طلال سلامة من روما: ألقى المحللون أكثر من سؤال استفهام حول علاقات سيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء الإيطالي الحالي، مع quot;أومبرتو بوسيquot;، رئيس حزب رابطة الشمال. برغم موجة الاشتباهات حول نوايا بوسي الحقيقية مع برلسكوني والمخلصين له إلا أن الأخير لا يتمكن من الاستغناء عن قلاع رابطة الشمال المحصنة في أبرز المدن شمال ايطاليا أي أنه لا ينجح إلا في مغازلة بوسي عن طريق الإغراء. علماً أن بوسي سبق له أن غدر ببرلسكوني وحكومته السابقة عن طريق التخلي عن دعمه في البرلمان ومجلس الشيوخ. ما أفسح المجال أمام اليسار لتنظيم صفوفهم بقيادة البروفيسور رومانو برودي، الذي اعتزل اليوم الحياة السياسية، للفوز وامساك زمام الأمور بالبلاد لمدة سنتين تقريباً. هكذا، تلتحم العلاقات مجدداً بين ائتلاف برلسكوني، أي حزب الحرية، ورابطة الشمال ان شاء زعمائها أم أبوا! فالمغازلة باتت متبادلة ولا يمكن لأحد التخلي عنها.
بالطبع، فان برلسكوني سيستفيد من إخلاص بوسي(المؤقت؟) له من أجل تأسيس قوانين جديدة لدخول منصة سياسية ديموقراطية تتباهى ايطاليا بها أمام الدول الأوروبية الأخرى. فالبلاد يمكنها احتضان المعتدلين والعلمانيين ودعاة الإصلاح تحت علم واحد قادر على التعايش مع علم دولة الفاتيكان.
علاوة على ذلك، يتهم برلسكوني التيارات اليسارية بأن زعماؤها يتنبئون بالكوارث لدوافع المتعة في المعارضة التي تحثهم في أغلب الأوقات على تمرير الأكاذيب الى وسائل الإعلام المحلية. يكفي النظر الى ما حصل أثناء المظاهرات الجامعية التي ذابت مع مرور الوقت ولم ترى لا فائزاً ولا مهزوماً. فجميع الأحزاب متمسكة بأفكارها إنما قررت تأجيل الملف الجامعي الى إشعار آخر، عندما ستتمكن الحكومة من مواجهة الأزمة المالية بثقة.
لا بد من السياسيين تجهيز سكان ايطاليا بالأمل والثقة للشهور المقبلة. وقد تكون أسعار النفط المتدنية حليفة اقتصادية لبرلسكوني. على الأرجح، فان فواتير الطاقة والاتصالات ستنخفض، في عام 2009، ما يعني إعطاء كل أسرة مقيمة هنا ادخار(أي قوة استهلاكية إضافية) مقداره ألف يورو تقريباً، في السنة. هذا ويجمع برلسكوني وفيني على أن مواجهة الأزمة المالية تبدأ من مساعدة الشركات والعمال والمتقاعدين. فكل ما له منافع اقتصادية-اجتماعية ينعكس إيجاباً على أصحاب القوانين والقرارات.
التعليقات