن للعوائل المتضررة، مثمناً التواجد الميداني لوفد هيئة الهلال الأحمر في سيئون، لوضع الخطوات التمهيدية لتنفيذ المشروع، وأكد التعاون الكامل لتسهيل المهام الإنسانية للوفد، والبدء قريبا في مراحل التنفيذ.

وقال إن ما قدّمته دولة الإمارات حكومة وشعباً من إمدادات إغاثية وجهود ميدانية ملموسة، سواء من خلال توفير مواد الإغاثة للمتضررين ونقلها وتسليمها بشكل مباشر، أو من خلال المبادرة العاجلة لتوفير الرعاية الصحية للمرضى والمصابين وإسعافهم وتوفير العلاج والدواء، كانت محل تقدير على أعلى المستويات في الحكومة اليمنية، موضحاً أن تلك المبادرات ليست غريبة على شعب الإمارات الأصيل وحكومته الرشيدة، quot;التي تتبع نهجاً أصيلا يعكس روح التضامن العربي بجهود ملموسة على أرض الواقعquot;.

جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقده نائب رئيس مجلس الوزراء اليمني مع أعضاء وفد هيئة الهلال الأحمر في مقر المحافظة في سيئون بحضور وكيل محافظ حضرموت لشؤون الوادي والصحراء، أحمد جنيد الجنيد.

وبحث وفد الهيئة، برئاسة نائب الأمين العام لشؤون الاغاثة والمشروعات بالوكالة، سليم الجنيبي ورئيس وحدة الاستجابة للطوارئ في هيئة الهلال الأحمر، حميد الشامسي، والفريق الهندسي الفني المرافق، آليات التنفيذ واستلام الأراضي المخصصة للمشروع، ونموذج البناء المقترح، بما يتلاءم مع الحفاظ على الطابع المعماري الأصيل، وإضفاء صبغة عصرية، في سعي إلى تحقيق المواءمة بين الأصالة والمعاصرة في المساكن التي سيتم تسليمها فور الانتهاء منها للأسر التي هدمت مساكنها، والمتضررين من الحالات الإنسانية الضعيفة، التي لا تملك مساكن أخرى، أو عقارات، حيث يراعي المشروع إعطاء الأولوية للحالات الإنسانية الخاصة، للتخفيف عنهم من آثار ونتائج كارثة السيول.

إلى ذلك، أكّد وكيل محافظ حضرموت أحمد جنيد الجنيد إكتمال عمليات حصر الأضرار في 7 مديريات متضررة، موضحاً أن جهود السلطات المحلية شملت أيضاً حصر المنازل المهدمة كلياً، وتلك المتضررة جزئياً، ودراسة أسباب الأضرار التي ترجعها الجهات المختصة إلى عدم إتباع الأساليب العلمية الصحيحة في بناء البيوت الطينية التقليدية التي تعطي صبغة تاريخية لبعض القرى في حضرموت.

وناقش وفد الهيئة، الذي يرافقه فريق فني متخصص، المشروعات في هيئة الهلال الأحمر وترتيبات وآليات تنفيذ المشروع مع فريق من الفنيين والاستشاريين في محافظة حضرموت، حيث اتفق على وضع مواصفات في الأراضي، وعملية البناء، وبحث النماذج المثالية للتصميم، ووضع مواصفات فنية للبناء والأساسات، لتلافي تكرار كارثة السيول على المدى البعيد.

وأكّد رئيس وفد هيئة الهلال الأحمر سليم الجنيبي أن الهيئة وضعت خبراتها وإمكانياتها، لتكون عند الثقة التي أوليت لها للإشراف على تنفيذ توجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ببناء الف مسكن للمتضررين من السيول في حضرموت، .مشيراً إلى أن تلك الجهود تأتي في ظل الدعم القوي من ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبمتابعة مباشرة ودؤوبة من نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس هيئة الهلال الأحمر، الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان.

وتوقّع البدء في تحديد خطوات التنفيذ ومراحله، فور استلام الأراضي رسمياً، عبر القنوات المختصة، لتتولّى هيئة الهلال الأحمر الإشراف على المراحل العملية للبناء، موضحاً أن هذا العمل، بما يتسم به من صبغة إنسانية، فإنه تجسيد لروع التضامن الإنساني مع الأشقاء، من العوائل والأسر المتضررة في الفيضانات الأخيرة، التي شهدتها بعض القرى في محافظة حضرموت.

من جهة أخرى، أشاد الداعية الإسلامي الحبيب علي زين العابدين الجفري بمبادرات دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وحكومة وشعباً وبتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بتنفيذ مشروع إنشاء ألف مسكن للأسر اليمنية المتضررة من الفيضان، مؤكداً قيمة تلك المساهمات في نفوس المتضررين وأثرها الإنساني الكبير.

وقال إن الجهود الإماراتية في ميادين العمل الإنساني تتسم ببعد أخلاقي مستمد من نهج الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان quot;الذي طالما كان يستشعر بقلبه معاناة الشرائح الإنسانية في كل مكان ويبادر بتقديم العون في العديد من الظروف للمنكوبين والمتضررين من الكوارث والمحن والشدائدquot;، مشيرا إلى أن تلك المبادئ النبيلة ظلت سمة تغلب على طابع المبادرات الإماراتية الداعمة لأشقائهم في اليمن في ظل الظروف والتداعيات الراهنة.

جاء ذلك خلال لقاء الجفري أعضاء وفد هيئة الهلال الأحمر في مدينة quot;تريمquot;، حيث رافق وفد الهيئة في جولة استطلاعية تم خلالها الوقوف على أوضاع الشرائح الإنسانية في بعض الأحياء المتضررة ودراسة المناطق المقترح تنفيذ بعض المشروعات السكنية للمنكوبين فيها، ضمن مبادرة رئيس الدولة.

وجرى، خلال الجولة، التعرف إلى طبيعة الأراضي، ودراسة الطراز المعماري الملائم للمساكن المقترح تنفيذها في منطقة quot;ثبيquot; و quot;حصن الفلوجةquot;، كما اطلع الفريق الفني المرافق لوفد الهيئة على الأضرار التي خلفها السيل على مسجد حصن الفلوجة، الذي يعاني تشقق جزء من المبنى المكوّن من الطين، ويتطلب أعمال صيانة، ومعالجة فنية للأضرار التي نتجت من تشرّب جدار المسجد لمياه الأمطار والفيضان، ما جعله بحاجة عاجلة إلى الصيانة.