برلين: بدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت زيارة الى ألمانيا الأحد يعتزم خلالها المطالبة باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لإرغام ايران على كبح برنامجها النووي الذي وصفه بانه تهديد لوجود اسرائيل. وقال اولمرت للصحفيين المرافقين له على الطائرة التي أقلته الى برلين حيث يقضي يومين quot;القضايا التي سنناقشها في المانيا مهمة بالنسبة لأمن اسرائيل.quot;

وقال مسؤول اسرائيلي رفيع ان الوقت حان quot;لتكثيف الضغط الاقتصادي والدبلوماسيquot; على ايران. واضاف المسؤول quot;يجب ان يتم هذا بديهيا في الأمم المتحدة .. لكن أيضا على مستوى ثنائي.quot; مطالبا الدول التي لها مصالح اقتصادية في ايران quot;بممارسة ضغوطها الخاصةquot;.

وقال المسؤول الاسرائيلي ان القضية الايرانية من المُرجح ان quot;تمثل جزءا كبيراquot; من محادثات اولمرت يوم الثلاثاء مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل. وقال متحدث باسم الحكوم الالمانية ايضا ان ايران ستكون موضوعا رئيسيا في النقاش. وقال المسؤول الاسرائيلي ان زيارة اولمرت لبرلين ستساعد في تعزيز quot;علاقة ممتازة بالفعلquot; مع المانيا والاستفادة من quot;التحسن الواضحquot; في علاقات اسرائيل مع الاتحاد الاوروبي خلال السنوات الخمس الماضية. فيما قال مسؤولون المان ان ميركل تحرص على تعزيز العلاقات الثنائية وان المحادثات مع اولمرت ستمهد السبيل لمشاورات حكومية اوسع من المقرر اجراؤها في اسرائيل في مارس اذار.

وتعتبر المانيا من بين اكبر المصدرين لايران حيث ارسلت سلعا الى ايران قيمتها 4.1 مليار يورو في عام 2006.وقد انضمت المانيا الشهر الماضي الى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن وهي بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والصين في توزيع اقتراح بمشروع قرار عقوبات ثالث ضد ايران يدعو الى فرض حظر وجوبي على السفر وتجميد أرصدة والحذر في التعامل مع جميع البنوك في الجمهورية الاسلامية.

ويعتقد الدبلوماسيون ان التصويت لن يتم قبل اسابيع مع شعور واشنطن بالاحباط إزاء السرعة التي يبحث بها المجلس مشروع القرار ورغبة بعض الدول في الانتظار لحين إصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت لاحق هذا الشهر لتقرير بشأن ايران.

و كان اولمرت اعلن الشهر الماضي ان اسرائيل لن ترضى بوجود ايران نووية وان quot;جميع الخيارات مطروحةquot;. ويعتقد على نطاق واسع ان اسرائيل لديها أسلحة ذرية.

من جانبهم، قال دبلوماسيون الاربعاء الماضي ان ايران تختبر اجهزة طرد مركزي متطورة في مجمع نطنز النووي وهو تحرك قد يؤدي الى قيام طهران بتخصيب اليورانيوم بصورة أسرع فضلا عن اكتساب الوسائل لانتاج قنابل ذرية. وتقول ايران انها تريد الطاقة النووية من اجل الكهرباء حتى تتمكن من تصدير المزيد من النفط.

لكن ايران تخضع لعقوبات بسبب اخفاء برنامجها حتى عام 2003 ومنع مفتشي الامم المتحدة منذ ذلك الحين من التحقق من ان برنامجها مخصص كلية للأغراض السلمية كما ترفض تعليق البرنامج.

وخلال محادثاته في برلين سيطلع اولمرت المستشارة الالمانية على مفاوضات السلام التي بدأها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد مؤتمر رعته الولايات المتحدة في انابوليس بولاية ماريلاند في نوفمبر تشرين الثاني.

وقد صرحت ميركل السبت ان quot;المانيا والاتحاد الاوروبي سيبذلان كل ما في وسعهما لدعم عملية السلام .. هدفنا هو وجود اسرائيل امنة ومستقرة ودولة فلسطينية يعيشان كجيران في المنطقة في سلام وحرية.quot;

وعبر الرئيس الاميركي جورج بوش، من جهته، عن ثقته في إمكانية التوصل الى اتفاق بشأن اقامة دولة فلسطينية قبل ان يغادر منصبه في يناير كانون الثاني القادم لكن الزعماء الاسرائيليين والفلسطينيين أبدوا علانية عن الشكوك في الوفاء بهذا الموعد.