خلف خلف من رام الله: يستشف من مجمل التقارير التي أوردتها الصحف الإسرائيلية اليوم الخميس أن هناك تخوف كبير في الجيش الإسرائيلي من محاولات ثأر تقوم بها إيران وحزب الله اللذين يعزوان تصفية عماد مغنية إلى جهاز الموساد. بل أن محافل أمنية في تل أبيب عبرت عن اقتناعها بحتمية الرد، مشيرة إلى أن التساؤل المطروح حالياً فقط، هو، أين ومتى؟.

والخشية في الدوائر الأمنية الإسرائيلية هي من استهداف سفارات أو أهداف يهودية في إرجاء العالم، مثل الهجوم على السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين في العام 92 بعد نحو شهر من تصفية الجيش الإسرائيلي لعباس موسوي الأمين العام لحزب الله سلف حسن نصر الله. وبحسب صحيفة معاريف الصادرة اليوم الخميس فأنه بعد نحو أشهر على اغتيال موسوي نفذت عملية كثأر أخرى، وهذه المرة كان الهدف هو مبنى الطائفة اليهودية في بوينس ايرس في الأرجنتين.

وتقول معاريف: quot;قدرت محافل أمنية أمس بأن هناك يوجد سؤال متى ستنفذ محاولة ثأر على تصفية مغنية quot;بل فقط متى ستتم مثل هذه المحاولة وأين؟quot;. يأتي هذا فيما تحدثت صحيفة يديعوت من ناحيتها، عن حالة السعادة التي ظهرت على رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت فور إغتيال مغنية.

وكان أولمرت ظهر بشكل مفاجئ يوم أمس بقاعة الكنيست، فيما فسر بأنه حضر لتقبل التهنئات والمباركة من أعضاء البرلمان الإسرائيلي. وتقول الصحيفة: quot;اولمرت كان بطل اليوم في الكنيست، نواب عديدون ووزراء توجهوا إليه كي يصافحوه وان يعربوا عن فرحهم بالتصفية، وقد دار الكثير من التهامس هناكquot;.

كما أنه بعد أن اصدر مكتب أولمرت بيانه بشأن اغتيال مغنية سارعوا أمس في محيط اولمرت إلى الإيضاح بأن الحديث لا يدور عن نفي أو اعتراف بشأن الاغتيال. وقال محافل في مكتب أولمرت: quot;نحن بالإجمال نرد محاولة محافل الإرهاب اتهامناquot;، فيما فهم من هذه الرسالة، بأن مطلوب كبح الجماح والتفكر، وإبقاء حزب الله وإيران في حالة صدمة.

وأيضا يرى مراقبون أن إسرائيل حتى لو نفذت العملية، فأنها لن تعلن عن ذلك، خشية أن يحلق هذا الأمر الضرر في منفذيها من عناصر الموساد وأعوانهم الذين لا يتوقع أنهم غادروا الأراضي السورية بعد تنفيذهم العملية. مع العلم أن الأيادي التي شغلت في ظلمة الليل العبوة الناسفة تحت كرسي سيارة مغنية اختفت، وكأن الأرض السورية ابتلعتها دون أن تخلف أعقاب.

بل أن المحلل السياسي الإسرائيلي سمدار بيري كتب مقالاً في صحيفة يديعوت، الصادرة اليوم يقول: quot;يمكن التخمين بان الرئيس (الأسد) تلقى درسا هاما. من وصل إلى مغنية على الأرض السورية قادر على أن يصل حتى محيطه الأقرب. مثلا رئيس أجهزة الاستخبارات، الجنرال عاصف شوكت، الذي يحتفظ بصندوق كبير من المفاسد ومسؤول عن سلسلة طويلة من التصفيات والعمليات الإرهابيةquot;.

وأضاف بيري تحت عنوان quot;خازوق الأسدquot;: quot;الأسد سيجد صعوبة من الآن فصاعدا استجداء مسيرة سلمية مع إسرائيل. قبل كل شيء ينبغي له أن يعطي تفسيرا مقنعا لمواطني سوريا الذين شاهدوا أمس بحماسة quot;الجزيرةquot; كيف وقع القصور الأمني الذي سمح بالتصفية. وبعد ذلك سيحذر خالد مشعل وعصبته وسيصدر تعليمات جديدة للمسؤولين عن حياتهquot;.

وتابع بيري: quot;من ناحية الأسد الساحة السورية فالتة. الأيادي التي تفتش محيطه القريب من شأنه أن تضرب مرة أخرى، وبالمفاجأة. كما أنه يعرف انه عندنا كما هو الأمر في واشنطن، لا يفقدون عقولهم بعدهquot;.

وتقدر تل أبيب أن مكانة مغنية في حزب الله توازي مكانة الأمين العام للحزب حسن نصر الله، وهو ما سيدفع إيران والحزب لحتمية الرد على اغتياله، وتقول معاريف: quot;في كل الأحوال، إذا ما قرر حزب الله الرد من خلال عملية ثأر مدوية، مثلما حصل بعد تصفية موسوي، فإن مهمة تنفيذها ستلقى على الوحدة 1800 من المنظمة، التي حسب تقرير الاستخبارات الغربية مسؤولة في المنظمة عن تنفيذ العمليات الإرهابية في الخارج، بمساعدة ملاصقة من إيران وممثلياتها الدبلوماسية في أرجاء العالم.

وتشير تقديرات إسرائيلية أن موت مغنية سيلحق ضرراً بقدرة حزب الله على تنفيذ عملية ثأر، بصفته كان المخطط والمدبر لجهاز الاستخبارات في الحزب، ولكن ذلك لا يجعلها تتجاهل أن محاولات الثأر التي قد ينفذها حزب الله قد تشمل المس بشخصيات إسرائيلية.

هذا في وقت رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب على الحدود الشمالية، خشية من رد بصواريخ الكاتيوشا، وجرى أيضا إنعاش تعليمات الحراسة في الجيش الإسرائيلي ضد محاولات الاختطاف. وأصدرت قيادة الجيش الإسرائيلي المختصة بالإشراف على الوضع بالضفة الغربية أيضا تعليمات برفع مستوى اليقظة، وأنعشوا أوامر التأهب والحراسة المختلفة.