الياس توما من براغ: حذر وزير الخارجية الصربي فوك ييريميتش أوروبا من أن اعترافها باستقلال كوسوفو الذي يتوقع أن يعلنه الألبان من جانب واحد خلال هذا الشهر سيعني تضحية أوروبا بإحدى الاولويات الجيوبوليتكية لها وهي استقرار منطقة البلقان من اجل مصالح ألبان كوسوفو .

وأبدى في محاضرة ألقاها في وزارة الخارجية السلوفاكية استغرابه من التوجه القائم لدى بعض دول الاتحاد الأوربي للاعتراف باستقلال كوسوفو مشددا على أن في الرهان استقرار البلقان وازدهاره وتكامله مع الاتحاد الأوروبي .

ونبه إلى أن إعلان الاستقلال من جانب واحد ستتكون له تداعيات سلبية على عملية التكامل الأوربي وعلى القانون الدولي وعلى أجزاء أخرى من العالم مشددا على أن استقلال الإقليم سيشكل سابقة بالنسبة لإقليم الباسك والأكراد والتبيت ولمناطق أخرى تتواجد في غربي البلقان .

وشدد على أهمية إقليم كوسوفو بالنسبة للصرب واصفاه إياه بأنه قدس الصرب وقلبهم وهويتهم التاريخية .

ولم يستبعد رفض صرب كوسوفو الذين يتركزون في المناطق الشمالية من الإقليم التوحد مع الكيان الذي سينشأ في الإقليم بعد إعلان استقلاله لكنه أكد أن بلغراد تتبنى موقفا معارضا لتقسيم الإقليم ولتقسيم صربيا وتقف ضد خرق القانون الدولي في هذا المجال .

ورفض الوزير الصربي الطرح الذي تحدث عن عدم فائدة إجراء لمزيد من المحادثات بين الصرب والألبان بشان الوضع النهائي للإقليم معتبرا أن ذلك لا يزال ممكنا للتوصل إلى حل وان الصرب ليس لديهم أي رغبه بان يحكموا ألبان كوسوفو .

وأضاف أن الإقليم يمكن له أن يدير شؤونه اليومية بنفسه ويمكن له أن تكون له عملة أخرى غير العملة الصربية ومن دون تواجد قوات عسكرية أو أمنية صربية فيه كما أن بلغراد لن تتدخل في علاقات الإقليم مع المؤسسات المالية الدولية .

ورأى أن استمرار تواجد الإقليم في إطار الدولة الصربية سيعجل من انضمامه إلى الاتحاد الأوربي معتبرا أن الإقليم يتواجد في وضع يتخلف عن صربيا بنحو عشرين عاما.
وشدد على أن الاعتراف بالاستقلال الأحادي الجانب بكوسوفو سيشكل خرقا فظا للدستور الصربي ولميثاق الأمم المتحدة ولميثاق هلسنكي ويمكن له أن يجعل صربيا من جديد تقف ضد أوروبا .

ورأى أن الانتخابات الرئاسية الصربية غدا ستكون استفتاء حول التوجهات المستقبلية لصربيا متوقعا أن تكون النتيجة متقاربة جدا بين الرئيس الحالي بوريس تاديتش ومرشح الحزب الراديكالي توميسلاف نيكوليتش إلا انه عبر عن قناعته بان الصرب سيقدمون على اختيار مسؤول من اجل حياة أفضل في إشارة إلى إمكانية اختيار تاديتش الذي ينتمي الوزير ييريميتش إلى حزبه الديمقراطي .