فالح الحمراني من موسكو: أثار قرار المحكمة بالافراج مبكرا عن عقيد الجيش الروسي السابق يوري بودانوف، الذي ادانته المحكمة لاختطافه واغتياله فتاة شيشانية، احتجاجات واسعة في الشيشان وعارضها ايضا دعاة حقوق الانسان واعلاميون. وتستعد عائلة ضحية عقيد الجيش الروسي السابق رفع دعوة التماس لمحكمة حقوق الانسان في ستراسبورغ.

وكان العقيد بودانوف قد اختطف اليزا كونجايفا (18 عاما) من منزل عائلتها خلال الحرب الشيشانية الثانية،واجرى تحقيقا معها لنيل الاعتراف بكونها قناصة في التشكيلات المسلحة الانفصالية التي كانت تتصدى لدخول القوات الروسية للجمهورية وقام بتعذيبها. ويقول بودانوف انه قتل الفتاة الشيشانية وهو في حالة اهتياج. وانقسمت اوساط الراي العام الروسي حول تقيم عمل بودانوف بعض الدوائر وصفته بالجلاد الدموي والمجرم الذي لايستحق الرحمة، واخرون بالبطل القومي الروسي وطالبت بالافراج عنه.ودعمت القوى الوطنية والمنظمات القومية بودانوف، فيما وقف ضده دعاة حقوق الانسان واهالي الشيشان. ويقبع الكثير من الضباط الروس بالسجن بتهم ارتكبوها ضد المدنيين في الشيشان خلال الحرب.

واعربت عائلة اليزا كونجايفا عن استياءها لقرار الافراح عن بودانوف. وقال والد المغدورة اليزا ،عيسى كونجايف ان كافة العاملين بالسجن حيث يمضي بودانوف كانوا ضد الافراج عنه، بيد ان النائب العام دافع عنه. ونفى ما ذهب اليه النائب العام من ان يكون بودانوف قد اعتذر عن جريمته لعائلة الضحية او اعرب عن ندمته لفعلته. واضافquot; على العكس ان بودانوف هددني وعائلتي بالمحكمة بالقتل . لقد شاهد الجميع هذا، بما في ذلك الحاكم والمحامون والادعاء العام. ينبغي ان يمضي مرتكبت مثل هذه الجرائم البشعة محكوميته للنهايةquot;.وقال كونجايف انه ستوجه ايضا للمدعي العام الروسي يوري تشايكا.

وشهدت العاصمة الشيشانية غروزني اجتماعا جماهيريا احتجاجا على الافراج عن بوداوف.واثار الافراج عن يوري بودانوف اصداء اجتماعية واسعة في الشيشان. ووعد دعاة حقوق في الجمهورية ان الحكومة المحلية ستبذل كل ما في وسعها لاعادة بودانوف للسجن، وانها بصدد جمع معطيات ودلائل على كافة الجرائم التي اقترفها عقيد الجيش الروسي في الشيشان.

ويؤكد بودانوف ان ضحيته كانت قناصة في التشكيلات المسلحة الانفصالية، واعتبر المسالة قضية حربية مما اضفى طابعا سياسية على محاكمته.يشار الى ان المحكمة كانت قد رفضت سابقا عدة طلبات التماس من بودانوف للافراج عنه مبكرا. ووافقت الان فقط محكمة اقليم اوليانوف حيث يقع السجن الذي يمضي فيه العقيد الروسي محكوميتة.وقال مراقبون ان القرار قد يكون سببا باثارة استياء حتى القوى السياسة الشيشانية الموالية لموسكو، بما في ذلك الرئيس رمضان قادروف.