نيروبي، وكالات: بدأت الحكومة الكينية والمعارضة اليوم الثلاثاء محادثات حول تقاسم السلطة، النقطة الحساسة في المحادثات التي أطلقت الأسبوع الماضي لإنهاء اعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ أكثر من شهر. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الكينية ان quot;المحادثات بدأت ويجري بحث مسالة تقاسم السلطة، وهي نقطة صعبةquot;. ويتهم المعارض رايلا اودينغا الذي حل ثانيا رسميا في الانتخابات التي جرت في 27 كانون الاول/ديسمبر، الرئيس الذي اعيد انتخابه مواي كيباكي بالتزوير في الانتخابات التي شابتها تجاوزات كثيرة بحسب العديد من المراقبين. وقتل اكثر من الف شخص ونزح مابين 250 الفا و300 الف شخص من جراء اعمال العنف السياسية-الاتنية التي تلت اعلان النتائج. وبدات المحادثات بين مفاوضين يمثلون كيباكي واودينغا في 31 كانون الثاني/يناير تحت اشراف وسيط الاتحاد الافريقي كوفي انان وخصصت حتى الان لسبل وقف اعمال العنف والازمة الانسانية.

وأعلن الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان يوم الاثنين ان السياسيين المتنازعين في كينيا اتفقوا على خارطة طريق لانهاء العنف المستمر منذ أكثر من شهر واتخاذ خطوات فورية لمساعدة مئات الالاف الذين نزحوا بسبب العنف. وقال عنان ان الخصوم السياسيين في كينيا سيبدأون يوم الثلاثاء التفاوض على انهاء المواجهة السياسية المتعلقة باعادة انتخاب الرئيس مواي كيباكي في انتخابات طعنت فيها المعارضة. وقال عنان في مؤتمر صحفي الليلة الماضية بينما كان يقف حوله ممثلون للمعارضة والحكومة quot;أنجزنا دراسة برنامج العمل... تعاملنا اليوم مع القضايا الانسانية... غدا (الثلاثاء) نبدأ عملنا بشأن القضايا السياسية. الازمة التي نجمت عن انتخابات ديسمبر 2007 . هذا سيتطلب مفاوضات شاقة وأخذ ورد.quot; وأضاف quot;بنهاية اليوم امل ان نثبت ان المؤسسات أهم من اي فرد. نريد مؤسسات قوية اساسات ديمقراطية قوية وامل ان نستطيع ان نمنحكم هذا.quot; وأمهل عنان الجانبين يوم الجمعة 15 يوما لوقف العنف وقال انهم سيدرسون بعد ذلك حلا طويل الاجل للانقسامات العرقية التي كشفت عنها ازمة أضرت بصورة كينيا كبلد افريقي مستقر ومزدهر.

وفجر الازمة اعادة انتخاب كيباكي المثيرة للجدل يوم 27 ديسمبر كانون الاول. وقال رايلا اودينجا زعيم المعارضة ان كيباكي سرق الفوز. وقال مراقبون دوليون ان فرز الاصوات كان فوضويا بدرجة يستحيل معها تحديد الفائز. وما بدأ كنزاع سياسي على الانتخابات فتح الباب لانقسامات عرقية لها عشرات السنين بين تجمعات قبلية ترجع الخلافات بينها حول الارض والثروة والسلطة الى عهد الاستعمار البريطاني وأذكى نيرانها ساسة كينيون سعيا لمكاسب شخصية خلال الاعوام الاربعة والاربعين التي مرت منذ الاستقلال.

وأجبرت الازمة نحو 300 ألف شخص على الفرار من منازلهم مع تواصل المعارك بين الجماعات المتناحرة في البلدات والقرى في شتى انحاء البلاد بينما اشتبك المحتجون مع الشرطة التي استخدمت الغازات المسيلة للدموع والذخيرة الحية. ويخشى كثيرون أن تبقى الجراح مفتوحة حتى لو تم التوصل الى حل سياسي سريع. وفي واشنطن قال ستيفن هادلي مستشار الامن القومي في البيت الابيض الامريكي يوم الاثنين ان حسم الازمة في كينيا quot;أمامه طريق طويلquot; لكن المفاوضات بين الحكومة والمعارضة هي بداية.