بغداد، وكالات: قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري يوم الخميس أن إيران أرجأت جولة من المحادثات مع الولايات المتحدة كان مقررا عقدها في بغداد حول أمن العراق دون إبداء الأسباب وقال زيباري لرويترز أنه كان من المفترض بدء المحادثات يوم الجمعة. وأضاف أنه تم ابلاغ العراق الأربعاء بأن الايرانيين يريدون تأجيل المحادثات لسبب غير معلوم.

مقاتلو القاعدة يفرون إلى خارج العراق

من جهة ثانية قال الجيش الأميركي أن زيادة العمليات العسكرية والتحول في الدعم المحلي في شمال العراق دفع بالعديد من مقاتلي تنظيم (القاعدة) إلى الهروب من المدن التي كانت توفر لهم الملاذ الآمن في السابق والتوجه إلى الصحراء او حتى الى خارج البلاد. واضاف الجيش في تقرير وزع هنا نقلا عن قائد الفرقة متعددة الجنسيات في شمال العراق اللواء مارك هيرتلنغ قوله ان المواطنين المحليين في اربع محافظات شمالية ضمن منطقة عمليات الفرقة متعددة الجنسيات في العراق تحولوا الى مساندة القوات متعددة الجنسيات وقوات الامن العراقية بشكل قوي جدا. وتابع ان هذا التعاون اثمر عن مكاسب امنية متزايدة تضع المتشددين في حال فرار حيث لا يوجد مكان امن لهم للاختباء.

وتبلغ مساحة المنطقة الشمالية للقوة متعددة الجنسيات في العراق حوالي نفس مساحة ولاية بنسلفانيا الاميركية وتضم اربع محافظات هي ديالى وصلاح الدين ونينوى والتأميم. وقال هيرتلنغ ان بعض المقاتلين الاجانب عادوا الى بلدانهم الاصلية اخذين معهم الاموال المخصصة للمقاتلين في العراق بينما يحاول البعض الاخر اعادة تنظيم صفوفهم خارج حدود البلاد مستدركا بالقول ان القوات الاميركية تراقب الحدود وقامت باعتقال البعض وهم يحاولون العودة.

واضاف القائد الاميركي ان الذين لم يعودوا يشعرون بالامان في المدن لانهم يخافون من تحول المواطنين المحليين ضدهم لجأوا للاختباء في الاكواخ الطينية المهجورة والقنوات او الكهوف في الصحراء مبينا انه بالرغم من اختبائهم ولجوئهم الى الصحراء فانهم ما زالوا هدفا لعملية الحاصدة الحديدية لأسابيع طويلة وهي العملية التي تمثل جزءا من عملية شبح العنقاء. وقال ان الجيش يقوم بما يتوجب عليه القيام به وهو جعل المدن اكثر امنا للمواطنين العراقيين من خلال مواصلة استهداف تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة الاخرى. واضاف ان محافظة ديالى وعلى وجه التحديد هي اليوم اكثر امانا مما كانت عليه قبل شهر عازيا المكاسب التي تم تحقيقها في المنطقة الى تطور قدرات قوات الامن العراقية وتشكيل القواعد المحلية في المحافظة وتحسين الحكومات المحلية والوطنية.

وقامت القوات متعددة الجنسيات والقوات العراقية في عمليات الحاصدة الحديدية وعلى مدى 45 يوما ب 74 مهمة تم خلالها اعتقال اكثر من 70 شخصا من الافراد ذوي الاهمية العالية والمئات من المقاتلين الى جانب العثور على اكثر من 430 مخبأ اسلحة و35 سيارة مفخخة وثلاثة مصانع للقنابل.

رايس تدافع عن مصداقية تصريحاتها بشأن العراق

الى ذلك دافعت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية بقوة عن نزاهتها حين سئلت عن تقرير مستقل خلص الى انها أدلت بما يصل الى 56 تصريحا كاذبا عن الخطر الذي يشكله الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وخلال جلسة استماع في الكونجرس الاميركي سأل النائب الديمقراطي روبرت ويكسلر رايس عن تقرير أصدره مركز الامانة العامة وهو هيئة غير حزبية والذي اتهم مسؤولي ادارة الرئيس الاميركي الجمهوري جورج بوش بالادلاء بما يصل الى 935 تصريحا كاذبا عن العراق الذي غزته الولايات المتحدة عام 2003 بزعم امتلاكه اسلحة دمار شامل. ولم يعثر قط على هذه الاسلحة المزعومة بعد الغزو.

وقال ويكسلر في بداية مداخلات ساخنة مع رايس quot;هذه الدراسة وجدت انك يا سيدة الوزيرة أدليت بخمسة وستين تصريحا كاذبا للشعب الاميركي مكررة الترويج لقضية امتلاك العراق اسلحة دمار شامل وبالغت فيما يسمى بالعلاقات بين العراق والقاعدة.quot; وردت رايس quot;عضو الكونجرس.. أنا اخذ نزاهتي مأخذ الجد ولم أدل في اي وقت بتصريح أعرف انه كاذب من أجل الترويج لشيء. ما من أحد يريد الدخول في حرب.quot;

واتخذت ادارة بوش من قضية امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل مبررا لغزو البلاد للاطاحة بصدام. ولم تعثر القوات الاميركية على هذه الاسلحة قط. وللولايات المتحدة الان 157 ألف جندي في العراق وتحاول اعادة الاستقرار الى البلاد التي اندلع فيها بعد الغزو قتال ضد القوات الاميركية وأعمال عنف طائفية بين الشيعة والسنة. وقلما توجه رايس التي كانت مستشارة للامن القومي وقت غزو العراق اللوم الى أجهزة المخابرات الاميركية لتأكيدها في تقاريرها ان العراق يمتلك أسلحة بيولوجية وكيماوية وانه يسعى لاعادة بناء برنامجه النووي.

وحاول النائب الديمقراطي مقاطعة وزيرة الخارجية الاميركية لكنها رفعت صوتها عليه قائلة quot;أنا اسفة عضو الكونجرس.. لانك تشكك في نزاهتي وأطلب منك ان تدعني أرد.quot; واستطردت quot;نعرف الان ان الكثير من تقييمات المخابرات كانت خاطئة. وسأكون أول من يقول انها لم تكن صحيحة. quot;ما من وقت عزمت او اعتقدت انني اعطيت معلومات كاذبة للشعب الاميركي.quot; وتلوثت سمعة كثيرين من مساعدي بوش خاصة كولن باول وزير الخارجية الاميركية السابق الذي عرض قضية العراق أمام مجلس الامن التابع للامم المتحدة حين لم يعثر على الاسلحة العراقية المزعومة بعد الغزو الاميركي للبلاد.