فيينا: أشارت وزيرة الخارجية النمساوية أرسولا بلاسنك اليوم إلى إمكانية أن يشكل الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية quot;تحالفا سياسيا إقليمياquot; قوامه quot;الحداثة والاعتدال والانفتاح، مع الأخذ بالاعتبار العديد من القضايا والمسائل المحورية وفي طليعتها استخدام الأمن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية في مكافحة المجموعات المتطرفة والراديكاليةquot;. وفي هذا السياق، نوهت الوزيرة بلاسنك، في بيان عقب نهاية القمة الأوروبية- العربية في مالطا، بأهمية دور الدول العربية التي تقع في الشرق الأوسط في دعم مسيرة التسوية السلمية في المنطقة، وأكدت أن quot;تحقيق السلام هو مسؤولية إقليميةquot;، على حد وصفها.

وأعربت الوزيرة عن اعتقادها بأن الاجتماع الوزاري بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية الذي اختتم أعماله مساء اليوم في فاليتا عاصمة مالطا شكل quot;نقلة نوعيةquot; على صعيد تعزيز التعاون الإقليمي بين أوروبا والدول العربية وخاصة تلك على ضفتي المتوسط المرتبطة بعلاقات شراكة اقتصادية.

وأوضحت الوزيرة بلاسنك أن نظرائها الأوروبيين ناقشوا مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزراء خارجية عرب التطورات الراهنة في الشرق الأوسط والسبل الكفيلة بدفع التسوية السلمية وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات، ومواجهة التحديات المشتركة وفي طليعتها مكافحة الإرهاب والعنف والتطرف والمتغيرات المناخية والتلوث البيئي.

وحددت رئيسة الدبلوماسية النمساوية عدة عوامل تساهم في تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين، وفي طليعتها الروابط التاريخية والثقافية وعلاقات حسن الجوار التي تربط أوروبا بالعالم العربي، وقالت quot;معاً نستطيع احراز المزيد من التقدّم في مواجهة التحديات المشتركةquot; في المرحلة الراهنة.

وعبّرت الوزيرة النمساوية عن الأمل بأن يشهد مسار السلام في الشرق الأوسط quot;نقلة نوعيةquot; على صعيد احراز الاستحقاق الأهم في خارطة الطريق وهو إنشاء دولتين مستقلتين هما إسرائيل وفلسطين، وتعيشان متجاورتين بأمن وسلام ضمن حدود آمنة ومعترف بهاquot;. وشدّدت على القول quot;إن تحقيق هذه الأمنية المشروعة، هو الذي يضمن أمن ومصلحة إسرائيل، باعتباره من بين الاهداف الأساسية لاقرار سلام شامل في الشرق الأوسطquot;. كما أشارت الوزيرة النمساوية إلى أهمية عوامل رئيسية أخرى أهمها، توفر الإرادة والشجاعة السياسية لدى الدول المعنية في المنطقة، والتي لا يمكن الاستعاضة عنها بالخارج.

كما أكدت الوزيرة على أهمية العمل المشترك بين الأجهزة المعنية في الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية من أجل تحقيق التنمية البشرية في الدول العربية، وأشارت إلى أن quot;تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بيّن بجلاء أن السبل الكفيلة بتحقيق التنمية البشرية في العالم العربي لا يمكن أن تتم إلا من خلال مساهمة المرأة والشباب ومنظمات المجتمع المدني وأجهزة الإعلام جنباً إلى جنب مع الحكومات المعنية، مع الإشارة إلى أهمية النمسا في تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافاتquot;، حسب البيان.

وكانت وزيرة الخارجية النمساوية عقدت اجتماعاً، وصفته بـquot;المهمquot;ً، مع عمرو موسى بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والسودان وسورية ودول بمجلس التعاون الخليجي تركز البحث فيه حول نتائج المباحثات التي اجراها أمين الجامعة العرابية مع قادة أحزاب ومسؤولين في لبنان من أجل التوصل إلى حل توافقي بشأن أزمة الاستحقاق الرئاسي.