موسكو: أجرى الملك عبد الله الثاني مباحثات في الكرملن اليوم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تركزت على تطوير علاقات التعاون بين البلدين والأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط. وأعرب الملك عن تقديره للرئيس بوتين على اهتمامه وحرصه على بناء علاقات تعاون متينة مع الأردن في شتى الميادين خلال فترة رئاسته للاتحاد الروسي، مشيرا إلى الدور المهم الذي تضطلع به روسيا في المنطقة في المرحلة المقبلة إزاء دعم جهود تحقيق السلام والاستقرار فيها. ولتحقيق قوة دفع إضافية على علاقات التعاون بين البلدين أكد الملك والرئيس بوتين الحرص على تفعيل الاتفاقيات الثنائية القائمة وإبرام اتفاقيات جديدة تؤسس لعلاقات نوعية بين البلدين في الميادين الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والسياحية وخدمات النقل الجوي وتجنب الازدواج الضريبي، وفي مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.

كما جرى خلال اللقاء الذي حضره الأمير فيصل بن الحسين و الأمير علي بن الحسين ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور باسم عوض الله ومدير المخابرات العامة الفريق محمد الذهبي والسفير الأردني في موسكو عبد الإله الكردي البحث في سبل دعم روسيا لتعزيز آليات التعاون بين مجموعة الدول الإحدى عشرة ذات الدخل المتدني المتوسط ومجموعة الدول الثمانية الكبرى التي ستعقد اجتماعاتها في اليابان خلال الصيف القادم.

وشغلت الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط حيزا واسعا من مباحثات الزعيمين حيث أكد الملك أهمية الدور الذي تقوم به روسيا بصفتها عضوا في اللجنة الرباعية الدولية لمساعدة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على تخطي أية عراقيل تقف أمام تحقيق تقدم ملموس في العملية السلمية يؤدي إلى تسوية كافة قضايا الوضع النهائي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وفي هذا الصدد ناقش الملك عبدالله والرئيس بوتين امكانية عقد مؤتمر دولي على غرار مؤتمر انابولس الذي استضافته الولايات المتحدة في تشرين الثاني الماضي لدفع عملية السلام. وحذر الملك من الانعكاسات السلبية للإجراءات والسياسات الأحادية الجانب التي من شانها تهديد مستقبل العملية السلمية، مؤكدا رفض الاردن لسياسة العقوبات الجماعية التي يدفع ثمنها المدنيون الابرياء. وأعرب الملك والرئيس بوتين عن دعمهما للمبادرة العربية التي تبنتها جامعة الدول العربية لإيجاد مخرج مقبول للازمة السياسية الراهنة في لبنان وانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وحول الوضع في العراق جدد الزعيمان دعم الأردن وروسيا لجهود تحقيق المصالحة والوفاق الوطني بين كافة مكونات الشعب العراقي من خلال الانخراط في عملية سياسية شاملة تحفظ للعراق سيادته وتوفر لأبنائه مستقبل أفضل.

وحضر المباحثات عن الجانب الروسي مستشار الرئيس للسياسة الخارجية سيرجي بركودكو ونائب وزير الخارجية الكساندر سلطانوف ومدير المخابرات الروسية مايكل فرادكوف ومدير دائرة الشرق الاوسط في وزارة الخارجية سيرجي فيرشينين والسفير الروسي في عمان الكساندر كالوجن.

كما اجتمع الملك عبد الله الثاني في موسكو الى النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف المرشح الأقوى لخلافة الرئيس بوتين في تولي رئاسة الاتحاد الروسي خلال الانتخابات الرئاسية التي ستجري في الثاني من الشهر القادم. وجرى استعراض علاقات التعاون الثنائي وآليات الاستمرار في تطويرها بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، لافتا إلى المجالات العديدة المتاحة أمام روسيا والأردن في هذا المجال. وأشار الملك عبد الله إلى الجهود التي يبذلها الأردن لتحقيق تقدم في عملية السلام والدور المهم الذي تقوم به روسيا ضمن اللجنة الرباعية الدولية لمساعدة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتشجيعهما على تحقيق السلام وإيجاد تسوية دائمة وعادلة للقضية الفلسطينية.

من جانبه أكد مدفيديف حرص بلاده على تطوير علاقاتها مع الأردن في شتى الميادين، معربا عن تقديره لما يقوم به الملك من جهود متواصلة لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. ويشار إلى أن الأردن وروسيا يرتبطان بعلاقات تعاون وثيقة تغطي كافة المجالات التي جاءت كثمرة للجهود التي قام بها جلالة الملك لتعزيز العلاقات مع روسيا.

وكان الرئيس بوتين زار الأردن في شهر شباط من العام الماضي. وجرى خلال تلك الزيارة التوقيع على أربع اتفاقيات استهدفت توسيع قاعدة التعاون بين القطاعين العام والخاص في البلدين وزيادة حجم التبادل التجاري الذي يميل حاليا لصالح روسيا، وتشجيع إقامة المشاريع الاستثمارية المشتركة. واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي الكساندر سلطانوف في تصريح صحافي ان زيارة الملك إلى موسكو تاتي في وقت مهم وضمن سياق الاتصالات المستمرة بين الملك عبد الله والرئيس بوتين مما ساهم في تطوير العلاقات بين البلدين في شتى المجالات.

وأوضح أن لقاء الزعيمين شكل فرصة لتبادل الآراء حيال تطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة وبخاصة المتعلقة منها بجهود تحريك عملية السلام وإنعاش العملية التفاوضية بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي تواجهها صعوبات عديدة في هذه المرحلة سعيا إلى التوصل إلى تسوية شاملة للنزاع العربي الإسرائيلي بالإضافة إلى بحث القضايا التي تهم الجانبين. وأشار إلى أن بلاده معنية ومهتمة بتحقيق دفع في علمية السلام وهي على اتصال مستمر مع مختلف الأطراف في المنطقة للتحضير لمؤتمر المتابعة للقاء انابولس للسلام الذي عقد في الولايات المتحدة في تشرين الثاني من العام الماضي.

ووصف السفير الأردني في موسكو عبد الإله الكردي لقاء القمة بين الملك عبدالله والرئيس بوتين بأنه في غاية الأهمية ويأتي تأكيدا على عمق العلاقات الأردنية الروسية والحرص على تعزيزها في مختلف الميادين وبخاصة الاقتصادية والسياسية منها وتفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين بما يحقق مصالحهما المشتركة. وأشار إلى الأردن سيستضيف في آذار القادم معرضا للصناعات الروسية الذي يعقد للمرة السابعة في المملكة ويتيح الفرصة لرجال الأعمال من البلدين للتعرف على الإمكانات المتوفرة لإقامة المشروعات الاستثمارية المشتركة.

ولفت إلى الدور المهم الذي تقوم به روسيا في المنطقة لما لها من علاقات وطيدة مع دولها في دعم الجهود المبذولة لدعم العملية السلمية وإيجاد تسوية دائمة وعادلة للقضية الفلسطينية وبصفتها عضوا في الرباعية الدولية