أول ضوء أخضر جاء من برلين لإجتياح القطاع
إسرائيل حائرة بين السلام مع أبي مازن والحرب على غزة
خلف خلف من رام الله:
تبدو إسرائيل حائرة إلى أين تتجه، هل تتقدم بالمفاوضات السلمية مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن، أم تعلن الحرب على قطاع غزة لإيقاف الصواريخ محلية الصنع؟ صحيفة معاريف الصادرة اليوم الأربعاء قدمت إجابة على هذا السؤال، مشيرة إلى أن قيادة تل أبيب يستعدون في هذه الأثناء للسيناريوين.
وفي المعلومات أيضًا أن إسرائيل ستشرع قريبًا في حملة إعلامية دولية، في إطارها سيتلقى دبلوماسيون أجانب، سفراء ورواد في الرأي العام الدولي استعراضات شاملة بالنسبة إلى ما يجري في بلدات غلاف غزة، في محاولة للشرح للعالم الوضع على الأرض، وحقيقة أن إسرائيل من شأنها أن تشن عملية عسكرية كبيرة في غزة لإنعدام البديل.
وبالتوازي، يستعدون في إسرائيل أيضًا للتطورات في الموضوع السياسي: في نهاية الأسبوع يصل إلى البلاد الجنرال فرايزر، جنرال أميركي تلقى مهمة محددة ndash; فحص الإيفاء بتعهدات إسرائيل والفلسطينيين حسب الفصل الأول من خريطة الطريق. وهذا هو الجنرال الأميركي الثالث الذي يعمل حاليًا في المنطقة، إضافة إلى الجنرال جونز (مسؤول عن ترتيبات أمنية مستقبلية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية) والجنرال دايتون (الذي ينكب على إقامة أجهزة الأمن الفلسطينية الجديدة في الضفة الغربية).
وتقول معاريف: quot;وصول الجنرال فرايزر يشكل أنباء سيئة في ضوء حقيقة أن وضع إسرائيل في كل ما يتعلق بالإيفاء بتعليمات الفصل الأول من خريطة الطريق ليس حسنًا. فالإلتزامات الإسرائيلية، خلافًا للالتزامات الفلسطينية، محددة وquot;مقاسةquot;، معظمها لم تتحقق: إخلاء مواقع استيطانية، تجميد مستوطنات، رفع حواجز وما شابه. فرايزر سيعالج هنا من قبل عاموس جلعاد من وزارة الأمن (الإسرائيلية) ولواء عيدو نحوشتان، رئيس شعبة الصيانةquot;.
المسيرة السياسية، التي تقودها إسرائيليًا، وزيرة الخارجية تسيبي لفني، وفلسطينيًا، أحمد قريع، تنال الزخم هي الأخرى: فـ quot;مديرية المفاوضاتquot; الإسرائيلية، برئاسة اودي ديكل، ستنتقل في الأيام القريبة القادمة إلى وزارة الخارجية وستستقر بمحاذاة مكتب لفني. ويدور الحديث عن فريق مهني سيقدم إسنادا لفريق المفاوضات السياسي نفسه برئاسة تسيبي لفني (إلى جانب عاموس جلعاد، تربوفيتش وترجمان، أهرون ابرموفيتش وتل بكار) وهما جميعهم خبراء ومستشارون لكبار الشخصيات السياسية في إسرائيل.
هذا في وقت تتواصل اللقاءات السرية بين ليفني وأحمد قريع، وكشفت مصادر أمس أن اجتماعًا ثنائيًا بين الطرفين جرى أول أمس، ولكن ليس واضحًا إذا كان يتحقق تقدم في هذه الاتصالات السرية، فهي لا تسجل ولا يسمح بالنشر عنها في وسائل الإعلام، ولفني تبلغ عنها رئيس الوزراء ايهود اولمرت مباشرة، بينما يبلغ قريع من جانبه عباس بكل جديد.
ويذكر أن أولمرت وباراك اجريا زيارات خارجية على مدار اليومين الماضيين، حيث اختتم رئيس الوزراء الإسرائيلي الليلة الماضية زيارته لألمانيا، التي بحث فيها كافة الملفات، وبخاصة النووي الإيراني، ومشكلة الصواريخ الفلسطينية محلية الصنع.
كما يجرى باراك من جانبه، زيارة إلى تركيا زيارة تستغرق يومين، وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن الموضوع المركزي في لقاءاته مع المسؤولين الأتراك، هو عملية إسرائيلية محتملة في غزة بوساطة قوات برية كبيرة. ونقلت معاريف عن باراك قوله خلال اجتماع مع نظيره التركي: quot;يحتمل ألا يكون هناك مفر من القيام بعملية في غزةquot;. ومن المتوقع أن يقول أقوالا مشابهة اليوم عندما يلتقي مع الرئيس التركي ومع قيادة الجيش.
هذا فيما تقول التقارير الإسرائيلية إن اولمرت قد خرج أمس من لقائه مع المستشارة الألمانية انجيلا ماركل بإحساس بان إسرائيل تلقت quot;ضوء أخضرquot; من ألمانيا ndash; وإن كان بالصمت ndash; لشن عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة.