الياس توما من براغ : هدد قادة صرب كوسوفو اليوم بأنهم سيعمدون على إنشاء مؤسسات خاصة بهم في القسم الشمالي من إقليم كوسوفو تكون موازية للمؤسسات الألبانية وذلك بمجرد إعلان الألبان استقلال الإقليم مؤكدين أنهم سيرفضونأي إعلان للاستقلال.
وقد جاء هذا التهديد بعد اجتماع نحو 200 من قيادات ونشطاء صرب كوسوفو اليوم في مدينة كوسوفسكا ميتروفيتسا لمناقشة التطورات المتسارعة الخاصة بالإقليم والتي تشير إلى أن الألبان سيعلنون الاستقلال من جانب واحد خلال أيام قليلة وعلى الأرجح بعد أداء الرئيس الصربي القديم الجديد بوريس تاديتش القسم الدستوري لولاية رئاسية ثانية في الخامس عشر من هذا الشهر .
وكان صرب كسوف قد حذروا عدة مرات في السابق من الإعلان الأحادي الجانب للاستقلال غير أن هذا الإعلان اليوم اعتبر الخطوة الأولى التي تشير إلى عزمهم بقطع العلاقات مع بقية أنحاء الإقليم . وكشف احد زعماء صرب كوسوفو وهو توميسلاف جيفكوفيتش على أن الصرب سيشكلون مجلسا يلتزم بخلق مؤسسات خاصة بهم تنظم الحياة المدنية وكل النشاطات التي تقوم بها الحكومة عادة .
كما أكد قادة الصرب في الإقليم أنهم سيعمدون على مقاطعة بعثة الاتحاد الأوربي التي سيتم إرسالها إلى الإقليم لتسلم المهام التي تقوم بها البعثة المدنية الدولية التابعة للام المتحدة منذ عام 1999 .
ويؤكد النائب الصربي في برلمان كوسوفو والوزير السابق في الإقليم سلافيتشا بيتوفيتش أن النواب الصرب في برلمان الإقليم سيغادرون برلمان كوسوفو في اللحظة التي سيعلن فيها البرلمان استقلال الإقليم. وقد قرر قادة الصرب الالتقاء من جديد في 15 من هذا الشهر للاتفاق على تفاصيل عمل مجلسهم وكيفية تشكيله .
ويقول مراقبون في البلقان إن قرار صرب كوسوفو خلق مؤسسات خاصة بهم في الإقليم موازية للمؤسسات الأخرى القائمة فيه يذكر بقوة ببدايات التسعينيات حين قرر ألبان كوسوفو تجاهل قرارات بلغراد الخاصة بإلغاء الحكم لذاتي للإقليم وشكلوا مؤسسات خاصة بهم في إطار جهودهم لخلق دولة مستقلة كما قاطعوا الحكومة المركزية في بلغراد وقد قاد هذا الأمر لاحقا مع السياسات المتشددة التي مارسها نظام سلوبودان ميلوشوفيتش إلى قيام انتفاضة مسلحة للألبان ضد سلطات بلغراد الأمر الذي جعل نظام ميلوشوفيتش يعمد إلى الرد بقوة وببطش الأمر الذي دفع بحلف الناتو إلى شن غارات جوية على صربيا وعلى القوات اليوغسلافية في الاقليم في عام 1999 اجبرها على الانسحاب منه .
ويعيش في الإقليم الآن نحو 100 الف صربي أي نحو ثلث العدد الذي كان قبل الحرب في كوسوفو يعيش اقل من نصفهم تقريبا في مناطق متناثرة في وسط وشرق كوسوفو أما البقية فيعيشون في الشمال من مدينة كوسوفسكا ميتروفيتسا ولذلك لم يتم وضع المنطقة الواقعة إلى الشمال من نهر ايبار تحت السيطرة الكاملة لقوات الناتو وإشراف البعثة المدنية الدولية .
في هذه الأثناء أعلن رئيس حكومة إقليم كوسوفو هاشم تاجي اليوم أن مسالة إعلان الاستقلال أصبحت جاهزة وانه يتم الآن الانتهاء من التفاصيل الأخيرة .
التعليقات